إيران تأخذ اليمن.. وأميركا راضية لإغاظة السعودية؟

اعلام
ن ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا ترى في النفوذ الايراني المستجد في اليمن تهديدا لمصالح ووجود حليفتها التاريخية المملكة العربية السعودية، والبرودة الدولية تجاه سيطرة الحوثيين العسكرية على صنعاء انما تدل على رغبة أميركية في الإشارة الى ان عدم تعاون السعودية الجدي في مكافحة "القاعدة" في اليمن ادى الى التعاون مع ايران في سبيل ذلك.

قال علي شيرازي، ممثل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إن “جماعة الحوثي (أنصار الله) في اليمن هي نسخة مشابهة من حزب الله في لبنان، وستدخل هذه المجموعة الساحة لمواجهة أعداء الإسلام”، على حد تعبيره.

وأكد شيرازي خلال حوار أجراه أمس الاثنين مع موقع “دفاع برس” التابع للقوات المسلحة الإيرانية، أن “الجمهورية الإسلامية تدعم بشكل مباشر الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والقوات الشعبية في سوريا والعراق، وقد أكد مسؤولو الدولة على هذه النقطة مرات عديدة”.

وكان المقاتلون الحوثيون قبل يومين من حديث شيرازي هذا، قد دخلوا قصر الرئاسة اليمني بعد اشتباك قصير مع حرس القصر.

دوليا، وبمواجهة هذا التمدد الإيراني المستجد  في شبه الجزيره العربية، برزت ردود فعل باردة من المجتمع الدولي تجاه الانقلاب الحوثي غير المعلن في اليمن،  فدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ما أسماه “أحدث اشتباكات بين المسلحين الحوثيين وحرس الرئاسة” في العاصمة اليمنية صنعاء ودعا إلى وقف الاقتتال واستعادة النظام .

أما المفاجأة فكانت من واشنطن فصرّحت إنه” لا توجد معلومات واضحة تشير إلى أن إيران هي من تدير دفة القيادة والسيطرة على الحوثيين في اليمن” مع علمها بوجود علاقة بينهم وبين طهران!

غضّ الطرف الدولي والسماح الأميركي غير المعلن للحوثيين وللنفوذ الايراني بالإمتداد الى الجنوب الغربي للجزيرة العربيّة حيث الموقع الاستراتيجي لمضيق باب المندب على الحدود السعودية له أكثر من دلالة خاصة.

الدلالة الأولى هي اتساع رقعة التفاهم الأميركي الإيراني ليشمل اليمن بعدما شمل العراق في الوقوف مع الحكومة ضد “داعش” و”القاعدة” وحلفائهما من منظمات سلفية مسلّحة، وشمل سوريا ولبنان بالإتفاق على رعاية حلّ سلمي للأزمة السورية مع الخلاف الجزئي حول مصير النظام وتفاهم بقاء لبنان خارج أتون النزاعات المذهبيّة بانتظار الحلّ المنشود، وتوافق اللهجة الأميركية الإيرانية حول تعرّض الأقليّة الشيعية في البحرين لتمييز واضطهاد، فان وجود “القاعدة” في اليمن ونجاح الحوثيين في تقديم انفسهم انهم يقاتلون هذه المنظمة الإرهابية نيابة عن العالم بدل الجيش اليمني الضعيف المشتت، فإن من شأن هذا أن يشكّل الركيزة الأساسية للتفاهم الأميركي الإيراني، فلا يبدو دخول الحوثيين الى صنعاء وسيطرتهم على القصر الرئاسي ومفاصل الدولة بنظر واشنطن سوى انه حق طبيعي لمن أثبت انه الأقوى والأجدر في حمل لواء مقارعة ارهاب القاعدة.

أما الدلالة الثانية فهي ان ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا ترى ضيرا في النفوذ الايراني المستجد في اليمن تهديدا لمصالح ووجود حليفتها التاريخية المملكة العربية السعودية، والبرودة الدولية تجاه سيطرة الحوثيين العسكرية على صنعاء انما تدل على رغبة أميركية في الإشارة الى ان عدم تعاون السعودية الجدي في مكافحة “القاعدة” في اليمن بشكل عملي وميداني، والاكتفاء بالتفرّج على الطائرات الاميركية بدون طيار وهي تقصف المواقع التي تتحصن بها، شجّع المجتمع الدولي على الترحيب الضمني بالحوثيين المدعومين فن ايران في سبيل انجاز هذه المهمة.

غير أن اتجاها معاكسا ظهر في أوساط الكونغرس، اذ حذّرت أوساطه من أن يؤدي الإنقلاب الحوثي في اليمن إلى تغيير المعادلات في الشرق الأوسط، وان يضع السياسة الأميركية في مأزق، بين سعي إدارة أوباما للتوصل إلى إتفاق مع إيران، والإستمرار في محاربة (داعش)، وان الكونغرس، الذي حذر الإدارة من ذلك خلال الأشهر الماضية ينوي التعامل مع هذه التطورات.

البروفيسور وليد فارس، مستشار مجموعة الكونغرس النيابية، كشف في حديث، عن تحذيرات مكثفة للكونغرس وعبره خلال الأشهر الأخيرة، من قبل خبراء ومستشارين، وهو احدهم، لإدارة الرئيس أوباما، من تمدد الحوثيين الموالين لإيران في اليمن، وخطورة ذلك ليس فقط على الصعيد الإقليمي، بل والعالمي، لأنه سيخلق إنقلابا في الميادين الإستراتيجية، وسيضع المنطقة برمتها، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، تحت الخطر المباشر.

 

 

 

السابق
توقيف شخص في مخيم البص بحوزته قنبلتين يدويتين
التالي
بالفيديو: من سرق رادار السرعة؟