ضائقات «نصر الله» السبع

المقال التالي مترجم من قبل جريدة الأيام الفلسطينية عن «يديعوت أحرونوت». وهو يتحدث عن الضائقات السبع للأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله.

في اسرائيل يتغير دفعة واحدة المزاج العام في مواضيع الامن: من نوع من الفرح والرضا، وربما الفخار، على ضرب الخلية القيادية لـ»حزب الله» في الجولان، الى قلق عميق من حرب سرعان ما ستقع ضد «حزب الله»، وربما مواجهة أوسع، مع ايران ايضا، بعد أن قتل جنرال من الحرس الثوري في عملية الاغتيال.

غير أنه في الطرف الآخر، اذا ما نظرنا الى الوضع بعيني نصر الله، فإن الوضع ليس لامعا، والضربة قد أمسكت به في لحظة غير مناسبة حقا. فلو كان هذا منوطا به لفضل الا يقف امام معضلة ان يرد ويثأر من اسرائيل. فهذه هي الفترة الاصعب من ناحية الامين العام الكفؤ كالشيطان (او الشيطان الكفؤ، فليختر التعبير كما يشاء) منذ عين في المنصب بعد أن قتل سلفه، موسوي، في اغتيال اسرائيلي.

اولا، بسبب اسرائيل. منذ شباط 2008، حين قتل عماد مغنية، تعرض «حزب الله» لسلسلة من الضربات المتكررة التي نسبها جميعها لاسرائيل مثل: اغتيال عدة نشطاء آخرين، وعلى رأسهم حسن القيس، رئيس ذراع تطوير الوسائل القتالية في المنظمة، قصف لمخازن السلاح والذخيرة لـ»حزب الله» بما فيها تلك التي اقامها جنوب الليطاني وبضربها ثبت أنه يخرق قرارات الامم المتحدة؛ قصف قوافل السلاح من سورية الى لبنان؛ والآن، اصابة جهاد مغنية، الذي اراد نصر الله ان يجعله رمزا كي يثبت بأن اسطورة مغنية حية تركل العدو الصهيوني.

ثانيا، بسبب اسرائيل. تكاد تكون كل عشرات العمليات التي خطط «حزب الله» لها كي ينتقم من الافعال آنفة الذكر احبطها «الموساد». ونجحت العملية في برغاس واصابت زوجة الدبلوماسي الاسرائيلي في الهند، ولكن هاتين العمليتين اصغر بآلاف المرات مما سعى «حزب الله» لعمله، ولا تشكلان من ناحيته شيئا يقترب على الاطلاق من الثأر. فضلا عن ذلك، ففي تفجير السفارة الاسرائيلية في الارجنتين في 1992، في اعقاب اغتيال موسوي – كان هدف الثأر هو اعادة صياغة قواعد اللعب مع اسرائيل. اما هذه المرة، فتواصل اسرائيل طريقها ولا تتوقف.

ثالثا، بسبب اسرائيل. لقد اكتشف «حزب الله» مؤخرا جاسوسا اسرائيليا في قيادة المنظمة، بسببه احبطت العمليات آنفة الذكر وقتل مغنية الاب. وجاء اغتيال مغنية الابن يثبت بأن المنظمة لا تزال مخروقة. فمجرد وجود عميل اسرائيلي، اذا كانت القصة صحيحة، يثبت بأن ما كان «حزب الله» واثقا بأنه لا يمكن ان يحصل – في أن رجاله مخلصون جدا، مؤمنون جدا دينيا وقوميا وشيعيا بحيث انهم لا يمكنهم أبدا ان يوافقوا على العمل «للعدو الصهيوني». ثمة في واقع أمر هذا الكشف ضربة معنوية شديدة للغاية.

رابعا، بسبب سورية. لقد بعث «حزب الله» في السنوات الثلاث الاخيرة بالمئات بل وربما بالآلاف من مقاتليه لمساعدة الاسد في الحرب الاهلية. عمليا، اذا كان هناك سبب مركزي واحد منع حتى الآن هزيمة الاسد فهو دعم «حزب الله» وايران. ولكن لهذا الدعم يوجد ثمن باهظ – المعركة في سورية لم تحسم بعد، وهي بعيدة عن ذلك، وفي هذه الاثناء لم يثبت «حزب الله» بأنه يمكنه أن يحسمها رغم الجهود العظيمة. لقد تكبد «حزب الله» اصابات كثيرة في المعارك في سورية، ولأنه انضم الى جيش نظامي فقد كشف عن قواته، التي اعتادت على الاعمال السرية، أمام تسلل قوى الاستخبارات المعادية. ولا يمكن الاستبعاد بامكانية أن يكون من ضرب جهاد مغنية قد استغل هذا الانكشاف.

خامسا، بسبب لبنان. فانضمام «حزب الله» الى الحرب في سورية اثار انتقادا حادا للغاية في لبنان. فالسنة، الدروز والمسيحيون يسألون لماذا ادعى «حزب الله» بأنه بقي ميليشيا هدفها مكافحة اسرائيل ولكنها عمليا تساعد في ذبح مواطني سورية. وقد أدى الدعم للاسد الى عمليات من المنظمات السنية السورية التي ينتمي بها الى الجهاد العالمي ضد «حزب الله» وممثلي لبنان. وبالتالي فقد فتح نصر الله لنفسه جبهة اخرى.

سادسا، بسبب لاهاي. لنصر الله هو الآخر توجد مشكلة صعبة مع المحكمة الدولية. فمحكمة خاصة تعنى منذ بداية 2014 بخطوة استثنائية لمحاكمة خمسة نشطاء، احدهم ابن عائلة مغنية، على قتل رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري في 2005. واذا ما ادينوا، فإن ادعاء نصر الله بأنه سياسي يحرص على مصالح عموم اللبنانيين سيظهر ككذبة وقحة.

سابعا، بسبب المال. «حزب الله» هو أولا وقبل كل شيء منظمة اجتماعية، دينية وسياسية للشيعة في لبنان. ومن أجل اعالة هذا الجهاز هناك حاجة للمال. وقد تعرض «حزب الله» في السنوات الاخيرة لسلسلة من قضايا الفساد، اطلع الجمهور على بعضها فقط. وبسببها، ضمن امور اخرى، قلصت ايران التمويل للمنظمة التي تعاني اليوم من مشاكل مالية قاسية.

كل هذه هي فقط خلاصة مشاكل نصر الله التي بسببها من المشكوك فيه أن يسارع الى اشعال وضع قتالي عام ضد اسرائيل، او يخاطر برد محدود من شأنه أن يؤدي الى مثل هذه الحرب.

السابق
لماذا يتم استهداف مخيم عين الحلوة؟
التالي
البيت الابيض: أوباما والملك سلمان سيتطرقان الى ازمة اليمن والحملة ضد «داعش»