المعرفة كسلاح في وجه الإساءة للرسل

المعرفة
ما زالت حادثة نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تسيء إلى نبي الإسلام محمد في صحيفة شارلي ايبدو، وردود الفعل عليها والتي أدت إلى مقتل عدد من العاملين في الجريدة، تثير النقاش في عدد من محافل الحوار والنقاش.

نظمت الجماعة الإسلامية ندوة حوارية تحت عنوان “الإساءة للرسل والمقدسات بين الحرية والاحترام” عند الخامسة من بعد ظهر الجمعة 23/1/2015 في القاعة العامة لبلدية صيدا، تحدث فيها مطران صيدا للروم الكاثوليك إيليا بشارة الحداد والقاضي الشرعي في صيدا الشيخ محمد أبو زيد، وحضرها حشد كبير من ممثلي الأطراف السياسية والاجتماعية ورجال الدين وناشطين ومهتمين.

قدم الندوة عضو المجلس البلدي كامل كزبر الذي أكد على ضرورة احترام الأديان جمعاء، وأن هناك حدوداً للحرية تنهي عندما تبدأ حرية الآخرين، واستنكر ما قامت به صحيفة تشارلي ايبدو.

ثم تحدث المطران حداد، فرأى: “أن الحادثة تعكس الواقع الفرنسي الحالي بامتياز، هذا الواقع رسمته الثورة الفرنسية وما زال حتى اليوم يتصاعد في التطرف ضد الدين وباتجاه العلمانية المتطرفة”.

واعتقد حداد أن “المجتمع الأوروبي برمته مقدم على جولات تشريعية جديدة” ودعا الأوروبيين إلى الاستعانة بالمادة التاسعة من الدستور اللبناني، هذه المادة التاسعة هيا لضمانة باحترام الحرية الدينية بكل أبعادها.

وأضاف ان “الثورة الفرنسية بدأت ضد الكنيسة، وتعود اليوم بظاهرة العداوة نفسها ضد الكنيسة والإسلام”. وتساءل: “إذا كانت فرنسا قد استقبلت على أراضيها سبعة ملايين مسلم فعليها احترام وجودهم، وعليها استيعاب الحضارة الإسلامية لا فرنجة المسلمين كما علمنة المسيحيين قبلاً. تعالوا تلبننوا ربما حلّت أزمتكم”.
ورأى الحداد أن “هذا الصراع يتركز اليوم بين حضارتين: الدين والعلمنة. وأشار إلى عدد من الأخطاء الفادحة التي وقعت رداً على الإساءات التي حصلت مثل: انتقام المسلمين من مسيحيين كتدمير كنائس في عدد من البلدان، ممارسة العنف والقتل بإسم الدين وعدم اللجوء إلى وسائل قانونية للمطالبة بإحقاق الحق، اعتبار الإسلام مصدراً للأعمال العنفية”.

تلاه الشيخ أبو زيد الذي قال إن “الإساءات بدأت في كوبهاغن عام 2005 واستمرت حتى وصلت إلى باريس عام 2015، وبعد الحادثة الأخيرة حصلت عملية خلط أوراق، ولم يعد الجمهور يفرّق ما بين الفعل وردة الفعل، وتحول التحركات إلى استنكار ردات الفعل من دون الالتفاف إلى المتسبب أصلاً بالإساءة إلى الدين –وصار الجمهور منحازاً إلى المتسبب بالحادث”.

ودعا أبو زيد إلى مواجهة مثل هذه الأحداث من خلال المعرفة، العلم والعمل وليس عن طريق الانفعال والعاطفة كما حصل في باريس. وفي بيروت عام 2006 ثم عرض أبو زيد إلى الهجمات الإرهابية التي حصلت في أوروبا عام 2013 قائلاً إن “98 في المئة قامت بها جماعات أوروبية عنصرية، نازية وفاشية في حين أن 2 في المئة نفذها مسلمون”.
وقدم عدد من الحضور مداخلات حول حوادث الإساءة للرسل والأديان، وردود الفعل عليها.

السابق
محمد بن نايف
التالي
طائرة استطلاع اسرائيلية حلقت في اجواء مرجعيون