الخريطة التي عثر عليها مع إرهابي في تلة حمرا…الى ماذا تشير؟

عرسال

فتحت معركة راس بعلبك التساؤلات المصيرية الصعبة على مستويات عدة، أبرزها التساؤلات المتعلقة بما يرمي اليه المسلحون من شن هجومات متتالية على تلك البلدة المسيحية الوادعة في أقصى شمالي البقاع.

ينطلق أحد كبار العسكريين المخضرمين في الميدان من واقعة العثور في جثة احد قادة قتلى الارهابيين في تلة الحمرا على خريطة وخطة تشير الى ان الهجوم كان يهدف الى تطويق تلة ام خالد المحاذية وأسر مزيد من جنود الجيش اللبناني منها.
واقعة تستوقف الضابط الذي يحاول قراءة في أبعاد ما جرى في ضوء المعطى الجديد، لا سيما وأنه الهجوم الثاني الذي يتعرض له موقع الجيش في تلك التلة المطلة على بلدة رأس بعلبك وقرى الجوار بما فيها عرسال والهرمل، ليقول لـ”النهار” ان هذا يعني ان قيادة المسلحين في عرسال وجوارها توصلت بعد التجربة السابقة الى ضرورة أسر الجنود باعتبارهم الدجاجة التي تبيض ذهباً، ويعود الأسر بفائدة كبيرة عليهم، ويمكِّنهم تاليا من التحكم بالساحة السياسية اللبنانية من خلال أهالي الاسرى، خاصة وانهم يتحكمون بتحركاتهم ويرسمون خططها وفقاً لأهوائهم وخياراتهم، والتي يتولى الأهالي فرضها على مجمل الحركة السياسية في لبنان، كما يحصل الآن، في ظل التراخي السياسي حيال هذه القضية.
وهذا ما يؤكد للارهابيين انهم يحصدون نتائج كبيرة يحلمون بتحقيقها في الميدان العسكري، وذلك عبر تحريك اهالي العسكريين وتوجيههم في تنظيم جولات على المسؤولين في لبنان، وهو ما يرسخ قناعتهم بأن عمليات الخطف تعود عليهم بأكثر من طموحاتهم.
تأسيساً على كل ذلك، لا يتوانى الارهابيون للحظة عن التفكير بأسر المزيد من الجنود ورسم الخطط للوصول الى الهدف المتمثل بخطف المزيد وهو هدف بات يمثل لهم قضية محورية، توازي البقاء، وتستحق تقديم المزيد من القتلى في سبيل تحقيقها.
انطلاقا من هذه المعطيات، يرى المصدر ان المسؤولية تقضي بمنع اهالي العسكريين من اي تحرك ضاغط، والعودة الى القانون الذي بات واجباً تطبيقه في هذا السياق، وهو يحصر معالجة قضية العسكريين الأسرى بقيادتهم وحدها، ولا يجيز لأي طرف التحرك بمن فيهم أهاليهم، الذين يعرفون مسبقاً أن أولادهم معرضون لشتى انواع المخاطر ومن ابرزها الخطف والقتل منذ ان اختاروا الجندية سبيل حياة، بما تعنيه من دفاع عن ارض الوطن. وبالتالي لم يعد لهم الحق في ان يضغطوا على السلطة السياسية لتقديم تنازلات تتعلق بالسيادة الوطنية للافراج عن ابنائهم.
ويرى ان التخبط الذي ساد هذه القضية والتقديمات التي حصل عليها المسلحون في سبيل استرضائهم بهدف عدم اي ايذاء الجنود الاسرى هو ما اوصلنا الى هذه المعارك، وان الاستمرار في تقديم المزيد من التنازلات للارهابيين وعدم السماح للجيش والقوى الأمنية الشرعية بالحسم معهم سيزيد من تعقيدات الازمة وسيخلق مشكلات اضافية.

السابق
عن «مملكة الصمت» التي جعلها عبدالله «دولة العالم»
التالي
مواجهات دامية في ذكرى الثورة المصرية