غدي فرنسيس وماريا معلوف ومي شدياق: لماذا كلّ هذا الهياج؟

غدي فرنسيس وماريا معلوف ومي شدياق
تتّصف المرأة بالعصبية غالبا كونها أكثر عاطفية وحساسية، لكن من تعدّت منهنّ الخبرة والتجربة اللازمة لماذا لا تتوقّف عن ممارسة عصبيتها علناً؟ هل هو الخوف من الخمود وانطفاء الاضواء من حولهنّ؟ من غدي فرنسيس الى مي شدياق وماريا معلوف وغيرهنّ... لماذا كلّ هذا الهياج؟

تريد أن تفجّر نفسها بالسيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله. تهديد علنيّ بالقتل. هي ماريا معلوف التي رغم انها تعدّت الاربعين عاما ورغم انّها اعلامية مشهورة وليست بحاجة الى شهرة اضافية الا انّها تصرّ منذ الانسحاب السوري من لبنان وضعف سلطة هذا النظام، على اثارة الجوّ الشعبي العام بتصريحاتها.
كانت تقدّم برنامجا حواريا سياسيا هو “بلا رقيب” على محطة “الجديد” وعلى عدد من المحطات الاخرى وتدير موقعا إلكترونيا يدعى “الرواد”. صحافيّة ومذيعة وناشرة، انقلبت على مواقفها 180 درجة. فهي كانت “علاقاتها” مميّزة مع أزلام الرئيس السوري بشار الاسد وكل ما يرتبط به، ثم باتت حريرية الهوى بعد الانسحاب السوري.

ماريا معلوف
وهي تبدو من خلال رسالتها للماجستير التي حملت عنوان “التاريخ السياسي لآل الهراوي” تميل لأن تكون مقرّبة من النافذين هنا وهناك. فهي أكثر ما أُشتهرت به وعُرف عنها انّها كانت آخر من التقى الشهيد اللواء وسام الحسن قبيل اغتياله في تشرين الأول 2012 بالأشرفية.
ورغم انها حاورت مئات الشخصيات العربية والدولية وآخر من التقى الشهيد ياسر عرفات، الا انّها تصدرت المشهد الالكتروني مؤخرا بُعيد عملية القنيطرة الاسرائيلية التي راح ضحيتها ستة مقاتلين في حزب الله، حين قالت إنّها ترغب بتفجير نفسها بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
هذه الشخصية المثيرة للجدل وصلت لان تنشر عدد من الاخبار والمقالات على موقع “الرواد” الخاص بها، البعيد عن المصداقية والموضوعية، فباتت هي والصحافي خضر عواركة في الخانة نفسها. كما أضافت الى تغريداتها تغريدة ثانية تدعو الى فحص نساء حزب الله لاحتوائهنّ “موادّاً سامّة داخل أرحامهنّ!”. هذه التغريدات تعبّر عن نقمة عالية لا احد يدري سببها وان كان الخلاف السياسي لا يؤدي بالإعلاميين ليصلن إلى هذا الدرك من الانحطاط الأخلاقي.
هناك في لبنان إعلاميات رائدات في خطّ متوازن، منهنّ رندة تقي الدين، وراغدة درغام، ودلال البزري، وديانا مقلد، وسعدى علّو، وروزانا بومنصف، ورندة حيدر ومارلين خليفة…. وعدد هائل من الإعلاميات اللواتي لكلّ منهنّ منبرها وأسلوبها وموقفها السياسي..ماريا
لكن ما أشبه ماريا معلوف بالشابة غدي فرنسيس مثلا، وبسالم زهران وجوزيف ابوفاضل ووئام وهاب ووفيصل القاسم. تلك التي “تنطنط” هنا وهناك حينا تشتم الملك السعودي إذا مات، وأحياناً تقدّس قتلى حزب الله في سوريا، وفي أحيان كثيرة تشتم مي شدياق وتعيّرها بإعاقتها، فأيّ صنف من الإعلاميات هؤلاء؟
غدي فرنسيس هذه أعلنت التزامها التشيّع السياسي سعياً وراء جمهور لم يكن ليسمع عنها لولا مواقفها عبر الإنترنت، تأييداً للسيدة زينب أو مديحاً للإمام علي، بما يستدرّه ذلك من تعاطف الجمهور الشيعي معها عشوائياً، هو المعبأ مذهبياً منذ أكثر من 10 سنوات.
وقد كان لافتاً اصطدامها مع أحد شهداء القنيطرة، الشهيد محمد علي كاظم، الذي استشهد في الغارة الاسرائيلية قرب الجولان مؤخّرا. فهو كانت قد لفت النظر إلى أنّها غوغائية حين تسخر من عجوز تتحدّث مع أخرى في مقام السيدة زينب بالشام. فكان أن طردته من صفحتها، بـ”بلوك”، لانتقاده أخلاقياتها “البعيدة عن أخلاق أهل البيت”. وعادت ونعته في تغريدتها بعد استشهاده!

كذلك الإعلامية مي شدياق التي تستفزّ الجمهور المضادّ لرأيها، وعندما يهاجمها هذا الجمهور تدعو الى احترام رأيها وتعتبر نفسها مهدّدة.

فهل إنّ الزميلات الاعلاميات أُصبنَ بمسّ من جنون العظمة، واعتقدن أنَ الكون يلفّ ويدور حولهنّ؟
الإعلامية مي شدياق دفعت ثمن مواقفها السياسية، كما العديد من اللبنانيين، لكنّها لا تنفكّ تستفزّ الجمهور المعادي لها من خلال تعليقاتها. وآخر ما قالته عن نقل وقائع تشييع شهداء القنيطرة، اعتراضاً. لنا أن نذكّرها هنا بأنّ الاعلام اللبناني “طوشنا” في نقل وقائع أحداث “شارلي ايبدو” الفرنسية رغم أنّ جريمة جبل محسن لم تكن قد لملمت أشلاء شهدائها بعد. وكانت شدياق من ابرز المتظاهرين تضامنا مع الفرنسيين ولم يهاجمها احد. فكيف تكيل بمكيالين؟
الإعلاميات الهائجات في لبنان يؤذين أوّلا وقبل أيّ أحد آخر صورة نساء لبنان وصورة الإعلاميات المتّزنات. فلماذا أيّتها الزميلات؟

السابق
الجيش يوقف سوريين مشتبه بهم بتأليف شبكة ارهابية
التالي
هذا هو سرّ فاتن حمامة