تفاصيل جريمة بخعون المروعة: مقتل الجدة وتوقيف الحفيدين!

“أردت أن أحتسي فنجان قهوة عند جارتي، لكنني لم أكن أعلم أنها ستقع على الارض تتخبّط في نهر الدم الذي سال فجأة!” بهذه العبارة بدأت آمنة قدور (54 عاماً) سرد فيلم الرعب الذي عاشته أمس، حين قصدت منزل بدرية في بلدة بخعون – الضنية عند الساعة السابعة والنصف مساء لتجالسها ووالدتها فاطمة (أم علي) التي جاءت من منطقة البدواي لزيارة ابنتها. وقالت: “أنهيت عملي كعاملة نظافة في ثانوية بخعون الرسمية، وعدت الى المنزل عند الساعة الرابعة بعد الظهر لأستريح قليلاً، ولمّا علمت أن فاطمة (في العقد السادس من العمر) في منزل ابنتها وقد مرّ وقت لم أرَها، ارتديت ملابسي وقصدت منزلهم الكائن في الطبقة الثانية بجوار المبنى الذي أقطن فيه، كي أمضي ساعة من وقتي كوني أعيش وحيدة غير متزوجة ولا يوجد من يؤنس وحدتي”.

خطوات نحو المجهول

أغلقت آمنة باب منزلها واتّجهت نحو المجهول. بضع خطوات كادت توصلها الى العالم الآخر! وقالت لـ”النهار”: “لم تمرّ ربع ساعة على وصولي إلى منزل بدرية، حتى طلبت من ابنها أن ينزل إلى أسفل المبنى ليشغل مولّد الكهرباء، كون الكهرباء لا نراها إلا في المناسبات. ترك الولد الباب مفتوحاً، فالامر لا يستغرق سوى بضع دقائق، فيما نحن نتبادل الأحاديث بشكل طبيعي، فلا شيء كان يوحي بوجود مجرم على سطح البناء يتحين الفرصة للانقضاض”.

حضرت بدرية القهوة ووضعت “الركوة” على الطاولة، ثوان مرّت على ترك الباب مفتوحاً، وعلى الرغم من انهم يسكنون آخر طبقة من البناء، إلا أنهم لم يسمعوا أيّ حركة غريبة، فانتهز المجرم فرصة نزول الشاب، وخلال ثوانٍ نزل مسرعاً عن السطح واقتحم البيت، فتفاجأ الجميع برجل ملثّم يدفع الباب بقوة ويدخل مسرعاً باتجاه فاطمة، التي رماها أرضا وبدأ بطعنها، من دون أن يترك لها مجالاً لتنطق بكلمة. فهبّت بدرية (في العقد الثالث من العمر) للدفاع عن والدتها وهي تبكي وتصرخ: “ماذا تريد منها اتركها”، فما كان منه الا ان طرحها هي الاخرى أرضاً فوق والدتها، وراح يوزّع الطعنات بينهما”.

مسلسل إجرامي واقعي

” لم أصدق ما كان يدور حولي، ولم يستوعب عقلي ان كان ما أشاهده مسلسل عنف على شاشة التلفاز يتم تمثيله بجدية أمامي، لكن من دون أن ينطق حرفاً واحداً، فيما الأولاد يصرخون والدماء تتطاير والسكين ينخر جسد إنسان، وجثّة ممدّدة على الارض وأخرى تلفظ أنفاسها الأخيرة!… مشهد دموي فعلاً، أتمنّى لانسان ألا يعيشه إنسان”.

تأكدت آمنة أن دورها آتٍ، فهرعت نحو الباب في محاولة لإنقاذ نفسها، لكن الملثم لحق بها قبل أن تنجو فراحت تتوسله قائلة: “الله يوفقك لا تقتلني، أنا مريضة!” لكنه لم يتجاوب معها. وقالت: “لم يشفع لي توسلي، بل دفعني بيده فوقعت أرضاً. مرّر السكين على يدي وبدأ بضربي حتى إنه مزّق قميصي. حاولت أن أقاومه ولكن لم أجد لي همّة. الأمر لم يأخذ أكثر من دقيقة، لكن الضربات كانت مؤلمة والخوف كان أكبر”.
صدمت آمنة حتى أنها لم تعد تعي ماذا يدور حولها “اعتقدت لثوان أني أسلمت الروح الى بارئها، لا سيما بعد رؤيتي الدماء تسيل من يدي، لكن أحمد الله ان الجرح كان طفيفاً، بعد أن هدأت الأمور وهب الجيران لمساعدتنا، نقلوني الى المستشفى حيث تمّت معالجتي، ومن ثم أخذ رجال الأمن أقوالي”.

الحفيدان متهمان

من كان في مسرح الجريمة شاهد شابًا ينتظر المجرم في سيارة، أما الدافع لجريمته بحسب آمنة ليس مادياً “فأحوال بدرية وعائلتها المادية متوسطة، وإن كان زوجها محمد حمد بو عمر يعمل في الكويت” وهذا ما أكده مصدر أمني لـ”النهار” حيث قالك “التحقيق لا يزال جارياً وقد تم توقيف حفيدَي الجدة وهما من سكان منطقة البداوي، للاشتباه بوقوفهما وراء الجريمة التي لم تكن السرقة الدافع لها”.

لم تستطع فاطمة المقاومة وربما لم ترد ذلك، لأنها لا تريد أن تعلم حقيقة من يقف وراء محاولة قتلها، والتي قد تكون موجعة أكثر من طعنات السكين، ربما كان الحق معها فلفظت أنفاسها الأخيرة قبل أن تسمع احتمال أن يكون “عدوها” ابن فلذة كبدها. أما ابنتها بدرية فهي تقبع على سرير في مستشفى طرابلس الحكومي، حالتها الصحية مستقرة، لكنها رفضت وأفراد عائلتها الحديث عن الموضوع.

السابق
جريمة في بخعون… قتيلة طعناً بالسكاكين وجريحتان
التالي
لقاء القاهرة.. خلافات ومشاحنات وخيبة للمعارضة السورية