آل سعود و«ويكيليكس»

انتشرت بعد وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أمس الأول، معلومة كشفها موقع «ويكيليكس» في العام 2011، وهي أن الملك عبد الله، يبلغ من العمر 92 عاماً بحسب معلومة حصل عليها الموقع المذكور في العام 2008، أي أنه من مواليد العام 1916، ما يعني أن عمره الفعلي عند الوفاة هو 99 عاماً.

إلا أن تلك الوثائق تشي أيضاً بما كانت عليه سياسات العائلة الحاكمة في السعودية، والملك السعودي الراحل، ولو من خلال وثائق صغيرة، غير أنها لا تمر مرور الكرام.

من أبرز البرقيات التي سرّبها موقع ويكيليكس، كانت تلك التي تحمل الرقم «Riyadh1077» والتي حررت في 13 تموز من العام 2008، ونشرت في 30 آب 2011 من السفارة الأميركية في الرياض وموضوعها «تحديث معلومات شخصية عن الملك السعودي»، وقد صُنِّفت سرية من قبل نائب رئيس البعثة مايكل جفويلر.
وتنسب برقيات عدة كشفها موقع «ويكيليكس»، إلى عدة زعماء عرب حثتهم الولايات المتحدة على مهاجمة إيران والقضاء على برنامجها النووي.

ونسب إلى الملك السعودي الراحل عبد الله، أنه حث الولايات المتحدة مراراً على ضرب إيران، وإلى السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير قوله أثناء لقائه مع الجنرال ديفيد بترايوس في العام 2008، إن «الملك عبد الله يريد من الولايات المتحدة أن تقطع رأس الأفعى».

وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية حينها، نقلاً عن إحدى الوثائق، أن الملك السعودي شدد على أن العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التأثير الإيراني في العراق يعد «أولوية إستراتيجية للسعودية».

وفي سياق آخر، كشفت برقية سرية من السفارة الأميركية في الرياض، سرّبها موقع ويكيليكس، أن الملك عبد الله قال لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان خلال لقاء في 15 آذار العام 2009، إنه التقى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي وقال له «خلال تبادل متوتر، ناقشت فيه بصراحة تدخل إيران في الشؤون العربية»، «أعطيكم عاماً واحداً لتحسين العلاقات، بعد ذلك ستكون النهاية».

ونقلت البرقية عن عبد الله قوله إنه عندما وجّه انتقاداً لمتكي حول «التدخل الإيراني في شؤون حركة حماس»، اعترض متكي قائلاً «إنهم مسلمون»، فرد عبد الله: «لا، بل إنهم عرب»، مضيفاً «أنتم كفرس ليس لديكم أي شأن للتدخل في الشؤون العربية».

وفي برقية أخرى، بحث الملك عبد الله وبرينان أيضاً، مصير 99 يمنياً لا يزالون قيد الاعتقال في غوانتانامو. وجاء في البرقية أن الملك السعودي عرض «فكرة» لعدم فقدان أثر المعتقلين السابقين الذين يفرج عنهم تتمثل في زرع رقاقة إلكترونية داخل أجسادهم تتيح رصد مكانهم عبر تقنية «بلوتوث». وقال الملك بحسب البرقية «نفعل ذلك مع الجياد والصقور». ورد برينان «بالتأكيد هي فكرة، لكن الجياد ليس لديها محامين بارعين»، كما أوردت الوثيقة.

سلمان

للملك الجديد سلمان بن عبد العزيز حصة أيضاً، من الوثائق السرية المسرّبة. فبحسب برقية ديبلوماسية أميركية في العام 2007، نشرها موقع ويكيليكس، يرى سلمان أن «الديموقراطية لا تناسب المملكة المحافظة»، ويتبنى نهجاً حذراً في الإصلاح الاجتماعي والثقافي.

كما كشفت التسريبات أيضاً، أن سلمان قال في اجتماع مع السفير الأميركي في آذار العام 2007، أن «الإصلاحات الاجتماعية والثقافية التي يحث عليها الملك عبد الله يجب أن تمضي ببطء خشية أن تثير رداً عكسياً من المحافظين».

بن نايف

اسم محمد بن نايف مرّ أيضاً. وبرغم أنه محبب لدى الأميركيين، كانت برقية للسفارة الأميركية يعود تاريخها إلى آذار العام 2009، وسرّبها موقع ويكيليكس، قد وصفت محمد بن نايف بأنه «وزير الداخلية الفعلي»، وقالت إنه «يحظى بمكانة عالية لدى الملك السعودي عبد الله.. ويحظى باحترام كبير بين عامة السعوديين».

وتظهر برقيات السفارة الأميركية التي نشرها «ويكيليكس»، أن بن نايف كان متشدداً على نحو ما إزاء إيران، وكان يستشير المسؤولين الأميركيين بشأن أفضل السبل لحماية البنية الأساسية «حال نشوب حرب مع إيران».

السابق
السعودية تطوي عقدين من المبادرات التدريجية للإصلاح والحوار
التالي
المرأة تتمتع بذاكرة أقوى من الرجل