أين ومتى وكيف سيكون رد المقاومة الاسلامية؟

سرايا المقاومة

شكلت العملية التي نفذها الجيش الاسرائيلي في منطقة القنيطرة واستهدفت كوادر من حزب الله والحرس الثوري الايراني تطورا خطيرا في الصراع بين العدو الصهيوني وقوى المقاومة في المنطقة، وقد ادت العملية الى استنفار عام سياسي وعسكري ودبلوماسي في لبنان والمنطقة تخوفا من تداعيات العملية والرد الذي يمكن ان تقوم به المقاومة الاسلامية ان على الجبهة اللبنانية او في جبهة الجولان.

وقد حرص حزب الله على اعتماد سياسة الصمت في الايام الاولى لحصول العملية وخلال تشييع شهداء المقاومة بانتظار اطلالة امينه العام السيد حسن نصر الله والمتوقعة في ذكرى اسبوع الشهداء.

لكن ما هي ابعاد هذه العملية الخطيرة ودلالاتها على صعيد الصراع بين العدو الصهيوني وقوى المقاومة؟

واين ومتى وكيف سيرد حزب الله والمقاومة الاسلامية على هذه العملية؟ وهل سيقتصر الرد على حزب الله ام سيشمل سوريا وايران ايضا؟

دلالات وابعاد العملية

في البداية ماهي ابعاد ودلالات عملية القنيطرة وخطورتها على صعيد الصراع بين العدو الصهيوني وقوى المقاومة؟

تعتبر هذه العملية من اخطر المواجهات بين العدو الصهيوني وقوى المقاومة منذ قيام الموساد الاسرائيلي باغتيال الحاج عماد مغنية القائد  العسكري والامني للمقاومة الاسلامية في دمشق.

وتأتي خطورة هذه العملية لانها استهدفت عدد من كوادر حزب الله العسكريين وبينهم المسؤول العسكري البارز محمد عيسى(ابو عيسى) وجهاد مغنية نجل الحاج عماد مغنية اضافة الى استهداف احد كبار ضباط الحرس الثوري الايراني محمد دادي وقيل ان هذا الضابط هو احد مساعدي قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

والجانب الثاني من العملية انها عملية اسرائيلية مباشرة وتمت في منطقة الجولان وهي اتت بعد اقل من ثلاثة ايام على المواقف التي اطلقها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله واعلن فيها ان الحزب سيرد على اي اعتداء اسرائيلي على سوريا ، ولذلك تشكل العملية تحديا مباشرا لحزب الله وامينه العام.

ومن ناحية ثالثة فان العملية تستهدف ايران وسوريا  مما يضع هذان البلدان امام تحدي الرد في ظل انشغال ايران بالمفاوضات مع الدول الكبرى حول الملف النووي والتخوف من سعي رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى جر المنطقة الى حرب شاملة  مما يؤدي الى نسف كل جهود المفاوضات والتسوية ان على صعيد الملف الايراني او السوري.

اين ومتى وكيف سيكون الرد؟

لكن اين وكيف ومتى سيرد حزب الله والمقاومة الاسلامية على هذا العدوان الصهيوني؟ وهل سيقتصر الرد على حزب الله ام سيشمل سوريا وايران وقوى المقاومة الاخرى في المنطقة؟

اوساط مقربة من حزب الله تؤكد ان الرد على العملية هو حتمي ومؤكد لانه لا يمكن السكوت عن هذا العدوان الصهيوني لان عدم الرد سيؤدي الى اعطاء الجيش الاسرائيلي الفرصة للقيام باعتداءات جديدة على لبنان ودول المنطقة، كما ان مصداقية حزب الله وامينه العام السيد حسن نصر الله على المحك بعد المواقف التي اطلقها السيد نصر الله مؤخرا حول الرد على اي اعتداء صهيوني على سوريا ومحور المقاومة.

لكن مع تأكيد هذه الاوساط على حتمية الرد على هذا العدوان الصهيوني فانها تعتبر ان حزب الله والمقاومة الاسلامية ليسا مستعجلين على الرد السريع لان القرار مرتبط  بالعديد من الاوضاع العملية والميدانية والسياسية وان المقاومة هي التي تختار الاهداف والتوقيت والمكان وكل الاحتمالات واردة.

ولا تستبعد هذه الاوساط ان يكون لايران وسوريا وقوى المقاومة الاخرى في المنطقة دورا في الرد ومواجهة العدو الصهيوني لان هذه العملية تستهدف الجميع ولا يقتصر الامر على حزب الله.

وتختم هذه الاوساط بالقول : انه رغم الخسارة الكبيرة على صعيد الشهداء وكوادر حزب الله والحرس الثوري الايراني فان هذه العملية سيكون لها تداعيات مهمة وايجابية على صعيد الصراع مع العدو الصهيوني والاوضاع في المنطقة وتعزيز دور قوى المقاومة والعلاقة فيما بينها وان الايام المقبلة ستكشف المزيد من الانعاكاسات الايجابية لهذه العملية الكبيرة.

 

السابق
رئاسة مجلس الوزراء تعلن الحداد الرسمي على وفاة العاهل السعودي
التالي
حصيلة الهجوم على تلة الحمرا شهيدان للجيش