التزام القرار 1701 لتجاوز عاصفة القنيطرة؟

تمام سلام

كتبت “النهار” تقول : على رغم عاصفة الجدل الواسع التي أعقبت العملية الاسرائيلية ضد موكب لـ”حزب الله” والحرس الثوري الايراني في القنيطرة لجهة خطر انزلاق لبنان الى مواجهة مع اسرائيل، لا تبدو الأجواء والمعطيات التي تجمعت عشية انعقاد مجلس الوزراء اليوم منبئة بهزة حكومية جراء امكان اثارة هذا التطور في الجلسة. وإذ استبعدت أوساط وزارية ان يتجاوز النقاش في هذا الموضوع في حال طرحه من خارج جدول الاعمال السياق التقليدي الذي بات يطبع المشاورات الوزارية حتى في الملفات الخلافية بحيث لا يؤثر على مسار استمرار الحكومة، بدا ان المعطيات المتوافرة لدى معظم المعنيين عن استبعاد حصول تطورات دراماتيكية انطلاقاً من الاراضي اللبنانية او عبرها ساهمت في تبريد المخاوف وتاليا السعي الى اظهار الحكومة في مشهد متماسك بالحد الادنى الممكن ولو ان ذلك لا يحجب وجود وجهات نظر سلبية ومعروفة في موضوع تورط “حزب الله” في سوريا.

لكن دخول العامل الاسرائيلي على الخط والاستمرار في تشييع ضحايا الحزب لليوم الثالث ساعدا في ابقاء الاتصالات مفتوحة بين العديد من القوى الداخلية والحزب، الى جانب تقديم التعازي له، الأمر الذي أتاح على ما يبدو تلمس بعض المؤشرات التي لا توجب التسرع في استباق الامور. ولفت في هذا السياق اعلان المكتب الاعلامي للحزب ان الرئيس فؤاد السنيورة اتصل امس بقيادة الحزب معزياً بضحايا الغارة الاسرائيلية في القنيطرة. كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر ان “اسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجياً ووضعت ايران على حدودها وعلى تماس مباشر بمواجهتها”، مشدداً على ان “لا تداعيات لجريمة القنيطرة على الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل”.

وعلمت “النهار” ان الاتصالات التي أجراها رئيس الوزراء تمام سلام عشية الجلسة العادية للمجلس اليوم كانت حصيلتها عدم القلق مما سيدور من نقاشات في الجلسة. وقالت مصادر وزارية في هذا الصدد إن هناك من يريد أن يحوّل الخوف الامني الى خوف سياسي، علماً ان جميع مكوّنات الحكومة حريصون على بقائها وتالياً فإن ما سيطرح من نقاش سياسي اليوم سيبقى في الاطار المتبع الذي يجنّب الحكومة أية تأثيرات سلبية. وفهم ان بعض الوزراء سيثيرون التحريض الايراني على المواجهة مع اسرائيل من لبنان ولن يتناولوا ما إذا كان “حزب الله” سيرد على الغارة الاسرائيلية أم لا. وقد جرى التشاور امس في هذه المسائل بين عدد من الكتل الممثلة في الحكومة. وعلمت “النهار” ان الاتجاه لدى عدد من الوزراء هو التركيز في جلسة اليوم على التزام لبنان القرار 1701 وهو قرار سبق للبنان أن أعلن التزامه اياه وذلك لحماية نفسه من أية إنعكاسات سلبية للتطورات الميدانية الاخيرة في القنيطرة بالجولان.

من جهة أخرى، من المنتظر ان يثير بند النفط والغاز المدرج على جدول اعمال الجلسة جدلا لأن دون إقراره عقبات ليس لاسباب تقنية أو تجارية بل لاسباب سياسية.

السفير الاميركي
كذلك علمت “النهار” ان تحرك السفير الاميركي ديفيد هيل ولقاءه امس الرئيس سلام ينطلقان من زاوية الحرص على الاستقرار في لبنان والتحذير من المس به. ويقول متابعون لهذا التحرك ان العلاقات الأميركية – الاسرائيلية تمر بفترة حرجة وعلى الذين يريدون تصعيد الموقف ألا يتكلوا على واشنطن للجم اسرائيل في حال دفع الامور الى المواجهة، خصوصاً ان ما جرى في القنيطرة يقرأه البعض من زاوية انه قد يشكل رسالة سياسية الى واشنطن بمقدار ما هي رسالة أمنية الى إيران و”حزب الله”.

قهوجي في عرسال
وسط هذه الاجواء، اكتسبت جولة قائد الجيش العماد جان قهوجي امس على الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشرقية في منطقتي عرسال واللبوة اهمية من حيث تسليط الضوء على الواقع الميداني في تلك المنطقة التي تشهد منذ آب من العام الماضي مواجهة مباشرة بين الجيش والتنظيمات الارهابية المنتشرة في جرود عرسال والقلمون. وأكد العماد قهوجي خلال جولته على المواقع العسكرية “عزم الجيش على منع امتداد الارهاب الى لبنان مهما كلف ذلك من دماء وتضحيات”، لافتا الى ان “سهر الجيش على ضبط الحدود والانجازات اليومية التي يحققها على صعيد مكافحة الخلايا الارهابية في الداخل هي التي حمت وستحمي وحدة لبنان من خطر الفتنة والفوضى”. ودعا العسكريين الى “مزيد من الاستعداد والجهوزية لمواجهة مختلف الاحتمالات والتحديات”، قائلاً: “لبنان لا يمكن ان يتغير ولا يمكن ان يكون جزءاً من الصراع الذي يعصف بالمنطقة بفضل ثباتكم هنا وبفضل تماسك الجيش وقوته”. وأضاف: “حققنا العديد من الانتصارات والانجازات الوطنية الباهرة ولكن هذا لا يعني اننا انتهينا من الأحداث والأزمات ونحن على استعداد تام لمواجهتها وهي لن تكون اصعب من تلك التي مررنا بها”.

الخطة الأمنية
على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة ان الخطة الامنية في البقاع أظهرت انها متواضعة وقد أتت على قياس مستلزمات الحوار بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” وليس على قياس حاجات البقاع نفسه. وقالت ان نسبة الاعتقالات لا تزال متدنية على رغم القيام بعمليات دهم كبيرة بحثا عن المطلوبين.

السابق
إسرائيل تطارد «الأشباح».. وذعر في مستوطنات الشمال
التالي
من صنعاء مروراً ببيروت: هزال المجتمع وهزال الرئاسة