«أصحابنا» لتعليم اللغة العربية في المدارس

قد لا تبقى اللغة العربية مادة جافة بعد اليوم، يدبر عنها التلامذة. فبضمّ الفائدة إلى المتعة، يعد موقع “أصحابنا” الذي أبصر النور منذ شهر، بإحلال هذه اللغة صديقة للتلميذ.

الفكرة لمؤسسة الموقع ضحى الأسعد التي تشرح في لقاء مع “النهار” أن “أصحابنا” موقع إلكتروني لتطوير اللغة العربية عبر الألعاب، ليس له أي منحى ديني أو سياسي. يعتمد على تكنولوجيا التعليم للغة العربيّة، عبر استخدام الوسائل التكنولوجيّة، فتنتشر فيه الصور والأفلام والوسائل التفاعلية والألعاب الترفيهيّة الهادفة. من هنا اعتماد الموقع أنماطًا جديدة من الحركة والتفاعل في العمليّة التعليميّة. وبهذا يقرّب الموقع العربية من التلميذ عبر الألعاب المسلية ولكن المفيدة، من خلال عملية تشاركية تفاعلية عوض أن يكون التلميذ مجرد متلقّ سلبي.
“أصحابنا” وليد 3 أعوام من العمل والتعاون مع أساتذة أكاديميين وعلماء نفس تربويين وغيارى على اللغة، بالإضافة إلى متخصصين في مجال الرسم والبرمجة الإلكترونية. أما الصعوبة التي واجهت الموقع وفق الأسعد، فتكمن في الدمج بين التكنولوجيا واللغة العربية، لأن الأخيرة في نظر كثيرين لغة خشبية لم تلتحق بركب التكنولوجيا. “شئنا أم أبينا، يستهلك الإنترنت وقت التلميذ، ولا نستطيع محاربة التكنولوجيا، لذلك ارتأينا أن نأخذ من الأخيرة حسناتها لتوظيفها في موقع إلكتروني مفيد”.
يستهدف “أصحابنا” الصف الأساسي الأول حتى الصف الأساسي السادس، أي المرحلة الابتدائية لأنها قاعدة بناء الأجيال. الموقع للناطقين بالعربية، ولكن هناك نماذج وبعض التمارين لغير الناطقين بها، و”نعمل على التوسع نحو الذين يعانون صعوبات في التعلم”.
الألعاب باللغة العربية ولخدمتها. ثمة تمارين كثيرة وألعاب تعمل على تنمية القدرات الفردية وتطويرها من خلال الأعمال المهاراتية واليدوية، كالرسم والرياضة وتعلم الزراعة والطبخ وتغليف الهدايا. ويراسل التلامذة الموقع كي ينشر لهم مراسلاتهم من كتابة ورسم وغيرهما. كما يعنى الموقع بتنمية الذكاء العاطفي عبر تحصين التلميذ عاطفياً في وجه ما قد يواجهه في الحياة اليومية. من الألعاب، “المدير الصغير” الذي يعمل على تنمية القدرات الفكرية والقيادية، ونشاطات متنوعة و”أهم الشخصيات العربية”، بالإضافة إلى المعلومات العامة والألعاب الهادفة كالإملاء والقواعد وتحليل النصوص، والقصص الموجودة سماعاً وقراءة.
والمميز في الموقع أنه لا يقبل اللغة والأحرف والأرقام اللاتينية، من هنا يُجبر التلميذ على الكتابة بالعربية. وهناك وسائل اتصال موسعة لمواكبة العصر، كل تلميذ له صفحته الخاصة يضع عليها صورته ويكتب عليها ما يشاء بالعربية، فضلاً عن التعليقات على كل نافذة موجودة في الموقع. والعنصر السمعي والبصري معتمَد في الموقع.
“ولأن لكل تلميذ صفحته، ونرى الوقت الذي أمضاه على كل نافذة، والمعدل الذي سجله على لعبة ما، وهل كان أدنى أو أعلى من المرة الأولى، فإننا نراقب هذه الأمور ونقدم تقريراً للمدرسة كل شهر أو كل أسبوع، وفق رغبتها”.
الهدف الأساسي المدارس، لكن الموقع موجه للجميع. فيستطيع الأهل مثلاً الاشتراك بمبلغ رمزي جداً يُدفع عبر بطاقة الائتمان على الموقع، والاشتراك قد يكون شهرياً أو لمدة 6 أشهر أو سنوياً. أما المدارس فتحظى بأسعار تشجيعية. وعن تجاوب المدارس مع فكرة اعتماد الموقع، تقول الأسعد إن التجاوب إيجابي، لكن التخوف هو من مسألة التطبيق، لأن ساعات تدريس اللغة العربية في المدارس غالباً ما تكون قليلة مقارنة بمواد أخرى. “قابلنا 30 مدرسة، وأكثر من نصفها ستطبق هذا الموقع عندها، وأخذنا موافقة وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء للتعامل مع مدارس رسمية. كما عرضنا الموقع على دول عربية، وأبدت إعجابها”.
ما المميز في “أصحابنا” مقارنة بالمواقع الأخرى التي تدعم اللغة العربية؟ تجيب الأسعد: “المواقع الأخرى فيها تمارين غير ابتكارية. أما موقعنا فالوحيد في لبنان والعالم العربي الذي فيه اتصال وتواصل وألعاب تربوية، إذاً تعلم اللغة العربية بطريقة تواكب العصر وترفيهية في الوقت نفسه”.
وعن المشاريع المستقبلية: “وضعنا خطة لتطوير الموقع من الآن حتى 3 سنوات، وأخرى من الآن حتى 5 سنوات، لأننا نبتغي الاستمرار في دعم اللغة العربية ببرامج عديدة، من ناحية التحديث الدائم للموقع ووضع برامج أخرى باللغة العربية. الآن نعمل على تلفزيون “أصحابنا”، من برامجه رسوم متحركة ذات رسائل تربوية”.
والموقع هو:
www.ashabona.com

السابق
حتى الزعتر مغشوش في لبنان… وهكذا يتم تحضيره من النشارة والنخالة!
التالي
10 عسكريين فرنسيين سابقين الى العراق وسوريا للجهاد