«جهزوا ملاجئكم» واسئلةٌ ممنوعة

نحن نساند الرد على العدو ولكن ليس من لبنان وعلى حساب شعبه، ونساند تحرير فلسطين عندما تتوفر الإمكانيات الحقيقية لذلك.. الصواريخ وحدها لا تكفي.

يُدهشني هؤلاء الذين يتوعدون “اسرائيل” (بين صورتين تذكاريتين في الساحة الحمراء بموسكو) بـ”جهزوا ملاجئكم”!

يُعَجبُني هؤلاء الذين من استراليا يعرضون شققاً للبيع في الجليل !

حتى الداعون من قلب الجنوب لفتح الجبهة ل”إزالة اسرائيل” لم افهم علامَ يتكلون؟

لا اظن ان هناك لبناني واحد يقبل بتفوق العدو الإسرائيلي علينا والإمعان في العربدة في سمائنا وعلى الأرض وفي البحر ولكن…

هل سألنا انفسنا عما نفعله ونحن في العراء عند اول غارةٍ اسرائيلية؟

خللي البحر عا جنب,  هل سألنا انفسنا إلى اين سنلجأ  بعدما   سُدَّت  بوجهنا كل السبل؟

نعم للرد على العدو ولكن ليس من لبنان وعلى حساب شعبه!

نعم لتحرير فلسطين عندما تتوفر الإمكانيات الحقيقية لذلك..

الصواريخ وحدها لا تكفي, لا نضحك على بعضنا..

طالما لا بنىً تحتية عندنا ولا ملاجىء ولا إجماع وطنياً (كان  متوفراً وفَرط),

طالما ليس لبنان في وجداننا هو  اولاً وهو اخيراً,  فإننا..  منهزمون!

كفانا اتكالاً  على رأي عام عند العدو لإعلان النصر عندنا, الرأي العام عندهم يتحرك ويُسقِطُ حكومات عند سقوط عشرة قتلى,

اما عندنا فلا حساب, الف, الفان, عشرة, ف “الشهداء عند ربهم يُحتَسبون”!

كفانا توسلاً للجنات فينوغراد (بالجمع) لإثبات  اننا “انتصرنا”,  والعميل والخائن وحدَه من  يُشكِكُ ويسأل ويتلَكلَك !

العجب العجاب انك في العام 2015 ما زلت تقع على من يتهجم عليك لتجرؤك على مجرد طرح اسئلة ممنوعة!

“وآخر شي بتطلع انت منهزم وانت متخاذل وانت ربما متواطىءٌ وعميل وهيك أقصَص”, ثم لما “يجد الجد” يبقى من في استراليا في استراليا ومن في البرازيل في البرازيل ومن في ميشيغن في ميشيغن, يسقط الفقراء, من “اختار” منهم الموت ومَن تم اختيارُ الموت لهم “شهداء”!

بعد هدوء الجبهات يتم التعويض على المحاسيب والأزلام مرةً واثنتين وثلاث, (وهناك فقراء ما زالوا ينتظرون منذ 2006  التعويض على خسارتهم لجنى عمرهم)!

عندما يجد الجد وتتساقط الصواريخ, ينظر المتحمسون حواليهم ويقولون في سرهم “لو كنا نعلم”!

اُشفِقُ على حالنا (وثلاثة خطوط تحت نون الجماعة),  لا غبار على حقنا بمقاومة العدو وتحرير ارضنا  وذلك بعد تحرير انفسنا اولاً من نير الإستزلام والمذهبية والتبعية!

 

السابق
محمد النابلسي: التطرف مشكلة رئيسية في المجتمعات المعاصرة
التالي
اليونيفيل الإيطالية دشنت ملعب كرة قدم في بلدة عين إبل الحدودية