رواية المعارضة لغارة القنيطرة: ماذا يفعل حزب الله والإيرانيون والروس هناك؟  

بعد الغارة الاسرائيلية التي استهدفت قيادات من “حزب الله” في القنيطرة، يمكن القول ان مرحلة جديدة فتحتها اسرائيل في صراعها مع الحزب. ووقت تتجه الأنظار الى كيفية رد الحزب على الضربة الموجعة التي تلقاها، فان طرفاً ثالثاً على الأرض السورية متمثلاً بالمعارضة التي تخوض معارك شرسة في المنطقة مع قوات النظام والحزب، لديه معلوماته ورؤيته للحدث الذي اتخذ أبعاداً اقليمية.

رواية المعارضة
للمعارضة السورية روايتها في شأن ما حدث، فنحو الساعة الأولى والنصف من بعد ظهر أمس الاحد، شهد ريف القنيطرة الشمالي انفجارين هزّا المنطقة، عندما أغارت مروحية اسرائيلية على أهداف في مزارع الأمل ومنطقة معسكر الطلائع.
يوضح مدير مكتب وكالة “سوريا برس” والناشط السوري ماهر الحمدان لـ”النهار” أن مزارع الأمل تتوسط منطقتي المشاتي وحضر شمالاً، تلّ الأحمر وعين النورية جنوباً، طرنجة المحرّرة غرباً ونبع الفوار وعين النورية شرقاً”، وهي منطقة زراعية “مثمرة”، ويلفت إلى أن “عدد سكانها قليل جداً ولا يتخطى مئة نسمة”.
تتميّز هذه المنطقة عسكرياً بتواجد سرية المشاة التابعة للنظام السوري وحاجز عسكري يتبع لفرع 220 – الأمن العسكري – سعسع فيها. ويشير الحمدان إلى أن “الاسلحة المتوافرة في هذه المنطقة هي رشاشات 23 – 14/5 وبعض من المدافع الثقيلة”، وبحسبه “فإن الغارة استهدفت سرية المشاة على طريق حضر – المشاتي شمالاً ومنطقة معسكر الطلائع، وهي تعتبر خط الدفاع الاول للنظام”.
الاصطياد الاسرائيلي لم يقتصر على ضرب “حزب الله”، فهذه المنطقة تعتبر خصبة بالنسبة إلى اسرائيل، ويقول الحمدان: “يوجد في سرية المشاة أجهزة روسية الصنع لرصد طائرات من دون طيار، وهي بالقرب من تلّ الأحمر – عين النورية، كما يتواجد في منطقة الطلائع خبراء روس ومجموعة عسكرية من “حزب الله” والحرس الثوري الايراني تؤمّن الحماية للخبراء”.

من تلّ الحارّة إلى الحفاظ على المدينة
لا يمكن الحديث عن القنيطرة من دون التطرّق إلى تلّ الحارّة الذي سقط في درعا، ويعتبر الحمدان أن “التعزيز الأمني للنقاط في القنيطرة جاء عقب خسائر عتاد حديثة ومتطورة جداً روسية الصنع في تلّ الحارّة في درعا الذي سقط مؤخراً في يد الجيش السوري الحر”.
عقب سقوط تلّ الحارّة، سارع النظام الى بناء منظومات أخرى منها في تلّ الشعار (أقوى تلّال القنيطرة) وتلّة أحمر، فضلا ًعن ثكنات في مزارع الأمل وبلدة جبا وفي مدينة الشهداء (البعث)، ويقول الحمدان: “اعتمد النظام في استراتيجيته عقب سقوط الثكنات على تعزيز المناطق المتبقية لديه التي تتجاوز الـ 24 منطقة والسعي الى معارك لاسترجاع ما خسره من مناطق وثكنات عسكرية مدعوماً بالحرس الثوري و”حزب الله”، الإ إن محاولاته فشلت، فتراجعت حسابات جيش الأسد الى تعزيز المناطق المتبقية وعدم السماح بسقوط مركز المدينة وهو الأهم وكان مشرفاً عليه جهاد مغنية قبيل فترة وتحدثت معلومات عن تواجد قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني هناك لفترة”.

جريح روسي
بعد الغارة، استنفرت قوات النظام السوري و”حزب الله” وبدأت تسمع أصوات سيارات الإسعاف والإطفاء، ويؤكّد الحمدان أنه تم نقل “قتلّى ومصابين من الخبراء الروس والحرس الثوري الايراني وحزب الله من طريق عين النورية الى مشفى الشهيد ممدوح إباظة في مدينة الشهداء (البعث سابقاً)”.
بعد الغارة، شهدت بلدات الحميدية والصمدانية ومسحرة والمباطنة قصفاً مدفعيًّا من تلّ الشعار وتلّ كروم جبا وتلّ بزاق، وتنقل مصادر مشفى إباظة: “وصل نحو 11 قتيلاً من جنسيات لبنانية وإيرانية، من حزب الله والحرس الثوري الايراني”، لافتة إلى “إصابة طفيفة لدى خبير روسي و13 جريحاً من الحزب والحرس الثوري”. واستدعى ذلك استنفارًا كاملاً في محيط المشفى التي يشرف عليه الدكتور نضال سطاس ورئيس قسم العمليات والتخدير محمد خير خضرة.

قبل الغارة… لا اشتباكات
بالعودة إلى حال القنيطرة عسكرياً قبل الغارة الاسرائيلية، “فإن الاشتباكات كانت غائبة منذ أكثر من عشرين يوماً، وذلك عقب فشل اقتحام مدينة البعث – خان أرنبة، وتقتصر الاوضاع العسكرية على قصف لقوات الأسد لمناطق في القنيطرة”، بحسب الحمدان الذي يشير إلى أن “طيران الاستطلاع الإسرائيلي يحلّق بشكل كثيف يومياً في المناطق المحرّرة ويرصد مناطق عديدة للنظام كموقع التجسس الذي استهدف في ريف القنيطرة”.

مراكز “حزب الله” والحرس الثوري الايراني في القنيطرة
بحسب الحمدان، تتوزع مراكز “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني في القنيطرة بين:

“منطقة تلّ الشعار: يقع في ريف القنيطرة الشمالي وتحديداً في بلدة إيوبا وهو أقوى التلّال العسكرية المتبقية لدى قوات الأسد في محافظة القنيطرة، ويتّخذ منه خبراء روس وإيرانيون وعناصر حزب الله مقراً أوّلياً لقيادة معارك ريف القنيطرة، إضافة الى وجود أجهزة حديثة روسية الصنع للتجسس”.
مقر اللواء 90 : هو في منطقة الكوم شمالي – ريف القنيطرة ويعتبر مركزاً اساسياً لتخطيط قيادات الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” وقيادات من النظام وخبراء عسكريين روس.
معسكر الطلائع وسرية المشاة: هما قرب مزارع الأمل، ويعتبر ثكنة تجسّس يديرها خبراء روس وتتواجد فيها مجموعات عسكرية من حزب الله والحرس الثوري ويعتبر تلّ الأحمر مقراً لهم.
تلّ الأحمر: يقع في بلدة عين النورية شرق بلدة مزارع الأمل، وهو ثاني أقوى التلّال العسكرية في محافظة القنيطرة، يحتوي على أجهزة متطورة روسية الصنع ومعقل لمجموعات “حزب الله” والحرس الإيراني وخبراء روس، ودوره قيادة معارك ريف الشمالي للقنيطرة، ويرتبط مباشرة بتلّ الشعار واللواء 90 .

معسكر الطلائع: يقع في مدينة الشهداء (البعث)، ويضم مجموعات لا تتجاوز الـ 75 عنصراً من “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني، بينهم قيادات عسكرية كبيرة، يشرفون على معارك مع كتائب الثوار في اتجاه المعبر الحدودي، إضافة الى مسؤولية حماية مركز المدينة من سقوط في يد الثوار”.

“الجيش الحر”: نؤيّد أيّ ضربة
يؤيد “الجيش السوري الحر” أيّ ضربة يتلّقّاها “حزب الله” من أيّ طرف كان، ويقول المسؤول الإعلامي لـ”ألوية سيف الشام” في القنيطرة رائد طعمة لـ”النهار”: “حزب الله عدو ضعيف تلّقى ضربة من عدو أقوى منه، وتدخله في سوريا لمحاربة الشعب السوري وحماية العصابة المجرمة ومساعدتها على ارتكاب المجازر الوحشية بمنهجية طائفية وأفعال إجرامية يُعتبر من خلالها ميليشيا ارهابية”، مضيفاً: “طالما ان طائرات التحالف تغير فوق اﻷراضي السورية لضرب تنظيمات إسلامية متطرفة، فأرى أننا لن نقول لا ﻷيّ يد تمتد لضرب من جاء لِقتلّنا، أيا كانت تلّك الدولة او الجهة”. ورأى أن “أيّ ضربة يتلّقاها اﻷسد وأعوانه في أيّ مكان نحن نؤيدها، بصرف النظر عمّن يقوم بذلك، فليعُدْ “حزب الله” من سوريا الى بلاده وليترك الشعب السوري يحدّد مصيره”.

السابق
ردّ حزب الله «خارج الأراضي اللبنانية» تحرّك أميركي فرنسي لضبط النفس
التالي
«داعش» ينعى انتحارياً من عين الحلوة