إسرائيل تتّخذ خطوات خوفاً من رد لـ«حزب الله»

غداة سقوط عدد من كوادر “حزب الله” والحرس الثوري الايراني “الباسدران” في الغارة التي شنتها مروحية إسرائيلية على بلدة مزرعة الامل في محافظة القنيطرة السورية، تجنبت الدوائر الأمنية الاسرائيلية التعليق على الأنباء الخاصة بالغارة. واكتفى وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون بان “حزب الله مطالَب بتقديم الشروحات عن وجود عناصره في الأراضي السورية إذا ما صحّت الأنباء المتداولة حول الغارة”.

وهيمن الحدث على وسائل الاعلام الاسرائيلية مما ابرز خلافات في الساحة الحزبية المتأهبة للانتخابات. وبدأت الخطوات العملية تحسبا لأي ردود على العملية تأخذ مجراها فيما اسهبت الصحف الاسرائيلية في تحليل الحدث وموقعه وتداعياته من دون استبعاد الانجرار الى عمليات عسكرية قد تصل الى حرب.
ودعت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي رؤساء السلطات المحلية في شمال اسرائيل الى اجتماع لتقويم الموقف على الحدود الشمالية امنيا واستخباريا. وافادت وسائل الاعلام الاسرائيلية انه لم تصدر بعد أي تعليمات استثنائية الى هذه السلطات، وان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والامنية سيبحث اليوم (الثلثاء) في “تطورات الاوضاع على الحدود الشمالية ويستمع الى عرض مواقف لاجهزة الامن والجيش قبل اصدار اي تعليمات غير عادية”.

ايران
وأعلن الحرس الثوري الايراني “الباسدران” عن استشهاد أحد قادته البريغادير محمد علي الله دادي في الغارة على بلدة مزارع الامل قرب القنيطرة.
وجاء في بيان صادر عن العلاقات العامة للحرس الثوري أن ” البريغادير دادي كان من القادة الشجعان والمخلصين لحرس الثورة الاسلامية، والذي سيبقى دوره المؤثر في مرحلة الدفاع المقدس بين 1980-1988، ومن ثم في قيادة فيلق الغدير بمحافظة يزد، خالداً وملهماً لأجيال اليوم والغد في الوطن الإسلامي”.
وأضاف أن “البريغادير دادي الذي كان في سوريا في مهمة استشارية لدعم الحكومة والشعب السوري لمواجهة الارهابيين التكفيريين، قدم استشارات حاسمة في مسار وقف وإحباط جرائم ومؤامرات هذه “الفتنة الصهيونية الارهابية في سوريا، وسطّر اسمه في سجل مدافعي وحماة المقاومة الإسلامية ومناهضة الصهيونية”.
وأوضح أن “مجموعة من كوادر المقاومة الإسلامية حينما كانوا مع دادي في مهمة تفقدية بمنطقة القنيطرة، تعرضوا لهجوم من مروحيات صهيونية مما أدى إلى استشهاده مع عدد من كوادر حزب الله”.
ولم يذكر بيان “الباسدران” قتلى ايرانيين آخرين في الهجوم. وكان مصدر مقرب من “حزب الله” أعلن في وقت سابق ان ستة عسكريين ايرانيين بينهم ضباط قتلوا في الغارة.
وندد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بـ”الهجوم الارهابي الصهيوني على الحدود السورية في القنيطرة، والذي ادى الى سقوط عدد من عناصر حزب الله”، معتبراً ان “الاعتداء سياسة ارهاب حكومي اسرائيلي”، مضيفاً: “سياسة الكيان الصهيوني قائمة على تأجيج الازمات والارهاب دوما، ولذلك فانه يشعر بالقلق حيال استقرار وامن المنطقة، كما ان المفاوضات النووية تثير قلق هذا الكيان وخير دليل على ذلك ما يقوم به رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لاحباط هذه المفاوضات”.
واعلن رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الذي بعث برسالة تعزية الى الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أن “انتقام مجاهدي حزب الله على العدوان الجوي الصهيوني في القنيطرة سيكون قاسيا”، معتبراً “إن هذه الجرائم الشنيعة …ترمي الى اضعاف محور المقاومة في مواجهة الارهاب والاحتلال في المنطقة”. وأعرب عن اعتقاده ان “دماء الاعزاء الذين سقطوا في العدوان ستكون ضمانة لاستمرار المقاومة في مواجهة السياسات السوداء للكيان الاسرائيلي وحلفائه من التكفيريين”.

الأمم المتحدة
وفي نيويورك، قالت الامم المتحدة إن جنود حفظ السلام الدوليين المتمركزين في مرتفعات الجولان على امتداد الحدود السورية – الإسرائيلية رصدوا طائرات من دون طيار آتية من الجانب الإسرائيلي قبل الغارة الجوية في القنيطرة وبعدها.
وصرح الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين بأن تحليق الطائرات من دون طيار في المجال الجوي فوق مرتفعات الجولان يمثل انتهاكا لاتفاق وقف النار لعام 1974 بين سوريا واسرائيل.
وطلب من المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري التعليق على الامر، فقال: “الحمد لله. أخيرا أفاق المتحدث من السبات الذي فرضه على نفسه”.

السابق
اقفال مكاتب مقربة لـ”المستقبل” في التبانة
التالي
توقيت رد الحزب مضبوط على الساعة الإيرانية