هل يخاف اللبنانيون من الحرب الآتية؟

حرب
تلقى حزب الله ضربة قوية منذ ايام في الجولان، ولكون حزب الله لن يسكت على هذه العملية، فان حربا ستنشب، بحسب تحليلات ودعوات من القوى المناهضة لاسرائيل. فهل ستُعاد كرة حرب تموز 2006؟ وهل يعيش اللبنانيون عامة والجنوبيون خاصة هذا الهاجس وهل يظهرون حقيقة مواقفهم؟ ماذا يقول كل من الأستاذ هاني سليمان والأستاذة منى فياض حول الامر؟

هرب (أحمد. ي) من حي السلم الى رأس النبع مع عائلته المكونة من ستة اشخاص وبقي طيلة الـ33 يوم في مدرسة ابن رشد، وكان ضمن مجموعات كبيرة من المهجرين، كذلك فعلت (زهراء. و) التي كانت بعمر11 عاما مع اهلها واخوتها الى زغرتا حيث فتح الزعيم الشمالي النائب سليمان فرنجية ابوابه للمهجرين من الضاحية والجنوب وامدوا العوائل بكل ما يحتاجون الى ان توقفت الحرب.

هذه الحالات النموذج عن حرب تموز 2006 التي انتشرت ولاقى خلالها المهجّرون الترحيب، واحيانا لا، وفي حالات اقل بل باتت غير معلومة بسبب التغطية على اللاتضامن الداخلي، فلا ننسى حالات الذين قبعوا في جنينة الصنائع طيلة ايام كما هو حال السوريين اليوم في لبنان. فهل سيلقى اللبنانيون مصير السوريين في حال نشبت الحرب مجددا؟ ومن سيتقبّلهم؟ وهل ان شعارات القوة والبطولة والاندفاع التي يطالعنا بها الجمهور حقيقية. وهل ان الخوف يسيطر على اللبنانيين؟

حول الموضوع، المحامي والأستاذ الجامعي، الدكتور هاني سليمان يقول لـ”جنوبية”: “لست على صلة الجنوب بدقة، لكني اعتقد ان اي حرب سيلّتف الناس حول المقاومة، واستبعد ان تلجأ المقاومة الى الرد من لبنان. ولكن اذا حصل اي رد اسرائيلي على الجنوب فبالتأكيد ان الشعب سيكون مع المقاومة. وبالنهاية ان مسائل التهجير صعبة ومضنيّة، ولكن اذا وقعت الحرب فاللبنانيون مستعدون بكل اطيافهم لأن يحتضنّوا اهل الجنوب رغم الخلاف فيما بينهم. مع التأكيد على استبعاد اي رد من لبنان، حيث سيكون الوضع صعبا”.هاني سليمان

ويعتقد الدكتور هاني سليمان انه: “عندما تقع الواقعة فالناس مستعدة للتضحية، ومُكرهة على هذه التضحية أيضا”. وحول انتشار حالة التعبئة الاعلامية، يقول: “صحيح، لكن الاسرائيليون يحسبون ألف حساب عندما تنشب الحرب مع لبنان، والحرب اصعب على الاسرائيلي بالمقياس النسبي والمطلق من اللبناني”.

ويختم: “لذا اللهم احم لبنان، اللهم اجعل اللبنانيين يدا واحدة، ولا اعتقد، بحسب قراءاتي الشخصية، ان هناك اي حرب، وفي حال وقعت فكلنا مع المقاومة”.

في حين ترى الدكتورة والباحثة في علم النفس منى فياض ان “الذي لا يخاف يكون احمقا لان الخوف آلية نفسية لنتمكن من ان ندافع عن انفسنا، واذا لم اخف من أسد أو نار اكون غير طبيعي، فالخوف هو آلية للحماية، واذا لم نكن كذلك لا نكون بشرا، والله بثّ هذا الشعور  فينا لحمايتنا”.

وتلفت الى ان: “لم اجد في تكرار الشعارات اي جديد، واجد ان ثمة حماس اقل وهو مراعاة للظهور ايضا. فاذا كنت خائفة من كلب مثلا لا يجب ان أُظهر خوفي، واذا خفت أصدر هرمونات يدركها الكلب حيث يشّم الانزيمات فيهجم عليّ”.

وتضيف: “وبالتالي، الافضل ان نظهر خوفنا، واذا اخذنا هذا كمقدمة لا اعتقد انهم غير خائفين. فمنذ العام 2006 صار الجنوب مضرب مثل بالهدوء، في حين ان كل المناطق اللبنانية تعيش المشاكل والحروب والصراعات اما الجنوب فبقي آمن وهادئ والناس تعيش فيه بأمان، وفي حال وقعت الحرب فالصراع سيصبح أقسى وأقوى”.منى فياض

وتتابع الدكتورة منى فياض: “نعم، هناك خوف ولكن لا يشعرون، والآخرون من اللبنانيين لن يوافقوني الرأي ولن يقبلوا. اما الجنوبيين، ومن ينتمي الى حزب الله فلن يقولوا الا ما يريد الحزب، وهم يصدّقون حزب الله نتيجة شعار منتشر انه لولا ذهابنا الى سوريا لجاءت داعش إلينا”.

ولكن، بحسب فيّاض، “المواطن الشيعي عنده كل الاسباب ليخاف نتيجة الخوف التاريخي، اضافة الى الخوف الذي يزرعه حزب الله جراء دخوله الحرب في سوريا”.

وتضيف الدكتورة منى فيّاض: “ومن ناحية ثانية، ان الشعور بالقوة طبعا مصدره المصداقية التي يتمتع بها الحزب نتيجة تحرير الجنوب، فنحن في العام 2000 رفعنا “الشابو” أي القبعة له، وذلك كله برأيي بفضل الحرية التي يتمتع بها لبنان”.

وتُشدد فياض: “هذا الخوف التاريخي يسيطر  على  الشيعة، فاليوم يروون اولادهم عائدين بالاكفان من سوريا.. والشيعة خائفون كونهم موجودين في زاوية تجبرهم على الخوف، فالبلد كله في مأزق”.

السابق
سليمان: لمواجهة الأخطار المحدقة بالحوار
التالي
طوني فرنجية لمي شدياق: يا أبشع الناس وأعهر الناس؟