هكذا سيردّ حزب الله على استهدافه…

حزب الله

ما حصل في القنيطرة أمس سيكون بالتأكيد نقطة تحول في الصراع المفتوح بين حزب الله وإسرائيل.
وفي سياق الهزات الارتدادية للغارة الإسرائيلية على موكب “حزب الله” في القنيطرة، كان لافتاً للانتباه أنّ كتائب الناصر صلاح الدين في غزة (الذراع العسكرية للجان الشعبية) اعتبرت أنّ “العدو لا يفهم إلا لغة القوة ويجب على المقاومة أن ترد على الرسالة”، مشيرة الى أن “دماء الشهداء في القنيطرة تؤكد وحدة المقاومة من فلسطين مروراً بلبنان وصولاً إلى إيران”.

ولئن كانت منطقة القنيطرة هي ساحة مواجهة ساخنة، إلا أنّ ذلك لا يعفي من طرح تساؤلات حول مكامن الخلل التي سهّلت للعدو مهمته، ومن هذه التساؤلات التي يفترض أن تجد أجوبة لها لدى “حزب الله” والجانب السوري: من أين انطلق موكب المقاومين، وكيف عرف العدو الإسرائيلي بهوية مَن في الموكب، وهل كان قيد الرصد منذ لحظة تحركه، وهل كان الرصد من الجو فقط أم من الجو والأرض معاً، وفي الحالة الثانية مَن تولى المراقبة في البر؟
الرد: أين وكيف ومتى؟
وأياً تكن الأهداف الإسرائيلية الكامنة خلف استهداف عدد من كوادر “حزب الله”، فإن السؤال البديهي المطروح الآن هو: كيف سترد المقاومة، وأين، ومتى؟

يبدو النقاش حول مبدأ الرد محسوماً، بقناعة الإسرائيليين قبل غيرهم، أما ما يحتمل الاجتهاد فهو تحديد المكان وطبيعة الهدف وزمان الرد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن حصول الاستهداف في الأراضي السورية يجعل الباب مفتوحاً على أكثر من احتمال.
وهذا العامل “الجيوسياسي” يدفع، وفق “السفير”، الى التساؤل حول تأثيره، سواء على الحسابات التي تحكمت بقرار إسرائيل تنفيذ عملية الاغتيال ضمن الجغرافيا السورية، او على الخيارات المضادة التي سيتخذها “حزب الله” لجهة ما إذا كان سيرد من سوريا أم من لبنان أم من خارج هاتين الساحتين، وهل سيكون الرد سريعاً أم لا، وهل سيتخذ شكل عملية أمنية أم مواجهة عسكرية، وهل سيتولى “حزب الله” حصراً الرد أم كل محور المقاومة، وما هي إمكانية أن تتدحرج التطورات نحو حرب مفتوحة وواسعة؟

وفق تقديرات أوساط قريبة من حزب الله، فإنّ الرد “حتمي” على الاعتداء الإسرائيلي، “لكن الحزب لن يتصرف بانفعال وإرباك وهو سيأخذ الوقت الذي يراه مناسباً لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه البيان الصادر ليل أمس عن الحزب والذي اكتفى بنعي الشهداء، تاركاً باب التأويل مفتوحاً”.
وأشارت الأوساط الى أنه “إذا كانت المقاومة قد ردت على استشهاد أحد مقاوميها في عدلون بعميلة نوعية في شبعا، فإن استهداف ستة من كوادرها وعناصرها في القنيطرة سيلقى رداً موجعاً وغير نمطي بحجم الاستهداف، لكنّه على الأرجح سيكون مضبوطاً تحت سقف عدم الاندفاع الى حرب شاملة، مع الاستعداد لأسوأ السيناريوهات في حال تهوّرت إسرائيل وقرّرت خوض مغامرة غير محسوبة.. ما بعد حافة الهاوية”.

السابق
الكتائب: نخشى من تداعيات الغارة الاسرائيلية على لبنان
التالي
المشنوق يعرض مع الرافعي وضع الموقوفين الإسلاميين في روميه