كيف تواجه الانفلونزا؟

انف يسيل او يصعب التنفس من خلاله، عينان تدمعان الم في الرأس، هي بعض الاعراض التي تشيرالى ان شتاءنا القارس لن يمر بسلامة هذا العام: انه فيروس الانفلونزا في ضيافة جسدنا، اعراضه كثيرة لا يشفيها تناول المضادات الحيوية كما يعتقد البعض، لأن السبب فيروسي وليس بكتيري، وقبل التداوي العشوائي بسبب عدم خطورة المرض لا بد من اللجوء الى الطبيب ليصف لنا ما نحتاجه كل حسب حالته.

الاختصاصي في الامراض المعدية والجرثومية الدكتور زاهي حلو تحدث لـ”النهار” عن الانفلونزا وهو فيروس يترافق مع موجة الصقيع والبرد القارس التي ضربت لبنان, متعدد الانواع, الرائج منه النوع “الف” وهو سائد بشكل وبائي حيث تكون العدوى سريعة, وتنتقل من خلال النفس, او سوائل الجسم مثل اللعاب والرذاذ من الانف, وتعتبر اليدين والمحارم الورقية ابرز وسيلتين لنقل الفيروس.
الرشح او الانفلونزا هو التهاب في المجاري التنفسية العليا تسببه الفيروسات التي تنتقل بالهواء, او من خلال الاحتكاك بالمريض, يلتقطه الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة, وابرز اعراضه ارتفاع حاد في درجات الحرارة, والام في المفاصل والعضلات والسعال الحاد, وسيلان الانف. وفي بعض الاحيان يعاني المريض هذه الاعراض مجتمعة او فقط احدها.

الوقاية والعلاج
الانفلونزا تبقى لمدة اسبوع الى 10 ايام والعلاج يكون للاعراض منه لخفض الحرارة واخر لفتح الانف من خلال البخاخات, وفي بعض الاحيان يتم اللجوء لنقل المريض الى المستشفى في حال مضاعفات قوية منها ضيق التنفس والتهابات الرئتين, ويجب الانتباه والتدخل للعلاج المبكر لاسيما عند الاطفال وكبار السن والحوامل ومن يعانون من خفض المناعة بسبب السرطان او السكري او الذين يعانون من الربو, ومن يتناولون ادوية خاصة لخفض المناعة. قبل اللجؤ للادوية المضادة للرشح على المريض التأكد مع طبيبه خصوصا اذا كان يتناول ادوية اخرى, والالتزام بكمية العلاج والايام التي يجب ان يتناوله. ومن المهم جدا الاكثار من شرب السوائل لتعويض الخسارة الناتجة عن فقدان المياه من الجسم, وتناول “الفيتامين سي” وتناول الفاكهة الغنية بالفيتامين “سي” مثل الكيوي والليمون والحامض والخضر مثل البروكولي وغيرها. وعلى المريض استعمال المحارم الورقية وليس القماش ورميها مع كل ما يمكن ان يكون وسيلة عدوى ويتجنب القبل والسلام في اليد, وكم فمه بيده عند السعال مع غسل اليدين, والابتعاد عن الدخان قدر المستطاع. وان كان على المريض ان يبقى دافئ من المهم والضروري تهوئة الغرف والمنزل للتخفيف من كثافة الفيروس داخلها.
وللوقاية من الاصابة بفيروسات الشتاء وابرزها الانفلونزا “الف” لقاح يتجدد كل عام ويتغير بحسب الفيروسات التي كانت موجودة العام المنصرم, لا بد من اخذه بدءاًمن ايلول الى تشرين الثاني, اي قبل موسم الانفلونزا. وفي حال حصلت اصابات في المنزل او العمل بالامكان اخذه ولو متأخر لبعض الحماية, وهو آمن للحوامل والاطفال.
وعن امكانية تقوية جهاز المناعة يقول حلو انه من المهم الاعتماد على حمية غذائية غنية بالفاكهة والخضر والحبوب مع الحفاظ على وزن صحي, وممارسة الرياضة بشكل منتظم, والنوم الكافي وتجنب التدخين والاكثار من شرب الخمر وتناول الدهون المشبعة, وتجنب تغيير الطقس كالانتقال من اماكن فيها افراط في الدفئ الى اماكن باردة دون التحصن باللباس اللازم.
وبالامكان التقليل من العدوى وذلك من خلال اعتماد اصول النظافة وغسل اليدين باستمرار والابتعاد عن المرضى وعدم المشاركة في اغراضهم الشخصية, ويشار الى ان الضغط النفسي والتوتر يساهمان في تدني المناعة.

السابق
كلام طهران على «الرئاسة» لم يكن مقنعاً في بيروت
التالي
استنفار فوق مزارع شبعا والجنوب اللبناني حرب إسرائيل «حزب الله» تصل إلى الجولان