استنفار فوق مزارع شبعا والجنوب اللبناني حرب إسرائيل «حزب الله» تصل إلى الجولان

كتبت “الحياة” تقول: قتل ستة من “حزب الله” بينهم قائد ميداني وجهاد مغنية ابن المسؤول العسكري السابق عماد معنية، بقصف اسرائيلي في القنيطرة قرب الجولان المحتل، ذلك في اول مواجهة بين الحزب واسرائيل في جبهة الجولان السورية، في وقت قتل 37 ضابطاً وعنصراً من القوات النظامية السورية بتحطم طائرة شحن مروحية في شمال غربي البلاد.

واوضح مصدر مقرب من “حزب الله”، ان “ستة من عناصر حزب الله، بينهم القائد العسكري البارز محمد عيسى، احد مسؤولي ملفي العراق وسورية، وجهاد نجل الحاج عماد مغنية، استشهدوا في الغارة الاسرائيلية”، فيما نقلت “رويترز” عن مصدرين في الحزب ان طائرة اسرائيلية قصفت موكب قياديين في الحزب في القنيطرة. وقال محمد عفيف الناطق باسم الحزب ان القتلى كانوا في سيارتين.

واغتيل عماد مغنية بتفجير سيارة في دمشق في شباط (فبراير) 2008 واتهم “حزب الله” اسرائيل بالمسؤولية عن ذلك. وتحدثت مصادر المعارضة السورية، التي تسيطر على ثلثي ريف القنيطرة، عن تسلم جهاد مغنية “ملف الجولان” في الحزب.

من جهته، اعلن التلفزيون السوري الرسمي انه “في اطار دعم المجموعات الارهابية، قامت مروحية اسرائيلية باطلاق صاروخين من داخل الاراضي المحتلة باتجاه مزارع الامل في القنيطرة ما ادى الى ارتقاء ستة شهداء”. ونقلت القناة العاشرة التلفزيونية الإسرائيلية عن مصدر رسمي تأكيده شن الهجوم واستهداف “ارهابيين كانوا يخططون لمهاجمة إسرائيل”.

ونفذت الغارة بواسطة مروحية على “مزارع الامل” قرب مدينة القنيطرة قرب خط الفصل بين القسم السوري من هضبة الجولان المحتلة، حيث تدور اشتباكات منذ فترة طويلة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة قرب خط الفصل في الجولان وتتساقط احيانا قذائف داخل القسم المحتل. ورد الجيش الاسرائيلي مرارا بقصف قواعد عسكرية سورية. لكنها المرة الاولى التي يعلن فيها عن قصف اسرائيلي لمواقع لـ “حزب الله” في الجولان.

ونتيجة استمرار المواجهات بين دمشق والجولان، انسحب معظم العاملين في “القوات الدولية لفك الاشتباك” بين سورية واسرائيل التي تشكلت في العام 1974، مع بقاء عدد محدود لقوات المراقبة خصوصاً في التلال والمواقع الاستراتيجية التي تضم انظمة انذار مبكراً.

وجاءت الغارة الاسرائيلية بعد تأكيد الامين العام للحزب حسن نصرالله في مقابلة تلفزيونية بثت مساء الخميس ان الغارات الاسرائيلية على اهداف عدة في سورية خلال السنوات الاخيرة، هي “استهداف لمحور المقاومة” والرد عليها “امر مفتوح” و”قد يحصل في اي وقت”. وقال نصرالله: “اذا كانت حسابات الاسرائيلي تقوم على ان المقاومة اصابها وهن او ضعف او انها مستنزفة او انه تم المس بقدراتها وجهوزيتها وامكاناتها وعزمها (نتيجة الحرب في سورية)، فهو مشتبه تماما وسيكتشف انه لو بنى على هذه الحسابات، يرتكب حماقة وليس خطأ كبيرا”.

وكانت وسائل اعلام رسمية سورية افادت الشهر الماضي ان مقاتلات اسرائيلية قصفت مناطق قرب مطار دمشق الدولي وفي بلدة الديماس قرب الحدود مع لبنان.
وتحدثت “الوكالة الوطنية للاعلام” الرسمية عن استنفار اسرائيلي وتحركات غير عادية في منطقة مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين بعد الغارة، فيما اشار بعض المصادر الى ان “حزب الله” رفع درجة التعبئة في جنوب لبنان.
الى ذلك، قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبدالرحمن ان 35 جنديا وضابطا قتلوا في حادث تحطم طائرة شحن مروحية من نوع “يوشن” الروسية، كانت تنقل ايضاً طعاماً وذخائر اثناء هبوطها في مطار ابو الظهور العسكري في ريف ادلب الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ اشهر، فيما اشارت “جبهة النصرة” على ان عدد القتلى 37 عنصرا وضابطا وان “وثائق وشرائح هواتف لبنانية وجدت مع حطام المروحية”.

وفيما افادت “وكالة الانباء السورية الرسمية” (سانا) ان الطائرة تحطمت اثناء هبوطها في هذا المطار مساء السبت “بسبب الاحوال الجوية السيئة والضباب، ما ادى الى مقتل طاقمها” دون ذكر عدد افراده، اعلنت “جبهة النصرة” انها اسقطت المروحية. ونشرت على مواقع الكترونية صورا وبطاقات هوية، قالت انها للعسكريين القتلى والحطام. وظهرت في الصور عشرات الجثث لاشخاص ارتدوا الزي العسكري بين حطام طائرة بيضاء وزرقاء.

وقال عبد الرحمن ان “اشتباكات عنيفة دارت في موقع الحادث بين جبهة النصرة وقوات النظام في محاولة للوصول الى الجثث”، فيما افاد “المرصد” عن “انباء أولية عن وجود خبراء إيرانيين على متن الطائرة”، الامر الذي لم تؤكده “النصرة” التي تحدثت عن وجود “وثائق لبنانية”.

السابق
كيف تواجه الانفلونزا؟
التالي
الوضع طبيعي وهادئ عند الحدود الجنوبية