من هو «الانتحاري الحي» بسام نابوش الذي اعتقله الجيش؟

التنقيب في حيوات لبنانيين تربطهم علاقة بتنظمي “جبهة النصرة” أو “الدولة الاسلامية”(داعش) ليس سهلاً، خصوصاً في حي المنكوبين في طرابلس، وما ان يصبح اسم أحد هؤلاء في متناول الاعلام، يتهرب الجميع من الاجابة خوفاً من المسؤولية.

بسام حسام نابوش، بات يطلق عليه اسم “الانتحاري الحي”، بعدما أكد الجيش في بيانه أمس ان هذا الشاب تم توقيفه للاشتباه بمحاولته التحضير لتفجير نفسه، وكانت “النهار” كشفت بعض المعطيات عن نابوش (19 سنة)، والذي تربطه علاقة قوية بمنذر الحسن موزّع الأحزمة الناسفة في لبنان.

المعلومات أكدت توجه نابوش إلى سوريا منذ سنة تقريباً للانضمام إلى “جبهة النصرة”، إلا أن مصادر من منطقة المنكوبين أكدت أن نابوش لم يصل إلى المكان المطلوب بفضل والده الذي لاحقه وأعاده إلى المنزل. هذا الشاب الذي تم غسل دماغه يقطن في حي العمارة في المنكوبين، ويعمل والده في موقف عند منطقة التل.
مصادر اسلامية مطلعة على ملف اللبنانيين في سوريا، لديها معلومات تؤكد أن نابوش بايع “الدولة الاسلامية” منذ أشهر، وأنه زار سوريا لاتمام المبايعة ثم عاد الى لبنان، مرجحة أن يكون توقيت المبايعة مرتبطاً ببدء السيطرة “الداعشية” على القلمون، وتقول: “هناك الكثيرون من المنتمين الى النصرة بايعوا داعش سراً من دون اصدار اي بيان”.
لكن مصادر من أهالي المنكوبين، تقول: “لو بايع نابوش “داعش” لكان اتجه نحوهم الى الجرود، فضلاً عن ان المبايعات هذه تكون سرية ولا أحد يعلم بها”، معتبرة ان “هناك تضخيماً لملف نابوش، فهو لم يكن يريد تفجير نفسه أو القيام بعملية ارهابية كما قيل، وما يثبت ذلك أنه هو من سلم نفسه بناء على اتفاق”.

اتفقت المصادر على أن نابوش وأحد اصدقائه خطبا شقيقتين من طرابلس، وكان الأول معروفاً بقراره الابتعاد عن جو القتال والتواصل مع”النصرة” وغيرها وشاع حينها انه بدأ يتعب من هذا الجو”، وتستغرب مصادر ان “يكون نابوش حاول تفجير نفسه في وقت بدأ يعود إلى رشده”.

مبايعة “داعش”

في رأي المصادر الاسلامية التي كشفت عن معطيات تشير إلى مبايعة نابوش “داعش”، أنه ورغم حماسة الشاب للانضمام إلى “النصرة” إلا ان الواقع فرض نفسه مع السيطرة الداعشية في القلمون، وتقول: “أصبح التنظيم أكبر الجماعات الجهادية، ولديه إمكانيات مالية ولوجستية كبيرة تساعده في استقطاب عدد أكبر من “النصرة”، لهذا نلاحظ أن الاخيرة ترفع من مستوى خطابها وتعوّض ما خسرته عبر الاعلام، فيما “داعش” غير مهتم بالخطاب الاعلامي بل بالأرض فقط”.
ولا تزال على قناعة بأن “النصرة” ليست المسؤولة عن تفجير جبل محسن، بل كما قال الوزير نهاد المشنوق، ان “داعش” يقف خلفه، معيدة سبب اقدام “النصرة” على تبني العملية الى ان “الأمر متصل بالعلاقة بين التنظيمين في غرفة عمليات مشتركة فيما يخص الوضع اللبناني “.

وتستبعد المصادر اي علاقة تربط “شادي المولوي بنابوش، لأن المسار بينهما منفصل، كما أن منذر الحسن شخصية أعلى من المولوي ومنصور، وعلاقة المعرفة قد تكون ناتجة عن اللقاء في حي المنكوبين”.

لا تنفي المصادر أن يكون هناك سيناريو قد أعدّ مسبقاً لنابوش، من دون أن تستبعد “ظهور معطيات جديدة تتعلق بعدم نيته تفجير نفسه، لأن ما فهم من مقربين منه ان بسام لم يعد يريد كل هذه الامور وان المجموعة الخاصة به المكونة من 4 الى 5 اشخاص من المنكوبين انفرط عقدها، بعكس الخيال الذي فجر نفسه”. كما تطرقت المصادر إلى ملف طه الخيال، كاشفة عن أن “والده مخبر لدى أحد الأجهزة الأمنية، وفي الفترة الأخيرة ضغط على ابنه كثيراً حتى يبتعد عن هذا الجو، حتى انه دعاه للذهاب الى الكباريه بدلاً من المسجد…”.

السابق
من هم النجوم الأكثر قصرا في العالم العربي؟
التالي
الموسوي: «داعش والنصرة» لا يحتاجان لبطاقة دعوة للعمل في لبنان