عمليات امنية محدودة ضد مشبوهين بالارهاب في اوروبا جهود لتأسيس خلية عمليات لتنسيق الرد الجماعي

كتبت صحيفة “الحياة” تقول : نفذت قوات الأمن في ثلاث دول أوروبية هي فرنسا وبلجيكا وألمانيا الجمعة عمليات أمنية محدودة شملت دهم واعتقال لمشبوهين بالإرهاب، لكن السلطات في الدول الثلاث نفت إطلاق “عملية واسعة في أوروبا” ترتبط بالهجمات الدموية التي خلّفت 17 قتيلاً في باريس الأسبوع الماضي، في وقت شدد الرئيس الفرنسي لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الإليزيه، على ضرورة “إيجاد رد جماعي حازم لمواجهة الإرهاب الذي نحاربه”. واعتقلت الشرطة البريطانية بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) شاباً كان شارك في هجمات معلوماتية استهدفت شركتي “سوني” و “بلاي ستايشن” نهاية العام الماضي.

 

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف اعتقال 12 شخصاً على ذمة التحقيق في منطقة باريس وضواحيها، في إطار التحقيقات في شأن اعتداءات الشقيقين شريف وسعيد كواشي وشريكهما أحمدي كوليبالي في باريس. وأوضح أن الموقوفين معروفون لدى أجهزة الشرطة بعدما وردت أسماؤهم في إطار ملفات على صلة بجنح متعددة، معتبراً أن الاعتقالات “تؤكد حزم الدولة وقوات الأمن، وعزم الدولة على التحرك بلا هوادة لوضع اليد على كل من تواطأ في تنفيذ الاعتداءات البربرية التي ضربت بلدنا”.
وقال كازنوف إن “122 ألف شرطي وجندي ينتشرون حالياً في أماكن حساسة بأنحاء البلاد، في إطار خطة الإنذار القصوى”، علماً أن مسلحاً احتجز أمس لساعات رهينتين في مكتب بريد ببلدة كولومبوس شمال غربي باريس، ثم استسلم.
وأشار إلى أن الاعتقالات حصلت في باريس وضواحيها إيسون وهودوسين وسان دوني، كاشفاً عن إنشاء وزارة الداخلية بعد الهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” في 7 الشهر الجاري، خلية عملانية تتولى التنسيق بين أجهزة الأمن والشرطة بإشرافه، “ما يسمح بتعميم المعلومات بسرعة وتعزيز تنسيق التحكم بالعمليات”.
وكان هولاند أكد ضرورة إيجاد “رد جماعي حازم في مواجهة الإرهاب، وعلى الدول كلها أن تتخذ الإجراءات الضرورية، كما يجب أن تعتمد أوروبا إجراءات أكثر تشدداً”.
وشدد على أهمية تحسين تبادل المعلومات المطلوبة حول تنقلات “الجهاديين ومصادر دعمهم وتمويلهم”، مكرراً أن “النزاعات غير المحلولة هي مصدر وحي للإرهابيين، والمناطق المضطربة هي الأماكن التي يعدون أنفسهم فيها”.
ورداً على نداءات وجهها ديبلوماسيون سابقون وخصوم سياسيون وحلفاء فرنسا لإعادة العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصاً في مجال الاستخبارات، قال هولاند إن “الأسد وأعضاء داعش عدو واحد”.
وزاد: “الأسد مسؤول عن مأساة سورية، ولا يعتقد أحد بأنه يستطيع توحيد شعبه بعد مذابح. ولا يمكن أن يكون البديل: الأسد أو الإرهابيون”.
وكانت فرنسا استبعدت توجيه ضربات إلى “داعش” في سورية، حيث تقدم باريس عتاداً وتدرب جماعات المعارضة “المعتدلة”، بحجة أن ضرب المتشددين سيكون في صالح الحكومة السورية”.

وبعد ساعات على قتل قوات الأمن في بلجيكا شخصين وجرح ثالث في عملية استهدفت “جهاديين” مشبوهين كانوا عادوا من سورية أخيراً، أعلنت السلطات تفكيك خلية “أعدت لاعتداءات خلال ساعات تستهدف قتل شرطيين في الشارع ومراكز أمنية”، عبر توقيف 15 شخصاً بينهم اثنان في فرنسا. وتضم بلجيكا أحد أكبر تجمعات الإسلاميين الأوروبيين الذين خاضوا معارك في سورية.
واعقب ذلك، رفع بروكسيل مستوى الإنذار إلى الدرجة الثالثة في سلم من 4 درجات، وتعزيز إجراءات الأمن في المباني العامة خصوصاً مراكز الشرطة حيث جرى التحقق من الهوية قبل السماح لأي شخص بالدخول. كما طلب من شرطيين في مناطق كثيرة عدم السير في الشوارع بلباسهم الرسمي، وبلا أسلحة وسترات واقية من الرصاص.
واكد رئيس الوزراء شارل ميشال استعداد حكومته لدعوة الجيش إلى تعزيز الأمن، “على رغم عدم وجود تهديد محدد وملموس بتنفيذ اعتداء”.

وأغلق بعض المدارس اليهودية في بلجيكا، على غرار هولندا، فيما قررت بريطانيا تشديد إجراءات حماية المراكز والمدارس اليهودية، ومقار الأمن.
وفي ألمانيا، أوقفت الشرطة تركيين في عمليات دهم استهدفت مجموعة على صلة بسلفيين، مشيرة إلى أنها نفذتها بعد تحقيقات استمرت شهوراً حول خلية متطرفة جندت أشخاصاً للقتال في سورية. لكن الشرطة أعلنت أن “لا دليل على إعداد المجموعة اعتداءات في ألمانيا”، علماً أن السلطات تقدر بحوالى 550 عدد الألمان الذين انضموا إلى القتال في صفوف تنظيم “داعش” في العراق وسورية.

وأول من امس، اعتقلت الشرطة الألمانية رجلاً للاشتباه في أنه من مؤيدي “داعش كان في سورية أخيراً، بعد دهم شقته في ولاية ساكسونيا السفلى.

السابق
الإرهاب بين إسلام المرتكب وفرنسيّته
التالي
ما سر حب الروس للأسد؟!