المشنوق: ما حصل في سجن رومية عملية امنية محترفة

نهاد المشنوق

نوه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق “بالتعاون المحترف للقوة التي داهمت المبنى “ب” في سجن روميه، والتي لم يصدر عنها أي رد فعل عنفي رغم ما تعرضت له”.

وقال، في حديث إلى محطة “ال بي سي”: “ما حصل في المبنى باء هو انهاء لظاهرة موجودة على مدى سنوات شغلت اللبنانيين، وخلقت اسطورة حول سلاح ومال ومخدرات”، موضحا “أن الحقيقة الوحيدة الموجودة هي ان المبنى باء كان مقرا لغرفة عمليات تتصل بالعراق والموصل والرقة في سوريا وتتصل بعرسال وعين الحلوة تتصل بإرهابيين لتنسيق أعمال إرهابية في البلد”.

وأكد ان “ما حصل هو عملية أمنية محترفة لم يصب بها أحد لا من قوى الامن، وفي لبنان لا يخفى شيء لا في المستشفى ولا اذا كان احد اصيب باصابة قاتلة، ليست هناك من اصابات على الاطلاق. هناك اصابات طفيفة جدا وأؤكد سلامة الـ865 سجينا”.

وأشار إلى ان “هذه العملية لم تنقذ الحكومة، بل تمت بموافقة ودعم الحكومة وكل الوزراء في الحكومة واولا وقبل اي احد في الحكومة بتشجيع من رئيس الحكومة تمام سلام”.

وعن تحفظ الوزير أشرف ريفي ووائل ابو فاعور في خلية الازمة عندما عرضت العملية عليهما منذ ثلاثة اسابيع، قال: “صحيح، ففي فترة اعدام الجندي علي البزال كان هناك خوف على العسكريين المخطوفين لذلك حصل التحفظ”، كاشفا ان “القرار متخذ منذ 4 أشهر والقوة محضرة والتعليمات معطاة ومعروف من سيشارك بها كل ضابط وكل عسكري. وكل مسؤول في هذه العملية كان على علم بدوره. ولكننا كنا في انتظار انتهاء ترميم المبنى “د”.

أضاف: “السجن تم ترميمه في 28 تشرين الأول، ولكن جرى خطف العسكريين واصبحت هناك صعوبة لتعرض لعسكريين لعملية من هذا النوع وتأثيرها عليهم وعلى اهلهم، فجمدنا القرار ولكن عندما اكتشفنا عبر التقارير وتحليل الاتصالات أن تفجير جبل محسن يعود لإتصالات داخل السجن مع بعض الارهابيين في الشمال، ومنهم الشابان اللذان فجرا نفسيهما، وكان علي ان اتخذ القرار وأحسمه”.

وأردف: “وجدت بعض التشاور مع القيادات الامنية، خصوصا مع العميد عثمان واللواء بصبوص ان هذه هي اللحظة المناسبة ولا يجب ان نتأخر بها. وكان لديهم الثقة وثبتت ان هذه الثقة في مكانها لأن القوة المسؤولة عن هذه العملية تستطيع ان تكون جاهزة خلال 24 ساعة وتنطلق وانها تستطيع القيام بعملية محترفة ونظيفة من الدرجة الاولى وان لا يحدث فيها ولا غلطة”.

وتابع: “اتصلت مساء السبت بالعميد عثمان وطلب مني مهلة 24 ساعة ومن ثم اتصلت بالرئيس الحريري وأطلعته على القرار فكان داعما له، ليلة الأحد كان لنا اجتماع موسع في منزل الرئيس سلام وبعد انتهاء الاجتماع استفرد العميد عثمان بالعماد قهوجي وابلغه عن العملية ونسقا حول كيفية القيام بها وأخذنا موافقة الرئيس تمام سلام”.

وشدد على ان “هذه المسألة ليست مرتبطة بالحوار. لكن لا احد يمكنه ان ينكر ان الحوار خلق جوا سياسيا مريحا ساعد على اتخاذ قرارات وانا لم اتشاور الا مع الرئيس سلام والرئيس سعد الحريري، ليس هناك من شخص ثالث غير العسكريين وعلى رأسهم العماد قهوجي وقد تمت العملية باحتراف من الدرجة الاولى بالتعاون مع الجيش بالدرجة الاولى والممتازة والتعاون مع الدفاع المدني لدرجة ان عناصر الدفاع المبني دخلوا شخصيا الى المبنى بخراطيم المياه، الامر الذي رد السجناء عن القيام بأي عمل امني او اي عمل يسبب اذى لهم وقد اخذت العملية 9 ساعات تم خلالها نقل 865 سجينا من دون خطأ واحد وكنت متعجبا من قدرتنا على القيام بهذه العملية ولم اصدق انه في لبنان هذه القدرة من الاحتراف عندما يكون هناك قرار أن الدولة موجودة وقادرة وانها تستطيع ان تفعل”.

وتابع “اجريت الكثير من الاتصالات خلال العملية حتى اني اتصلت بعدد من رجال الدين والشيخ سالم الرافعي وبلغته أن كل السجناء بخير، هناك أخطاء بسيطة قد تحصل بسبب الزحمة داخل السجن الذي انتقلوا اليه لكن لا من امر جدي تعرضوا له”.

وعن سبب فشل خطة الوزيرين السابقين زياد بارود ومروان شربل الامنية، قال: “لا أعرف ما كانت الظروف ولكن بالتأكيد كلاهما كانت لديه الرغبة ربما الظروف لم تسمح في ذلك الحين لكن علينا ان نتذكر ان الظروف السياسية في البلد كانت مختلفة تماما لم يكن هناك عرسال وعسكريون مخطوفون ولا شهداء للجيش بعدد من التفجيرات والإرهابيين المسيطرين في الضواحي أي الجو العام في البلاد كان مختلفا، لكني متأكد من ان الرغبة كانت موجودة وعندما تجلس في مكتب الوزارة تعرف حجم المشكل وانه يجب حله. لكن الظرف السياسي مختلف وطبيعة المواجهة مختلفة والتطورات الامنية والعسكرية التي حصلت داخل لبنان اصبح الارهاب وتنظيماته موجود عالميا”.

وعن وجود ربط بين سجن روميه وعملية باريس قال : “اذا اردنا تكبير الموضوع نقول نعم الا ان هذا الشيء غير صحيح. الفضل بالعملية هو للقوى الامنية التي داهمت السجن من فرع المعلومات وفرقة الفهود وقوى السيارة ولكن الجيش اللبناني كان هو الاحتياط والضمانة لنجاح العملية عبر الهليوكوبتر وبقوة المغاوير”.

وعن الحديث عن ان المشنوق يسدد فواتير لحزب الله وانه يدخل الى الساحة السنية من الباب العريض قال:”انا لا أسدد فواتير لأحد سوى الدولة اللبنانية وللشعب اللبناني ولا علاقة لجمهوري بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد هذا ليس اسلاما ولا دينا هذا كلام واضح من شيخ الازهر والمفتي دريان”.

وعن حصر العمليات في المناطق السنية، استغرب المبالغة في الحديث عن هذا الأمر، جازما بأن “الخطة الامنية نجحت بالمشاركة بين الجيش والقوى الامنية في الشمال وطرابلس وكذلك في صيدا وهناك استكمال للخطة الامنية في البقاع. ومن يتحدث عن اننا مترددون تجاه مناطق فيها قوة لحزب الله يكون مخطئا جدا”.

وإذ لفت إلى ان “الخطة الامنية ستحصل في البقاع بأقرب وقت بتغطية سياسية شاملة وبمشاركة من الجيش والقوى الامنية وبتغطية سياسية شاملة”، أوضح أن “الموضوع لا يتعلق بالسنة فقط بل بالارهاب ويتعلق باستعمال الدين في الاعتداء على الناس وبذبحهم وقتلهم”، معتبرا أن “هذا الامر لا علاقة له لا بالساحة السنية ولا بتمثيلنا السياسي. والرئيس الحريري كان واضحا في خطابه الاخير عن هذا الموضوع ولم يترك مجالا للاشكال”.

واستطرد: “ما رأيته يوم العملية في رومية أشبه بالخيال، أشيد بعمل القوى الأمنية لقد أظهروا قدرة الدولة، هناك 241 شابا، ضباط ورتباء ومؤهلين وافراد، يقومون بعملية على اعلى مستوى ممكن ان تعرفه في اي دولة حديثة رغم ضعف الامكانات والمشاكل السياسية ورغم الخلافات كلها”، مشيرا إلى ان هذا الأمر “تعبير عن وجود الدولة وقدرتها وعن ان هؤلاء الشباب يمثلون الدولة، هذا الامر يفرح به كل لبناني وهذا لما كان ان يتم لولا دعم الجيش الذي كان على اعلى جهوزية ممكن. وأول اتصال تهنئة بقلب كبير اتى من العماد قهوجي”.

ورأى ان “هناك الكثير من السجون التي تسمح بأن تطلب الطعام من الخارج، لكن بالنسبة إلى المعدات التي وجدناها في السجن فهناك تحقيقات جدية لمعرفة من الضباط ومن الأفراد الذين كانوا في هذه الفترة مع العلم ان هناك 4 ضباط وضعوا في السجن خلال 10 اشهر الماضية بسبب تورطهم بادخال مخدرات وممنوعات، طلبت تشكيل لجنة كي تجري تحقيقا بكل ما جرى وسنسمع من المساجين في فترة لاحقة كيف دخلت المعدات ومن المسؤول عنها، ولكن لا يجوز التشهير بالمؤسسة الأمنية، فهذه مؤسسات سيادية ومن يخطئ يحاسب”.

وعن الرابط بين انفجاري جبل محسن وسجن روميه، قال: “يجري متابعة الموضوع. حسام الصباغ تقليديا ينتمي الى تنظيم القاعدة الا انه لا علاقة له بعملية جبل محسن. وهناك متابعة للموضوع ولا يجوز تداول المعلومات الامنية. وسمعت من الاعلام ان امير المبنى هو ابو الوليد والحقيقة ان آخر من خرج من المبنى “باء” كان ابو الوليد، وكان مختبئا خلال المعركة في الطابق الاول. وعندما تأكدنا من العدد تبين ان هناك شخصا ناقصا وبحثنا ووجدناه”.

وأوضح ان “الذين يتم التحقيق معهم في جريمة جبل محسن كانوا يتواصلون مع مجموعة جندت ونظمت عملية جبل محسن. جبل محسن عملية جزء من تنظيم وفارين نتابعهم لا شيء مؤكدا ان شادي المولوي واسامة منصور وراء ذلك ولكن الموضوع غير بعيد عن هذا الاتجاه، ولكن من جند وتابع الموضوع ليسا هذين الشخصين، المطلوبان موجودان في عين الحلوة لكن هذا الأمر لا يتم بعملية عسكرية”.

وأكد اننا “لن نقبل ان تستمر عين الحلوة مبيتا آمنا للمطلوبين والقتلة والمجرمين ولكن هذا الامر لا يتم بعملية عسكرية فلنترك الامر لوقته”.

وتابع: “كنا نتابع ولكن لا نعرف ان هناك اتصالا بشأن عملية ولكن عندما جرت العملية وكشفت ارقام الهواتف وتحليل الاتصالات تبين ان هناك اتصالا بين الارقام الموجودة في سجن رومية وبين الارقام الموجودة في التنظيم الذي اعد ونفذ تفجير جبل محسن. هناك فرق بين التعقب والتنصت فنحن نجري تحليلا للاتصالات ولا نستمع لها”.

وعن ضمان عدم القيام بعمليات انتحارية مقبلة، وقال: “نحن نضمن ان كل القوى الامنية جاهزة ومستنفرة وقادرة وسبق واجرت عمليات استباقية عطلت عمليات انتحارية”، لافتا إلى ان “الإرهاب القادم من سوريا والعراق أصبح على الأراضي اللبنانية شئنا ام ابينا. هذه واقعة اثبتتها كل احداث عرسال والاحداث اللاحقة التي رأيناها من وقت لاخر واخرها عملية التفجير في جبل محسن، كل منطقة في لبنان مستهدفة ولكن الفرق ان هناك يقظة كبيرة وجدية وقادرة الى حد كبير على منع القيام بأي عملية ناجحة في اي منطقة من مناطق لبنان”.

واعلن أننا “نتابع كل الناس وكل المعلومات ولدينا معلومات جدية عن كل الناس الغائبين والحاضرين ونقوم بعمليات بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني لقطع هذه الفتنة التي تريد ان تنتقل من سوريا إلى لبنان ومن العراق الى لبنان هناك عمليات قمنا بتعطيلها قبل حصولها”.

السابق
هذا ما قاله السيد حسن نصر الله للميادين
التالي
نصرالله: محور المقاومة لن يسكت عن الاعتداء على سوريا