العلويون اللبنانيون: جزء من لبنان ام من سوريا؟(2/2)

في الجزء الاول استعرضنا الجانب التاريخي، والان يتحدث كل من احمد عاصي عضو المجلس العلوي، وعلي فضة عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي والناشطان حاليا بسبب الاحداث الامنية التي وقعت في محيط وجود العلويين اي جبل محسن في الشمال.

في الجزء الثاني من التحقيق حول العلويين في لبنان تاريخيا وحاضرا، التقى “جنوبية”  كل من احمد عاصي عضو المجلس العلوي، وعلي فضة عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي، حيث اعتبر عاصي ردا على سؤال ان: “العلويون هم في ظل الدولة اللبنانية ولا نرى اي خطر عليهم وما يتهددهم يتهدد كل الوطن، وطالما ان الدولة موجودة هم موجودون، ونحن كعلويين تحت رعايتها”.احمد عاصي العلويون

“وهذا الموقف موجود لدى الجميع  وتجلى ذلك بالحضور القوي وبالتعازي وبسرعة التحقيقات، حيث شعرنا بوجود الدولة واننا لسنا فئة ثانية في هذا البلد”. وما يجمع السنّة مع العلويين، هو الخوف من الموجة التكفيرية حيث لا زال في طرابلس معتدلين.

وقد ثمنّ أهل جبل محسن تضامن الطرابلسيين معهم، واعتبروا ان ما مرّ على اهل جبل محسن يقع ضمن اطار سياسي ممنهج، وهذه السياسة انتهت الى غير رجعة طالما ان القرار السياسي يقول ذلك.

ولكن اذا خرج “الزعران” من السجن وبدأوا ارسال الرسائل فسيعود الوضع الى ما كان عليه.

وحول ارتباط ما جرى بالامس القريب مع القرار بعودة الزعيم العلوي علي عيد الى لبنان؟ قال عاصي ان: “المُدان يجب ان يحاسب. ويجب ان نفصل بين الملفات في تفجيري المساجد وتفجير جبل محسن ومعارك التبانة وغيرها”.

واعتبر عاصي ان عودة علي عيد لم تكن قد تأكدت، وكان المحامون يعملون على الملف مع القضاء، خاصة ان القضاء يصرّ على حضور عيد رغم وضعه الصحي المعروف، ما دفع الى اصدار مذكرة توقيف بحقه رغم علمهم بعدم قدرته صحيّا على الحضور لانه لم ينظر بالملفات الصحية التي قدمت”.

ويرى انه “لا يمكن تفسيرعدم حضوره على انه استقواء بالسوريين، بل لعدم إحداث فتنة في حال تم القاء القبض عليه خاصة ان التحقيقات غير واضحة حتى الان”.

وحول تعليل ذهابه الى سوريا بعد صدور مذكرة التوقيف، اعتبر عاصي ان “ذهابه كان لتجنيب المنطقة فتنة ليس الا، ونحن لا زلنا تحت سلطة القضاء والتسويات تتعلق به”.

وبحسب رأيه ليس الحزب الديموقراطي هو الحزب الوحيد المنتشر بين العلويين، بل هناك تنوع سياسي وان كان للحزب مظلة واسعة في الجبل.

ويرى عاصي ان “المظلة الاقليمية يستمدها العلويون من منهج الخط الاقليمي اي المقاومة الذي يمتد من المقاومة الى سوريا فايران”.

ولفت عاصي الى البيان الذي اصدره المجلس العلوي بُعيد التفجير الذي اكد خلاله على ان من قام بالتفجير ليسوا الا متضايقون من الجلسات التحاورية، ولكننا نقول لهم ان الجبل ليس صندوق بريد. وان وعي العلويين قابله اعتدال السنّة. من هنا لم يؤد الانفجار المطلوب منه”.

وختم عاصي: “نحن نعتبر ان الجيش يقوم بما يجب عليه من حمايتنا، وهذا طبيعي جدا وكل ما جرى سابقا كان عبارة عن لعبة سياسية. والسؤال لماذا جرى كل هذا؟ ألم يكن ممكنا تجنيب البلد الجولات العشرين القتالية؟”.

في حين اعتبر عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي العربي علي فضة ان: “عامل التوتر مستبعد أقله من قبلنا، اما بالنسبة لعودة الاستاذ علي عيد فلا زالت بعيدة”.علي فضة

ورأى انه “في كل الاحداث مددنا ايدينا انسجاما مع الحوار، وقطعنا الطريق على الفتن، ولا زلنا نمد الايدي بانتظار خطوات عملية

وأكد فضة انه: “وبسبب المعلومات الامنية التي نقلت ان عدد من العمليات سيقع بات كل مواطن خفير”.

ولا ينفي علي فضة ان الجبل يعيش القلق والخوف في ظل محيط ملتهب وفكر مجنون، ولكن ليس خوفا على التراب، بل عل الاوطان. ونحن لسنا اقلية مذهبية بحسب الدين، وبحسب الدستور اللبناني، ولكننا نعتبر أنفسنا اقلية سياسية من لون مذهبي واحد. وفعليا نشعر بالقلق على لبنان ككل”.

وهل ان الخطر زاد على العلويين بسبب انشغال الحامي الاقليمي بالحرب الداخلية؟ رأى علي فضة انه “ولا مرة كان النظام السوري يتعاطى معنا على اساس اننا علويين وانه نظام علوي، واذا كان ثمة اناس تبهدلوا اكثر من غيرهم خلال الوجود السوري في لبنان فهم العلويون“.

وتابع فضة: “وبالمعنى السياسي كان موقفنا السياسي نابع من موقف مبدئي، والنظام في سوريا هو نظام علماني اصلا”. وبخصوص العلاقة مع اهل الشمال كونهم سنّة قال فضة: “نحن نتعاون مع اهلنا في الشمال باستمرار، والعلاقة جيدة مع الجميع وبصفتي عضو في لقاء الاحزاب نلتقي مع كافة القوى باستمرار”.

ولا زال، بحسب رأيه، هناك معتدلون في طرابلس رغم مرور 3 سنوات من الخطاب التكفيري الذي انتشر بناء على حسابات سياسية. ويستدرك بالقول: “لكن ما حصل ان السنّة اليوم انتبهوا الى خطر التكفيريين ورفعوا الصوت عاليّا، وهذا ما دفع الى الحوار مع حزب الله حيث تلاقى الطرفان على ان هناك عدو ثالث هو العدو التكفيري، عدو لا يهتم لأي فريق. من هنا يجب علينا سحب الفتيل”.

السابق
مانشستر سيتي يدفع 730 مليون دولار مقابل ضم ميسي 
التالي
خانها زوجها.. فباعت سيارته الـ«بورش» بمبلغ صادم