يتضح من الملحقات التي ارفقت بقرار مجلس الوزراء الأخير، المتعلق بالخطة الشاملة للنفايات المنزلية الصلبة، أنها تحوي تفاصيل عن 471 مقلعاً لم يتم تاهيلها و153 مكبا (93 مكبّاً عشوائياً للنفايات و60 مكبّاً لمخلفات البناء). الامر الذي يعني ان وزارة البيئة رشحت 93 مكباً من اصل 504 لتكون مواقع للطمر او مراكز للمعالجة ، فضلا عن 60 مكباً لمخلفات البناء من اصل 166 مكباً، ما يعني أيضا ان اجمالي المقالع غير المؤهلة والمكبات العشوائية على انواعها تصل الى 1141 موقعاً مشوهاً وملوثاً.
تحدد لائحة المقالع المرشحة اسم صاحب الارض وتاريخ بدء العمل بالمقلع او الكسارة او المرملة والبلدة والقضاء اضافة الى إحداثيات (x, y) لتحديد موقعها بدقة، كما تقدم اللائحة معلومات تتعلق بقرب الموقع من اماكن السكن والطبيعية الجيولوجية للموقع.
اي من هذه المواقع يمكن ان تكون مرشحة لطمر النفايات ؟ لا يمكن الاجابة عن هذا السؤال قبل ان تطلق المناقصات وتعرف هوية المتعهدين ومدى قدرتهم على ايجاد المواقع واقناع اصحابها ببيعها او استئجاراها وهي امر خاضع حكماً لقبول البلديات الواقعة في نطاقها العقاري وللقوى السياسية في المنطقة. لكن الاكيد ان المقالع التي وشهت جبال لبنان وطبيعته الفريدة ستكون مرشحة لتكون ماطمر للنفايات الامر الذي ينقل هذه المواقع من مرحلة التشويه الى التلويث. ولقد المحت وزارة البيئة الى انه يمكن لمجلس الوزراء ان يفرض عملية تحويل المقالع الى مطامر من خلال العودة الى القرار رقم 31 من المحضر رقم 31 تاريخ 28/8/1997 الذي يجيز اعتماد استملاك جميع العقارات او اقسامها التي استعملت او تستعمل كمحافير او مرامل او مقالع، كما يمكن لصاحب العقار يبدي فيه استعداده للقبول بمبدأ الطمر الصحي في ازالة التوشيه الحاصل في عقاره !
6 ملايين و750 ألف متر مكعب
6,750,000 متر مكعب هو الحجم الإجمالي التقريبي للمكبات العشوائية المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية. وذلك بحسب دراسة اعدتها شركة الأرض عام 2011 وموّلها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمصلحة وزارة البيئة.
اجرت الدراسة مسحاً كاملاً لـ٦٧٠ مكباً عشوائياً، بينها 504 مكبّات تحوي نفايات منزلية وصناعية وطبية، و١٦٦ مكباً تحوي ردميات وأتربة من مخلفات البناء.
تقول الدراسة انه يرمى 1,300 طن من النفايات في مكبّات عشوائية في اليوم الواحد، بمجموع يتراوح بين ٤١٠ آلاف طن و٥١٠ آلاف طن في السنة، من أصل ١.٤ ملايين طن من النفايات التي ينتجها لبنان سنوياً. ويحتل مكبّ حبالين في جبيل المرتبة الاولى بعد توقف العمل في مكب صيدا. 
اعتمدت الدراسة على مجموعة من المعطيات أدّت إلى تقسيم المكبات إلى فئات، من الأخطر إلى الأقل خطورة. أهم هذه المعطيات حجم النفايات المرمية والطبيعة الجيولوجية والهيدرولوجية للتربة، والمسافة من المناطق المأهولة بالسكان، والكمية التي ترمى يومياً، والبدائل المتوافرة، وأعمال حرق النفايات في المكب، وعمق المكب وقدرته الاستيعابية. وخلصت الدراسة إلى تصنيف أخطر ٢٠ مكباً للنفايات في لبنان، يُرمى فيها ٧٠ في المئة من إجمالي النفايات المنزلية التي تُرمى عشوائياً، وهي: دير قانون العين ـــــ صور (١٨٣٤٥٠ متراً مكعباً)، كلفة المعالجة (٧١٢٥٠١ دولار أميركي). حبالين ـــــ جبيل (٣٧٥٠٠٠ متر مكعب)، كلفة المعالجة (١٢١٥١٠٢ دولار أميركي). سرار ـــــ عكار (١٥٠٠٠٠ متر مكعب)، كلفة المعالجة (٦٠٦١٦٥ دولاراً أميركياً). عدوة ـــــ المنية (١٥٠٠٠٠ متر مكعب)، كلفة المعالجة (٦٦٣٤٨٣دولاراً أميركياً). كفرتبنيت ـــــ النبطية (٢٩٥٨٠٠ متر مكعب)، كلفة المعالجة (١١٣١٤٢٣ دولاراً أميركياً). بر الياس ـــــ زحلة (١٢٠٠٠٠ متر مكعب)، كلفة المعالجة (٤٥٨٦٣٠ دولاراً أميركياً). حامات ـــــ البترون (١٢٠٠٠٠ متر مكعب) كلفة المعالجة (٦١٠٢٥٤ دولاراً أميركياً). بعلبك ـــــ١ (٢٢٥٠٠٠ متر مكعب)، كلفة المعالجة (٤٨٩٥٥٠ دولاراً أميركياً). بعلبك ـــــ ٢ (٢١٠٠٠٠ متر مكعب)، كلفة المعالجة (١١٠٨٧٥٠ دولاراً أميركياً).
اضافة الى مكبات اخرى في قب الياس ـــــ زحلة، الغازية ـــــ صيدا، المنية، فنيدق ـــــ عكار، حوش رفقا ـــــ بعلبك، زوق الخراب ـــــ المتن، رويسة البلوط ـــــ بعبدا، تمنين ـــــ بعلبك، برقايل ـــــ عكار، وبسلوقيت ـــــ زغرتا.
الدراسة على اهميتها بقيت في ادراج وزارة البيئة اربع سنوات (باستثناء ردم مكب صيدا في البحر)، ولم يعاد النقاش حولها إلا في مرحلة متقدمة من مناقشة الخطة الوطنية الشاملة لادرة النفايات الصلبة.
قرار مجلس الوزراء
ينص القرار رقم 1 الصادر عن مجلس الوزراء بتاريخ 12/1/2015 والمتعلق بتعديل القرار رقم ٤٦ تاريخ ٣٠/١٠/٢٠١٤ (الخطة الشاملة للنفايات المنزلية الصلبة)، على أن يتم التخلص النهائي من العوادم الناتجة عن معالجة النفايات من خلال تأهيل المواقع المشوّهة Degraded أو مواقع المقالع والكسارات، و/أو المكبات العشوائية للنفايات، و/او اي مواقع أخرى بحاجة لاعادة تاهيل يحددها مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير البيئة، وذلك على اساس مطمر لكل منطقة خدماتية على الاقل، وصولاً الى مطمر في كل قضاء اذا ما توفرت الامكانية خصوصاً في اقضية جبل لبنان التي يفترض ان تستقبل عوادم النفايات الناتجة عن بيروت وضاحيتيها الشمالية والجنوبية.
