خسرت الصحيفة المشاكسة الأصوات المتضامنة معها والمؤيدة لها. إنقلبت الأدوار هذه المرّة، ليصبح المجني عليه هو الجاني. هذه الصفعة الإرهابية المؤلمة لها لم تردعها، بل حولتها لمكسب مالي تجاري. لتعاود نشر رسمًا جديدًا للنبي محمد على الصفحة الاولى، لا بل زادت نسخ العدد الاول من الصحيفة من ثلاثة الى خمسة ملايين نسخة لمواجهة الاقبال الاستثنائي عليها في فرنسا، بعدما نفد العدد الاول من الصحيفة من الاكشاك في فرنسا اليوم منذ الساعة الثامنة صباحا وسط اقبال كبير سجل بعد الاعتداء.
“أنا شارلي”. «أنا مع حرية الرأي التعبير». هكذا عبر المتضامنون مع صحيفة على المستوى الشعبي والرسمي. لكن الخطوة الأخيرة للصحيفة أثارت موجة غضب وإمتعاض لمن تضامن معها وخصوصاً المسلمين منهم.
فتبدلت المواقف السياسية المتعاطفة معها، بحيث إعتبر القيادي في تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش أن: “لا يمكن القبول بمنطق الحرية الرأي التي تمس بأمور بالمعتقدات الدينية».
ورأى علوش أنها : «تحاول بهذه الخطوة الإستفادة من التعاطف لزيادة أرباحها”. كما اعتبرها نوع من الإستفزاز، يحرض على الكراهية ونشر الأحقاد. ودعا لضرورة التوجه إلى القضاء ومواجهة الكلمة بالكلمة.
وبدوره إعتبر “الصحافي غسان جواد” أن هدف صحيفة “شارلي إيبدو” خلق رأي مناهض في الصفوف الإسلامية لها وبالتالي خلق نهج متطرف ضد الإسلام داخل أوروبا . وأضاف : «بتقديري أن العمل أصبح الآن أكثر تجاري للكسب المادي». ورأى أنها خسرت بمكان ما التعاطف معها، وأعطت مبررات للإرهاب لأي تصرف بعدها.
أما الدكتور بسام حمود المسؤول السياسي في الجماعة الإسلامية في لبنان أدان معاودة صحيفة “شارلي إيبدو” التعرض للرسول واعتبره عمل مرفوض ومدان يهدف الى المزيد من إستفزاز الشارع الإسلامي. وتساءل:”لماذا لا تجرم فرنسا من يتعرض للديانة الإسلامية، كما تجرم من يتعرض للـ”هولوكوست”. وأضاف: “موقفنا لم يتغير حرية الرأي تتوقف عند المسّ بحرية الآخرين، ويتحول لقدح وذم».
كما ونددت ايران بمعاودت نشر الصحيفة رسمًا جديدًا للنبي محمد ، معتبرة ان الرسم “يسيء الى مشاعر المسلمين”.
وقالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية مرضية افخم :”اننا ندين الارهاب في كل انحاء العالم لكننا نندد في الوقت نفسه بهذه الخطوة المهينة التي اقدمت عليها الصحيفة”، محذرة من أنها “يمكن ان تثير حلقة مفرغة من الارهاب”.
لم تستثني موجة الإستنكارات تنطيم داعش الذي إعتبر أن :” نشر شارلي ايبدو رسومًا جديدة للنبي “خطوة بالغة الحماقة».
وفي سياق متصل أعلن تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” في مقطع فيديو بث على موقع “يوتيوب” مسؤوليته عن الهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” لـ”الثأر من إساءة الصحيفة للنبي محمد”.
وأشار نصر بن علي الأنسي ، المقاتل في تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” في التسجيل، ومدته 11 دقيقة، إلى أن:” التنظيم اختار الهدف ووضع الخطة ومول العملية، وقد صدر الأمر عن زعيم القاعدة أيمن الظواهري. وأضاف أن فرنسا تنتمي إلى “حزب الشيطان”، محذراً من “مزيد من الويلات والرعب”.
