الرئاسة اللبنانية في بازار النفط الخليجي ومهمة جيرو تتعثر

وسط هذه الاجواء، وفي حين تدار شؤون البلاد على قاعدة “بالتي هي أحسن” في ظل الشغور في المركز الرئاسي، لا توحي المؤشرات الدولية والاقليمية في اتجاه دفع الانتخابات قدما بامكان احراز الهدف في المرحلة الراهنة، اذ ان المعلومات التي حصلت عليها “المركزية” في شأن زيارة مدير دائر الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو الى ايران والمملكة العربية السعودية قبل عودته الى باريس عكست اجواء قاتمة، بحيث اشارت الى ان المسؤولين الايرانيين وبعدما كانوا اوحوا لجيرو ببعض الحلحلة على هذا الخط في زيارته الرابعة لطهران، عادوا وابلغوه في الزيارة بوجوب مراجعة حلفائهم في لبنان وان ايران لا علاقة لها بالامر لكونه شأنا لبنانيا عموما ومسيحيا خصوصا.

وعزت مصادر مطلعة على مسار حركة جيرو والتطورات الاقليمية لـ”المركزية” الفرملة الايرانية لحل ملف الرئاسة اللبنانية الى جملة عوامل حملته على العودة الى مربع التصلب الاول لا سيما في ضوء ارتفاع منسوب الضغط الخليجي عليه باستمرار هبوط اسعار النفط الذي تعتبره ايران يستهدفها مباشرة الى جانب روسيا، وانها طلبت من الجانب الاميركي، وتحديدا خلال لقاء وزير خارجيتها محمد جواد ظريف مع نظيره الاميركي جون كيري في جنيف امس ممارسة الضغط على المملكة العربية السعودية، واشارت الى ان رد الفعل الايراني تجلى على ثلاثة مستويات: لبنانيا بمزيد من التصلب في الملف الرئاسي واستمرار رفض رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الانتقال الى مرحلة البحث في مرشح رئاسي توافقي على رغم استعداده للتحاور مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع واقليميا بالطلب من “حزب الله” وعلى لسان امينه العام السيد حسن نصرالله رفع سقف مواقفه المتصلة بالاوضاع في البحرين، بما حمل دول مجلس التعاون الخليجي وامينه العام الى تسليم سفراء لبنان مذكرة احتجاج على تصريحات نصرالله وتحميل حكومته المسؤولية الكاملة ومطالبتها بإصدار بيان توضيح، وصولا الى معلومات عن مشروع قرار عربي يدين تدخل الحزب في الشأن الداخلي للبحرين، ودوليا بالتحذير من مغبة استمرار دول الخليج بممارساتها النفطية وابلاغ هذا الموقف الى كيري امس للضغط على السعودية والا.

من هنا قالت المصادر، ان زيارة جيرو المتوقعة للبنان قد تتأخر لبلورة المزيد من المعطيات في ضوء السلبية الايرانية، التي حملت جيرو على القول لبعض من التقاهم اثر عودته الى باريس ان الامور ليست سهلة. الا انها اعتبرت ان اللقاءات التي عقدت وتعقد في باريس وجنيف وغيرها من العواصم لا سيما بين ظريف ونظرائه قد تتطرق في بعض جوانبها الى الملف الرئاسي اللبناني، علما ان لقاءه وكيري امس لم يقتصر على الملف النووي والتحضيرات لجلسة 18 الجاري بين ايران ودول الخمسة زائدا واحدا، بل تعداه الى سائر شؤون وشجون منطقة الشرق الاوسط وخصوصا الازمة السورية التي تجهد السلطات الروسية لجمع ممثلي النظام والمعارضة على اراضيها بتأييد اميركي. واعتبرت المصادر ان القوى السياسية الاقليمية تمر في مرحلة عد أصابع عشية جولة المفاوضات النووية في انتظار تظهّر المواقف واتضاح الرؤية، وتبعا لذلك فان الملف الرئاسي اللبناني سيبقى في مربع الاخذ والرد الاقليمي والدولي الى حين.

السابق
المقداد: حريصون اكثر من آل فخري على توقيف المجرمين
التالي
السعودية لم توقع بروتوكول تسليح الجيش واحتجاج على مواقف نصرالله