نساء في مهب التعنيف: لقاءات وحالات

عند مرور فترة من الزمن نعتقد أن نظرة المجتمع إلى المرأة قد تغيّرت وتبدأ أسهم التفاؤل في الإرتفاع، لكن ما تلبث هذه الأسهم أن تنحدر عندما نسمع بالعدد الكبير لجرائم الشرف والقتل والتعنيف الأسري التي تتعرض لها المرأة، والتي ازدادت بشكل كبير في الآونة الخيرة تزامناً مع ازدياد الوعي الإجتماعي لدى مختلف شرائح المجتمع اللبناني!

حالات نسائية متفرقة

وتختلف مشاكل المرأة بشكل عام بحسب الفئة العمرية التي تنتمي إليها وبحسب الوضع الإجتماعي لها، فنرى أن لكل مرحلة عمرية وحالة إجتماعية محددة هواجس تختلف عن باقي الأعمار والحالات.

فتقول آلاء حمدان (عزباء، 20عاماً) أن كل ما يهمها الآن هو العمل وجنيّ الأموال من أجل دفع أقساطها الجامعية وتأمين ملبسها ومصاريفها اليومية والتنزه مع أصدقائها وشراء الثياب وأحدث الهواتف الخليوية.

أما عبير مصطفى(عزباء، 28 عاماً) فتقول أنها انتهت من المرحلة الجامعية وهي امرأة عاملة، لكنها الآن تبحث عن الإستقرار وعن الشخص المناسب والمثالي لتكمل حياتها معه وتبني معه أسرة جميلة وتنجب الأطفال من أجل الإحساس بشعور الأمومة الرائع التي تسمع عنه دائماً من دون أن تعرفه حقاً.

أما مريم ياسين (متزوجة وأم لولدين، 27 عاماً) فتقول أن أغلب همومها وما تعاني منه هو خوفها على أولادها وعلى سلامتهم من أي مشكلة يتعرضون لها سواء أكانت صحية أو مدرسية أو نفسية وتأمين جميع ما يطلبونه من مستلزمات الحياة، من ثياب ومأكل ومشرب وتعليم.. وتضيف أن الإهتمام بأولادها لا يترك لها مجالاً للقيام بأي شيء آخر.

بينما تقول منى نجدي (أرملة وأم لعدة اولاد، 53 عاماً) أنه بعد وفاة زوجها، انقلبت حياتها رأساً على عقب فأصبحت هي المسؤولة الوحيدة عن المنزل من مختلف النواحي، فالهم الإقتصادي أثقل كاهلها بعدما أصبحت هي المعيل الوحيد للعائلة، مع العلم أن كل أولادها تزوجوا ما عدا ابنتها الصغرى التي مازالت معها، إلاّ أن الوضع الإقتصادي لأولادها متردي وهم يقضون معظم أيام السنة عاطلين عن العمل ما يزيد همّاً جديداً على همها، أضف إلى ذلك أنها تعاني من مشاكل صحية من دون وجود أحد تستطيع الإتكال عليه بعدما أصبحت هي من يتكل عليها الجميع وعليها حل جميع المشاكل العائلية وهي الآن تعيش على أمل أن تأخذ قسطاً من الراحة في هذه الحياة التي لم ترَ منها إلا المشاكل والهموم.

تعطي القوانين والأديان على مختلف أنواعها حقوق كبيرة للمرأة قد تلامس حقوق الرجل في بعض الأحيان. بينما تظلم التقاليد والأعراف المرأة وتجعلها تابعاً للرجل.

وفي ظل هذا الصراع الأبدي ما زالت التقاليد والأعراف هي المنتصرة، ونبقى على أمل ان يحشد الدين والقوانين قواتهما لتغيير المعادلة قريباً. فهل سنشهد قريباً تغييراً في اسم المنتصر؟ هل تبدأ المطالبة بشطب الجنس عن جميع الأوراق الثبوتية لتختلف النظرة إلى حامل هذه الأوراق؟ أم يجب تغيير ما في النفوس قبل تغيير ما في النصوص؟

 

 

 

السابق
حكيم: المواد المخالفة لم تعد موجودة في اللبنة
التالي
عن تجربة سيّدة جنوبية لم تنكسر يوماً الكفيفة سعاد رضا