جعجع لمحازبي القوات: إلى الجمهورية انتسبوا

أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّه “لن نقبل أن نكون أسرى الماضي حتى لا نفقد قدرتنا على مواكبة وقائع الحاضر ومجابهة تحديات المستقبل”.
وقال خلال احتفال أُقيم في المقر العام للحزب في معراب لتسليم الدفعة الأولى من البطاقات الحزبية لسبعة وستين محازباً من أعضاء الهيئة العامة الفعلية للحزب لدى وزارة الداخلية تحت عنوان “كن واحداً منا” إنّ “هذه الخطوة هي استكمالٌ لنضالٍ تراكمي خطيّناه بالعرق والدم على مدى العقود الماضية، فأنتج في الحاضر ربيعاً لبنانياً تحرر معه لبنان من قهر الاحتلال وتفتّحت فيه براعم القوات لنتمكّن بعدها من قطف ثمار تضحياتنا مزيداً من القوة ومزيداً من التنظيم ومزيداً من الإنجازات الوطنية، حتى نبلغ في نهاية المطاف مرحلةً نستطيع ان نقول فيها لكل الذين استشهدوا وضحّوا على هذه الدرب: ايها الرفاق، نُفذّ الأمر.”
وشدّد على “أن ما يُميزّنا هو أن حزبنا لم ينشأ كمجموعة اشخاصٍ فتشّوا بعقلٍ بارد عن مشروعٍ سياسي مُعيّن ثم انشأوا حزبهم على اساسه وعادوا واستحصلوا على بطاقتهم الحزبية بعدها. نحن بدأنا بشكلٍ معكوس، فاستحصل كلّ منا على بطاقة التزامه بقضية شعبه ممهورة بعرقه ودموعه ودمائه، وتجمّع كل منا ارتجالياً في “حزب” الدفاع عن الكرامة والوجود والمصير، ولم تتح لنا ضراوة المعارك وهول الأخطار المُحدقة بالمجتمع والكيان وبطش عهد الوصاية صياغة مشروعٍ سياسي خاص لذاك “الحزب” حينها، فالمشروع الوحيد الذي توافقنا عليه كمقاومين هو ان نكون جميعاً مشاريع شهداء وجرحى ومعتقلين في سبيل لبنان.”
ورأى أنه “إذا كانت الأحزاب الكلاسيكية تنشأ عادةً انطلاقاً من وثيقةٍ تأسيسية، فإنّ كلّ نقطةٍ من أحرف الوثيقة التأسيسية التي قامت القوات اللبنانية عليها، ما زالت آثارها محفورة هناك، عند حفافي قنات وبلاّ وعيون السيمان، وفي أفياء كروم زحلة، وتحت ركام ابنية عين الرمانة والأشرفية ، وفوق روابي المتن وشرق صيدا، وفي اجساد جرحانا ومعتقلينا”.
وأكّد أنّه “يحقّ للقواتيين أن يفخروا بأنّ كلّ حبّة تراب من هذه الأرض شاركت في صياغة وثيقتهم التأسيسية، وبأنّ كل دمعة ام واب، طبعت بحرارتها احرف بطاقتهم الحزبية. إنّ بطاقة الانتساب التي يتسلّمها بعض رفاقنا اليوم، ليست سوى تدبيرٍ إداري لا بُدّ منه بعد أن كنّا قد امتحنّا كما الذهب في نار أحداث لبنان على مدى أكثر من ربع قرن. فكم من المقاومين الذين يحملون قضية القوات في قلبهم وعقلهم ووجدانهم منذ سنواتٍ وسنوات، وكم من الشابّات والشبّان والجنود المجهولين الذين وُلدوا في مذود القضية، ومع ذلك لا يحملون حتى الآن بطاقة تعريفٍ حزبية. ولئن زال لون الحبر عن بطاقات الورق في يوم من الأيام ، فإنّ ريشة القضية المغمّسة بدم الشهادة تخطّ على سجلات الخلود ووجدان القضية حقيقتنا وتاريخنا بأحرف لا تمحى.”
وأضاف: “مثلما جعلت بندقيتكم من هذه المنطقة منطقةً حرّة آمنة في زمن الحرب، ومثلما جعل انين عذاباتكم واصوات الأغلال في معتقلاتكم من هذا الوطن وطناً حراً في زمن ما بعد الحرب، فإن التزامكم الحزبي ومناقبيتكم واخلاقياتكم ستجعل من القوات اللبنانية حزباً قدوةً في الديموقراطية والديناميكية والتنظيم والتماسك على مستوى لبنان والشرق.”
وشدّد على “ان القوات اللبنانية ليست حزباً تقليدياً ولن تكون، إنها حكاية شعب وضمير قضية. وكي نكون على قدر طموحات شعبنا وأمانيه، علينا ان نقدّم له المثل الصالح بتنظيمنا الحزبي، ومناقبيّتنا وابتعادنا عن الفساد والزبائنية والعقلية المركنتلية. بقدر ما نسهر على مسيرة حزبنا التنظيمية والسياسية والوطنية، ندفع شعبنا ووطننا نحو الأفضل.”
وقال: “هناك مفهومٌ شعبي ملتبس عن الأحزاب في لبنان: فالحزب بمفهومه العام، وبعكس ما يعتقد كثيرون، ليس تذويباً للفرد في إطار الجماعة الحزبية، ولا مصادرةً للقرار الفردي لمصلحة القرار الحزبي، وإنما هو قمة الاختيار الحر والقرار المستقل، وقفزة هائلة نحو المستقبل اذ لا مستقبل لأي مجتمع ديمقراطي من دون أحزاب”، لافتاً الى ان “الفرد الحزبي هو من امتلك جرأة التخلّي عن عصبيته العائلية او العشائرية او المناطقية ليتبنّى مفاهيم جديدة داخل حزبه أوسع من العائلة والعشيرة والمنطقة، وهذا ما فعله بالضبط كل فردٍ منا في القوات.”
وأكد أنّه “مع إحياء هذه المناسبة، نفتح صفحةً جديدة مشرقةً في مسيرة الحياة الحزبية الصحيحة في لبنان، فسياسة المختار والناطور التي يدير البعض شؤون الناس بها ليست من شيم القوات ولا من تاريخها او رمزيتها المسيحية والوطنية، وعصور الإقطاعية والعائلية لا تشبه القرن الواحد والعشرين بشيء.”
وأكّد “ان القوات اللبنانية هي حزب المقاومة الحقّة، حزبٌ لا يُحاسب المنتسبون اليه على النوايا، وإنما بحسب اعمالهم، فيكافأ الناجح، ويعاقب الفاسد ويعلو الحق. حزبٌ لا يُكرّم فيه من خبّأ وزناته خوفاً من الفشل وضياع مكتسباته، وإنما يجازى خيراً من تجرّأ على خوض غمار المراهنة فأكسب حزبه وقضيته وزناتٍ إضافية.”
وأعلن “ان نضالنا في الوقت الحاضر، على المستوى الوطني، يصبّ في اتجاهين: الأول، قيام دولةٍ قوية في لبنان، بمؤسسات دستورية سليمةٍ ومعافاة، وهذا لا يمكن ان يتحقق إلاّ بجمع السلاح غير الشرعي على الأراضي اللبناني وحصره بالقوى الشرعية كمقدّمة لإعادة كل القرار العسكري والأمني الى الدولة اللبنانية وحدها. والثاني، العمل على محاربة الفساد والتخلف والزبائنية في السياسية والمجتمع وداخل الدولة، لأنّ هذا المرض العضال المتأصل في جسد بعض إدارات الدولة يوازي خطر السلاح غير الشرعي، لكونه بات يلقي بثقله بشكلٍ مباشر على عمل المؤسسات، ونمط معيشة المواطنين. أن يبقى المواطن اللبناني اسير العتمة، والعطش والزحمة والرشوة والفساد، فهذا ما لم يعد جائزاً إطلاقاً في القرن الواحد والعشرين، وهذا ما نسعى في القوات اللبنانية لمكافحته والتخلص منه”، موضحاً “أن الانخراط في العملية التنظيمية داخل القوات، لن يُحوّلنا حزباً بيروقراطياً جامداً تقبض على قراراته مجموعة إدارية صبّت كل اهتماماتها على معالجة صغائر الأمور، فأفسدت في طريقها كُبرى التضحيات. كما ان بطاقة الإنتساب هذه لا يجب ان تقتصر على انتماء حامليها الى القوات اللبنانية من الناحية التنظيمية فحسب، بل يجب ان تشكل حافزاً لهم كي يتحلّوا بالمزيد من النزاهة والاستقامة وروح النضال حتى يكونوا قدوةً لمجتمعهم وللأجيال الصاعدة لناحية الإلتزام بقضايا مجتمعنا والدفاع عنه حتى الشهادة. ”
وقال: “في زمن تغييب رئاسة الجمهورية، تنتسبون الی مؤسسة مؤسسها رئيس للجمهورية، ورئيسها الحالي مرشّح لرئاسة الجمهورية، في زمن تغليب الدويلة والولاية علی الجمهورية، تنتسبون الی مؤسسة حلم قائدها المؤسس بالجمهورية، ونحن للحلم أوفياء، في زمن تفريخ المقاومات بتسميات شتی، تنتسبون الی القوات اللبنانية قلب المقاومة اللبنانية الحقة، اجل هذه الشعلة لن تنطفیء، لم نحارب في زمن الحرب كي نستسلم في زمن السلم، لم نستشهد في زمن المقاومة كي نشهد زوراً في زمن المؤامرة. فنحن قوم ان قاتلنا نقاتل بشرف، وان سالمنا نسالم بشرف، وان حاورنا نحاور بشرف. بقدر ما كانت يدنا قوية علی الزنا ، بقدر ما هي مفتوحة للمصافحة وصناعة الغد الافضل للبلاد. سنبقی للارزة خطها الاحمر. ارضنا تراب شهدائنا وابائنا وأجدادنا، والحرية عنوان راياتنا. فإلی القوات ننتسب”.
وأضاف: “أيها اللبنانيون، الی الجمهورية انتسبوا، وامام الارهاب والترهيب لا تنسحبوا، ولتكن بطاقة انتسابكم الى القوات اللبنانية جواز عبور الى الحرية والعدالة، الى التاريخ والمستقبل، فلا تتأخروا”.

السابق
بالصور: بعد ميا خليفة.. ديانا جهاد أيوب الى الواجهة
التالي
اطلاق حملة «خسى البرد» لمساعدة المحتاجين من دار اوقاف عكار