معمل سبلين وجه من وجوه الفساد يا معالي الوزير!

على الرغم من الوعود المتكررة من نواب ورؤساء بلديات بتركيب "فلاتر" لوقف إنبعاث السموم والغبار من مداخن معمل سبلين والتي تقدر تكلفتها بـ 10 ملايين الدولارات، إلاّ أن الوعود بقيت كلاماً. وتتفاقم الأمراض التي يتسببها المعمل والتي نضعها برسم الوزير أبو فاعور الذي أطلق حملة محاربة الفساد.

 

منذ فترة وجيزة بدأ وزير الصحة وائل أبو فاعور بحملة «سلامة الغذاء» لتخفيف الأمراض عن اللبنانيين ولمحاربة الفساد على حدّ قوله، حملة الوزير أبو فاعور التي لقيت ترحيباً ودعماً من اللبنانيين بالرغم من علامات الإستفهام الكثيرة التي تطرح حولها، خصوصاً في توقيت بدأ الحملة أي مباشرةً بعد تمديد مجلس النواب لنفسه.

ومن علامات التعجب التي ترافق حملة أبو فاعور لتخفيف الأمراض عن المواطنين هي اللامبالاة وعدم التطرق لمصدر من مصادر أمراض الربو والسرطان في إقليم الخروب، وهو معمل سبلين الذي ينفث السموم من دواخينه خصوصاً على أبناء بلدتي برجا وسبلين.

وهذا ما أكدّه المتخصص في أمراض الصدر والحساسية الدكتور أحمد شبّو وهو يطبب في مستشفيات إقليم الخروب، في حديث لـ«جنوبية» وقال إنّ « 20% على الأقل من سكان إقليم الخروب يعانون من أمراض الربو بسبب الغبار والسموم التي تنفث من مداخين المعمل التي يفلتونها أثناء الليل».

وأضاف شبّو: «يساهم معمل سبلين في زيادة نسبة إصابة أبناء المنطقة بأمراض سرطانية». وتمنّى شبّو عبر «جنوبية» أن ينال أبناء منطقة إقليم الخروب حصةً من حملة الوزير أبو فاعور خصوصاً في الحد من إفلات المداخين ليلاً، والإسراع في تنفيذ مشاريع الفلاتر التي يعدون بها أبناء الإقليم منذ سنوات.

الوعود بتركيب فلاتر جديدة للمعمل تمنع بث السموم والغبار من مداخنه بدأت منذ شباط 2011، حين قررّ أبناء الإقليم الإعتصام سلمياً أمام المعمل رفضاً لمعمل السموم كما سموه، وهي المرّة الأولى التي يعترض بها أبناء الإقليم على وجود المعمل منذ تأسيسه عام 1987، إلاّ أنّ الإعتصام فضّ حينها بوعد من النائب محمد الحجار أن يتابع تركيب الفلاتر المفترض أن ينتهي أواخر العام الماضي.

وضع فلاتر تحدّ من هذه المشاكل لم يبصر النور حتى اليوم، بالرغم من تجديد الوعد عام 2013 من قبل رئيس بلدية سبلين محمد قوبر الذي بشرّ أبناء الإقليم عبر «جنوبية» قائلاً «خلال 9 أشهر ستنتهي معانات أبناء الإقليم بسبب السموم التي ينفثها المعمل ومن بعدها يمكنهم السكن الى جانب المعمل».

وبما أن الأزمة المستمرة والوعود لم تنفذ، عاودنا الإتصال برئيس بلدية سبلين محمد قوبر الذي جددّ الوعد بأنّ الإنتهاء من تركيب الفلاتر سنتهي كحدّ أقصى نهاية عام 2015، رافضاً عبر «جنوبية» الكلام الذي يتكرر عن الأمراض التي يسببها المعمل، قائلاً «إن كان أي شخص لديه دراسة تؤكد هذا الكلام فليبرزها».

وأضاف: «نحن ننشد لحياة أفضل صحياً وبيئياً، لذلك نحن كبلدية نتابع مع إدارة المعمل وضع فلاتر تكون أفضل لصحة السكان».

من يعيش في إقليم الخروب يعرف مدى رفض أبنائها للمعمل وسمومه، ويقينهم من أن الوعود المتكررة لحلّ هذه الأزمة هي كقصة إبريق الزيت، إلاّ أنّ إندفاع الوزير أبو فاعور في محاربة الفساد يتطلب منه أن يلتفت إلى أبناء الإقليم الذين لم يبخلوا يوماً في دعم الحزب الذي ينتمي إليه.

السابق
الجيش يوقف 3 مشتبه بهم للتحقيق بتفجير جبل محسن
التالي
المشنوق يؤكد الجهوزية الامنية للتصدي للتصعيد الارهابي