رواية عن «أسلمة» المجتمع الفرنسي تثير جدلاً واسعاً

نفى الكاتب الفرنسي ميشال ويلبيك، مجدداً أي عداء للإسلام، وذلك يوم صدور روايته “استسلام”، التي تتناول موضوعاً يثير سجالاً محتدماً، وهو أسلمة المجتمع الفرنسي.

وقال ويلبيك، وهو أحد أشهر الروائيين الفرنسيين في الخارج، لإذاعة “فرانس انتر” العامة، “لا أجد ذلك فاضحاً في هذا الكتاب”، مضيفاً أن “القسم المخيف من الرواية هو في الأحرى قبل وصول المسلمين إلى السلطة، ولا يمكن القول عن هذا النظام بأنه مرعب”.
وتبدأ رواية “استسلام” في العام 2022، مع انتهاء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس فرنسوا هولاند في فرنسا مشرذمة ومنقسمة على نفسها، مع فوز محمد بن عباس زعيم حزب “الأخوية الإسلامية” (من ابتكار المؤلف) على زعيمة “الجبهة الوطنية” مارين لوبن، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على دعم أحزاب يسارية ويمينية على السواء.
والرواية التي تنقسم الآراء حولها ما بين “رائعة” أو “لا مسؤولة”، والتي تصدر في طبعة أولى من 150 ألف نسخة، أثارت سيلاً من التعليقات، سواء في الصحافة، أو على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو في رأي العديد من الخبراء أمر غير مسبوق بالنسبة إلى رواية في فرنسا.
ويتواجه الصحافيون والكتاب وعلماء الاجتماع عبر مقالات محتدمة ومتناقضة، فيما احتل الكاتب الساحة الإعلامية في الأيام الأخيرة، متنقلاً بين المحطات التلفزيونية والإذاعية.
وفيما اتهمه مدير صحيفة “ليبراسيون” اليسارية لوران جوفران باللعب على وتر الخوف من الإسلام وبتعزيز “أفكار الجبهة الوطنية” (يمين متطرف)، دافع عنه الكاتب ايمانويل كارير بحماسة شديدة. وقال عن “استسلام” انه “كتاب رائع يتسم بزخم روائي استثنائي”، في مقالة نشرت في الملحق الأدبي لصحيفة “لوموند”.
وتابع كارير، صاحب الكتاب الرائج “المملكة” عن فجر المسيحية، أن “تكهنات ميشال ويلبيك الاستباقية تنتمي إلى العائلة ذاتها”، مثل روايتي القرن العشرين الرؤيويتين “1984” لجورج أورويل و”أفضل العوالم” لألدوس هاكسلي.
وأقرت الصحافية كارولين فوريست بأن “الروائي ليس صاحب مقال، لا يمكن أن نحكم عليه بالطريقة نفسها”، معتبرةً أنّه “من الطبيعي أن نتساءل حول نجاح أدب يتناول نظرية انحطاط (فرنسا)”.

السابق
في أن التكفير هرطقة
التالي
النظام والمعارضة في سوريا يتفقان.. ولكن على لبنان!