تصفية «خلية كواشي» في «عملية صاعقة» للأمن الفرنسي

استُهدفت فرنسا بهجوم مسلح جديد على متجر للمجوهرات داخل مركز تجاري بمونبيلييه أمس، بعد دقائق على تصفية قوات الأمن “خلية كواتشي” التي ضمت الشقيقين الجزائريي الأصل شريف وسعيد كواشي اللذين قتلا 10 صحافيين وشرطيَّين في هجوم شنوه على مقر صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة وسط باريس الأربعاء الماضي، وكذلك عضو ثالث في الخليةيدعى أحمدي كوليبالي، وهو من أصل أفريقي، داخل متجر للمأكولات اليهودية في منطقة بورت دوفانسان شرق العاصمة. وجرى انهاء الأزمة في عملية صاعقة بهجوم متزامن نفذه الأمن الفرنسي.
وكان الرئيس فرنسوا هولاند أكد خلال ترؤسه اجتماعاً لخلية الأزمة بالتزامن مع الملاحقات، قدرة البلاد على مواجهة التهديدات “غير الجديدة”، والإبقاء على وحدة الصف. ودعا “جميع المواطنين” الى التظاهر غداً في مسيرات للتنديد بمجزرة “شارلي إيبدو”.
بدوره، صرح رئيس الوزراء مانوييل فالس، بأن فرنسا في “حرب على الإرهاب، وليس على دين أو حضارة”، لافتاً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات جديدة للرد على الإرهاب بعد اعتداء “شارلي إيبدو”.
ويحمل إصرار هولاند على الحديث عن أهمية الوحدة وكلام فالس عن ردود جديدة على الإرهاب على التساؤل إذا كانت فرنسا ستشهد في الفترة المقبلة عملية تضييق على غرار ما شهدته الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
وأردت قوات الأمن الفرنسية الشقيقين كواشي داخل مطبعة احتجزا فيها رهينة لساعات في بلدة دامارتان جويل التي تبعد 20 كيلومتراً من مطار شارل ديغول الدولي شمال باريس.
وأكدت الشرطة نجاة الرهينة، لكن 4 رهائن قتلوا خلال عملية تصفية العضو الثالث في “خلية كواشي” أحمدي كوليبالي، وهو من أصل افريقي، داخل متجر للمأكولات اليهودية في منطقة بورت دوفانسان شرق العاصمة.
وسبق ذلك قتل كوليبالي الذي تبين انتماؤه، على غرار الشقيقين كواشي، إلى شبكة “بوتشومون” التي جندت “جهاديين” للقتال في العراق وجرى تفكيكها عام 2008 حين حكم على أصغر الشقيقين شريف بالسجن 18 شهراً، شخصين بالرصاص لدى اقتحامه المتجر. وتشتبه السلطات في أن كوليبالي نفسه قتل شرطية وجرح موظف بلدية في ضاحية مونروج جنوب باريس أول من أمس. وأوقفت الشرطة مقرَبين اثنين منه في ضاحية غرينييه جنوب باريس، وأعلنت ملاحقة امرأة جزائرية تدعى حياة بومدين “لا سوابق جنائية لها” للاشتباه في صلتها بهجوم مونروج.
واستفاق الباريسيون أمس، على نبأ تبادل النار مع الشقيقين كواشي لدى مطاردتهما في منطقة قريبة من فيلييه كوتريه التي تشهد انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن منذ أول من أمس إثر اعتدائهما على عامل محطة وقود فيها.
وأفلت الشقيقان من المطاردة، وتحصنا بعد احتجازهما رهينة داخل مطبعة في دامارتان جويل التي يسكنها حوالى 8 آلاف شخص.
وانتشرت قوات الأمن ووحدات مكافحة الإرهاب بأعداد كبيرة بسرعة، مدعومة بمروحيات، في البلدة التي تحولت الى ما يشبه ساحة حرب. وطالبت السكان بملازمة منازلهم، فيما أغلقت مدرجين في مطار شارل ديغول القريب من البلدة، وحظرت التحليق في أجوائها إلا للمروحيات العسكرية.
وكما درجت العادة في العمليات الإرهابية، أوجد مسؤولو الأمن قناة اتصال مع الشقيقين اللذين أبلغا النائب في منطقة سين إي مارن، حيث تقع المطبعة، نيتهما “الاستشهاد”.
في غضون ذلك، وردت معلومات مختلفة عما قيل أول من أمس عن عدم وجود صلة بين الشقيقين كواشي ومطلق النار في مونروج، كوليبالي، الذي تبين انتماؤه، على غرار الشقيقين، الى شبكة جندت “جهاديين” للقتال في العراق معروفة باسم “بوتشومون” وجرى تفكيكها عام 2008 حين حكم على أصغر الشقيقين شريف بالسجن 18 شهراً.
وأعقب ذلك إطلاق كوليبالي نفسه النار في بورت دوفنسان، حيث قتل شخصين واحتجز 6 رهائن داخل متجر لبيع المأكولات اليهودية، ما دفع قوات مكافحة الإرهاب إلى ضرب طوق أمني حوله.
وأكد خبراء في الشبكات الإرهابية أن الشقيقين كواشي تلقيا تدريبات عسكرية في معسكرات لـ “القاعدة في اليمن والشرق الأوسط”، وأن كوليبالي اضطلع على غرار شريف كواشي بدور في شبكة “بوتشومون” الإسلامية، وشارك عام 2010 في محاولة فرار إسماعيل آيت بلقاسم المعتقل في فرنسا، ويعد زعيم فرع “القاعدة” في فرنسا.

السابق
الإندبندنت تعلن فشل الحربين معاً وتدعو إلى التحالف مع الأسد
التالي
الرئيس الفرنسي: المهاجمون ليس لهم علاقة بالإسلام