احتفال باطلاق تقرير دراسة الفقر في طرابلس

نظمت وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا- الاسكوا وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، حفلا بمناسبة اطلاق “تقرير دراسة الفقر في مدينة طرابلس”، وذلك في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال بحضور وزير النقل والأشغال العامة غازي زعيتر، وزير العدل أشرف ريفي، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، النائب سمير الجسر، مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، مصطفى علم الدين ممثلا النائب محمد الصفدي، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي، ونائب الامين التنفيذي للاسكوا عبد الله الدردري ومهتمين.

بداية النشيد الوطني فكلمة ترحيبية وعرض لنتائج الدراسة والتصور الأولي لخطة تنمية طرابلس ألقاها المستشار أديب نعمة.

ثم كانت كلمة لدبوسي أشار فيها الى أن “كل الاحصائيات والدراسات تشير الى أن الوضع في مدينة طرابلس سيء جدا، الا اننا وفي الوقت عينه نشدد على أنه للمدينة مقومات غنية جدا، منها المرافق العامة ومنها المناطق الجغرافية والتي تحتاج الى سواعدنا جميعا، ولا ننسى الطاقات البشرية والشباب والصبايا الذين ينتشرون في كل أصقاع الأرض وما زالوا حتى الساعة يتواصلون مع أهالي المدينة. مفروض علينا رؤية نقاط الضعف بغية تحويلها الى قوة وتطور وهذا يحتاج الى تعاون الجميع سيما القيادات السياسية بغية وضع خطة شاملة لكل مدينة طرابلس. على قياداتنا السياسية أن تؤمن بطرابلس، واقتصادها وكلنا جاهزون لبذل الجهود وهذا بالفعل ما نقوم به في غرفة التجارة والتي تفتح أبوابها لكل الأنشطة وكل المناسبات”.

ثم تحدث الغزال فقال: “أينما فررنا زحف الفقر يلاحقنا، فالأرقام سبق وتشاركنا بها مع الدكتور أديب والسادة المشاركين في المسح، لنجد أنه بعد كل هذه المسوحات نأتي للنتائج وكيفية المعالجة وهنا يكمن التحدي، وأنا لا أتهرب من مسؤولياتي لأقول بأننا مقصرون بحق المدينة، لكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم فأين العزيمة من الجميع؟. هو ليس هم المجلس البلدي فحسب والذي بدوره بات هما على المدينة، هذا الواقع مرتبط أيضا بدور الدولة المركزية، أين الوزارات باستثناء وزارة العدل والشؤون الاجتماعية من واقع طرابلس؟. الدولة نسيت لفترة طويلة هم المدينة، قد نكون أم الصبي ولكن لا بد للدولة المركزية من أن تأخذ دورها تجاه مدينة كانت تعتبر العاصمة الثانية للبنان، واليوم باتت من القرى الكبرى في لبنان”.

أضاف: “حجم التراجع المحزن غير مقبول، كل المناطق تتحسن وتنمو وتزدهر بعكس ما يجري عندنا. النتائج التي سمعناها خطيرة جدا، الكل يشكو من الفقر ومن الوضع السياسي كون الانقسام السياسي انعكس سلبا على آداء كافة المؤسسات وتعطيل المشاريع الانمائية التي تأتي لصالح المدينة”. وختم مشيرا الى “استراتيجية الفيحاء 2020 والتي يمكن الانطلاق منها ان نحن أردنا النهوض بالمدينة”.

والقى كلمة برنامج الأمم المتحدة الانمائي مدير مكتب لبنان لوكا ريندا فقال: “المدينة تحتاج الى الكثير من الدعم وبالتالي علينا تكثيف جهودنا لتلبية هذه الاحتياجات، ونحن نخشى أن تتفاقم المشاكل المرتبطة بالفقر وتزداد الصراعات الاجتماعية اذا لم نبادر الى اتخاذ الخطوات اللازمة، الدراسة التي نقدمها اليوم هي نقطة انطلاق هامة نعول عليها لتجنيد الجهود الجماعية. علينا الانتقال من مرحلة التحليل الى مرحلة التنفيذ ونحن نتبنى تحقيق ذلك باصرار وثبات”.

والقى كلمة المعهد العربي لانماء المدن المستشار الدكتور عثمان الحسن محمد نور، وعرض فيها “للنقاط التي تناولها المعهد في الدراسة المقدمة ومنها دراسة الفقر والتدخلات الوطنية والمحلية حيث تناولت الدراسة مظاهر الفقر في مدينتي طرابلس والميناء من حيث البعد المكاني والاقتصادي والتعليمي والصحي والأمني والبعد الخاص بالبنى التحتية والمساكن. النقطة الثانية تمحورت حول تقييم المشاريع والبرامج الخاصة بمكافحة الفقر الحضري حيث تناول البحث التحديات أمام التدخلات لمعالجة مشكلة الفقر على المستويات الاقليمية والوطنية والمحلية. النقطة الثالثة تركزت حول تطبيق منهجية قياس الفقر الحضري بعدما اختيرت طرابلس من بين ثلاث مدن عربية لاجراء المسح الخاص بقياس الفقر الحضري. النقطة الرابعة تركزت حول مشروع حماية واعادة دمج الأطفال المتسربين من المدارس، النقطة الخامسة تدور حول مشروع تيسير الحصول على فرص عمل والتأهيل للشباب المعرض للخطر اما النقطة السادسة والأخيرة فتمحورت حول مشروع حماية واعادة دمج الأطفال المتسربين من المرحلة المتوسطة”.

دردري
تلتها كلمة الدردري وركز فيها على “ضرورة ايجاد رؤيا لدعم الاقتصاد اللبناني ككل ومنها مدينة طرابلس بغية ايجاد فرص العمل للشباب، والأسكوا ستنظر الى طرابلس من منظار اقليمي وسيكون لها امتداد عربي عميق من خلال ربطها اقليميا وأوروبيا بالعمق العربي عندما تسمح الظروف بذلك”.

درباس
وتحدث درباس فقال: “قبل ان ابدا اعلمكم ان حضور معالي وزير الاشغال العامة هو اعلان من الاشغال العامة عن تضامن كامل وتكافل مع مدينة طرابلس التي تحن كثيرا الى ورشة وهدير الياته وهي في حنانها وشوقها محقة وستلبى”.

اضاف: “لقد تعرضت المدينة الى خلل كبير في الاونة الاخيرة، ونحن شركاء جميعا في مهمة واحدة من اجل مدينتنا التي اعطتنا اكثر ما اعطيناها. كما لا بد من الاشارة الى ان غرفة التجارة قد بنيت على طرف المدينة، الآن وجدتها في صميم المدينة وفي وسطها، وهي في وسطها الاقتصادي وفي وسطها الاجتماعي والمعنوي، ولقد كان لي الحظ بان ازور مؤسسة جعلتني افخر بما يقوم به اهل بلدي، وهي المختبرات الراقية التي لا تقل في مستواها عن اي مختبرات في لبنان وبالتالي فانني اوجه الى معالي الصديق وائل ابو فاعور وزير الصحة رسالة واقول له فيها ان كل المنتجات التي تفحص في مختبرات الغرفة هي مطابقة للمواصفات”.

وشكر “الاسكوا ومنظمة المعهد العربي لانماء المدن، واخص الدكتور عبد الله الدردري الذي اقول له اننا سنحاول ان نستثمر معا ما يتمتع به من قيمة علمية. اما رئيس البلدية فاقول له ربما كنت محقا في ما قلته لكن اهل المدينة وانا منهم لنا الحق بان تكون المجالس البلدية مجالس للافكار والمخططات البعيدة الامد، الا انها اصبحت ساحات لتصفية الحسابات السياسية، وهناك بدعة في المجالس البلدية لا بد من تدخل تشريعي للقضاء عليها وهي ان المرشحين يسعون الى الوصول للمجلس وقد يبذلون المال لذلك وبعد ذلك نراهم يقدمون استقالات جماعية من اجل حل المجلس البلدي، وهذه هرطقة مرفوضة ويجب على المشرع ان يعاقب المستقيلين بان يجعل الذين رسبوا يحلوا محلهم، هذا هو الحل الوحيد للتخلص من هذه البدعة السخيفة جدا”.

وأضاف: “انا اليوم اقر في الواقع ببعض الحقائق المرعبة التي عرضها اللقاء اليوم وهي جعلتني اتذكر ما قاله المتنبي انه هرب من الحقيقة الى الكذب، فقلت ليتني لم ارى هذه الحقيقة لان المدينة كانت خلال العشرين سنة الماضية درة جوهرة ومثالا للتنوع والحضارة، فاذا بنا نراها تنحر في هذه الدينامية الخطرة التي لابد من الية معاكسة لها. وانا اقول ان هذه المدينة تفتقد الى الرؤية والرؤى، ونحن لا نزال نعيش على فتات السالفين السلف الصالح، ولكننا بعشوائية غريبة هدمنا الكثير من البنى. فلقد اقام جدودنا لنا حزاما اخضر حمى المدينة من الرطوبة وهواء البحر والملوحة وعواصف الرمل وجعلها قجة للشتاء وقاروة للعطر ورئة للتنفس ، فقمنا بجزها وحزها واقمنا بدلا منها المباني غير الخضراء وقد شاركت للتو يا معالي الوزير زعيتر بمؤتمر للابنية الخضراء”.

وتابع: “هناك ايضا معادلة عانينا منها كثيرا وهي معادلة البيضة قبلا ام الدجاجة وهذا استغرق منا حوالي ربع قرن الان ام الاقتصاد، وكانوا يقولون لا يستثمر الاقتصاد هنا في بلد لا توجد فيه حالة امنية مستقرة وكانوا يقولون ايضا ان الاخلال الامني سببه الحالة الاقتصادية المتردية والحمد لله لقد بدانا وانتهينا ولم تعد هناك مشكلة امنية في طرابلس، ولكنني اقول لم تعد هناك مشكلة امنية في طرابلس حتى الآن، لان الاسباب التي ادت الى الاضطراب الامني واذا لم نقم بمعالجتها وازالتها فهي واقعة لكي تعيد الالتهاب الى حدود التماس ليس بالضرورة بين العلويين والسنة بل ربما نجد خطوط تماس بين الشوافعة والاحناف، لان هناك سببا موجودا بشكل دائم لاثارة التوتر الامني”.

وقال: “ان المدينة بحاجة الى ورشة انماء كبيرة للدولة نصيب فيها ولاهلها نصيب وانا هنا ساخاطب المقتدرين من اهل المدينة الذين لهم اياد بيضاء عليها فانشأوا المراكز الثقافية والمدارس والمستوصفات وقدموا المساعدات الاجتماعية ووظفوا عددا كبيرا من الناس واطلب اليهم ان يتخلوا عن مثاليتهم وينغمسوا في دنيوية محقة، اي ان ينشئوا مؤسسات اقتصادية لكي يربحوا، ونحن نريدهم ان يربحوا لا ان يتبرعوا، التبرع ينضب ويذهب الى حال سبيله اما الاستثمار فيكون في المال وحتما ستراه لاحقا في النفس والاخلاق والدين والاستقامة واللغة الجميلة والفن الجميل والذوق الراقي. فهذه هي سنة الحياة وما هو مطلوب منهم ليس فقط من اجل حسن استثمار المال بل لكي يكون مثالا لغيرهم حتى يستتثمروا في مدينة لها من المؤهلات ومن المقومات ما يغري على العمل فيها”.

واعلن ان الحكومة “قررت تكليف مجلس الانماء والاعمار بمد سكة حديد من مرفأ طرابلس الى الحدود السورية، وقد اتخذ القرار ورصدت له الاموال، وميزة هذا الخط انه يعطي مرفا طرابلس تفاضلية على كل المرافئ خاصة ان سوريا ستقف فيها هذه المجزرة المستمرة وسيعود اليها الامن وستقوم ورشة كبرى للبناء وستكون طرابلس حاضنة للاستيراد تصل مرفأ طرابلس بسوريا وبالدول العربية وباوروبا”.

واشار الى انه “تقرر وفق دراسة انجزت ردم 55 الف متر مربع في البحر قرب مرفا طرابلس لكي تكون المساحة للمنطقة الاقتصادية الخاصة بمدينة طرابلس. والآن اعلن لكم وفي اقرب وقت سيشكل مجلس ادارة المنطقة الاقتصادية الخاصة في مدينة طرابلس وسيكون هذا المجلس من ارقى العقول. فمن غير المقبول ان نبدا بالردم قبل ان يكون هناك مجلس”.

كما اعلن ايضا ان “دراسة اقامة محطة تسفير في منطقة التل قد لزمت باربع ادوار تحت الارض مع مساحة خضراء ليستعيد وسط المدينة دوره”.

ثم عقد لقاء في مكتب دبوسي تناول واقع مدينة طرابلس الاقتصادي والانمائي.

السابق
قوى الأمن تؤازر بلدية بيروت في حملة إزالة العوائق الحديدية الاثنين
التالي
فحص مكرّما في منتدى صور الثقافي