جبهة النصرة تخترق دفاعات نبل والزهراء.. والشيعة مهددون بالإبادة

نبل والزهراء
واذا ما صحّت الأنباء الواردة حول تمكن مهاجمي جبهة النصرة (قاعدة بلاد الشام)، من اختراق دفاع البلدتين الشيعيتين المحصنتين، فان كارثة انسانية ومذبحة طائفية يمكن ان تحدث في الأيام المقبلة لتطال حوالي 50 ألف نسمة من السكان الصامدين الذين لم بنزحوا من هاتين البلدتين رغم قسوة الحصار وعنف القصف المدفعي والصاروخي اليومي من قبل الفصائل السورية المعارضة.

في تطوّر ميداني خطير على الساحة السورية، تمكنت “جبهة النصرة”، أمس، من اختراق دفاعات بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في محافظة حلب للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية قبل نحو أربعة أعوام وتقدمت مع بعض فصائل المعارضة السورية المتحالفة معها لتدخل الى عدد من أحياء البلدتين.

فقد قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية “تمكنت جبهة النصرة من دخول بلدتي نبل والزهراء في محافظة حلب اليوم، إثر معارك عنيفة مع قوات الدفاع الوطني”، ذاكراً أن “قوات الدفاع الوطني” تمكنت من صد الهجوم الذي قتل خلاله تسعة من المسلحين الموالين للنظام، وخمسة من “جبهة النصرة” التي استخدمت أربع دبابات في هجومها.

وأعلن المتحدث الإعلامي بإسم فيلق الشام “سامر جبس” “أن فصائل المعارضة تتقدمها جبهة النصرة، سيطرت على مدخل (الدوار الأول) ببلدة الزهراء، و5 أبنية في بلدة نبل، بعد قصف البلدتين بأكثر من 500 قذيفة هاون، ومدفع جهنم محلي الصنع.

وأضاف “جبس” إلى “وقوع 16 قتيلًا على الأقل في صفوف قوات النظام، تمكنت قوات المعارضة من سحب جثثهم”، لافتًا إلى أن قوات المعارضة استغلت حالة الطقس السيئة، وتلبد الغيوم في شن الهجوم وكانت عدد من الفصائل بالمعارضة تتقدمها جبهة النصرة قامت بشن هجوم عنيف قبل أكثر من شهر على البلدتين، وتمكنت من السيطرة على منطقة المعامل المحيطة ببلدة الزهراء.

وتقع بلدتا نبل، والزهراء والمواليتان للنظام على طريق حلب – إعزاز الدولي، وتحاصرهما قوات المعارضة منذ ما يزيد على العامين دون أن تتمكن من اقتحامهما، فيما تقوم قوات النظام بإلقاء الإمدادات لقواته في البلدتين المتجاورتين عبر الطيران.

ومن المعروف أن جبهة النصرة وفصائل أخرى في المعارضة كانت قبل أسابيع قد شنت هجوما واسعا على البلدتين اللتين تتمركز فيها قوات من النظام السوري وعدد من مقاتلي حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الشعبي المساندة، له ما أوقع عشرات القتلى والجرحى من القوات المهاجمة والمدافعة على حد سواء دون تسجيل تقدّم يذكر.

واذا ما صحّت الأنباء الواردة حول تمكن مهاجمي جبهة النصرة (قاعدة بلاد الشام)، من اختراق دفاع البلدتين الشيعيتين المحصنتين، فان كارثة انسانية ومذبحة طائفية يمكن ان تحدث في الأيام المقبلة لتطال حوالي 50 ألف نسمة من السكان الصامدين الذين لم بنزحوا من هاتين البلدتين رغم قسوة الحصار وعنف القصف المدفعي والصاروخي اليومي من قبل الفصائل السورية المعارضة.

إن الوضع مأساوي في بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين والمدعومتين عسكريا من حزب الله ومن السلاح القادم من ايران، فحصارهما من قبل أغلبية سنيّة جهادية مقاتلة يذكرنا بالكارثة التي انتهى اليها الشيعة الهزارة في أفغانستان على يد حركة طالبان التكفيرية عام 1996، وهم كانوا أقليّة مدعومة من إيران عددهم دون الـ 10 بالمئة من سكان أفغانستان، فقتل منهم الالاف وسبي نساؤهم وأطفالهم، ولم ينفعهم الدعم الايراني العسكري في ذلك الوقت لحزب الوحدة الشيعي الذي يمثلهم والذي قتل زعيمه عبد العلي مزاري اعداما تحت التعذيب على أيدي طالبان.

فاذا كان الدعم الإيراني لم ينفع سابقا شيعة أفغانستان ولم يجنبهم المجزرة الطائفية، فان الواجب حاليا الان هو الالتفات الى ان الفرصة التي ضاعت على شيعة سورية لملاقاة الثورة السورية الوطنية بفعل التحريض الطائفي ضدها عندما كانت الفصائل الوطنية في الجيش الحرّ تتصدر المشهد، فانهم اليوم يجبرون على مجابهة التطرف القاعدي الطالباني بعد ان فوتوا تلك الفرصة الذهبية قبل عامين، وهم اذ يدفعون ثمن ركوب قطار الممانعة الايراني من دمهم، لم يعد أمامهم سوى النصر أو الشهادة…

السابق
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: الاسلام ليس مسؤولا عن الاعتداء على “شارلي ابدو”
التالي
الثلوج قطعت الطرقات في قرى اقليم التفاح والدفاع المدني والبلديات عملوا على فتحها