الاسد: لا انتخابات رئاسية في لبنان.. الا بالتشاور مع دمشق

نقل زوار لبنانيون عن رئيس النظام السوري بشار الأسد قوله إن لا انتخابات رئاسية في لبنان بالمدى المنظور, مشيراً إلى أنه يمكن أن يشهد العام الجاري وصول رئيس جديد إلى قصر بعبدا بشروط معينة.

وبحسب معلومات خاصة لـ “السياسة”, ذكر أحد هؤلاء الزوار, أن الأسد التقى في منزله بدمشق قبل يومين, حلقة ضيقة من الأصدقاء المقربين, بينهم مسؤول كبير سابق ونائب مسيحي بارز, في احتفال عائلي ببدء العام الجديد, حيث أكد الأسد لضيوفه أنه يتوقع بدء انتهاء الأزمة السورية خلال العام الحالي, مشيراً إلى أن المرحلة الأصعب انتهت وستشهد السنة الجارية انفراجاً تدريجياً بعد سلسلة من المعارك الحاسمة, خصوصاً في محيط العاصمة, وصولاً إلى ولوج باب الحل السياسي.

وفي الشأن اللبناني, جزم بشار الأسد بأن الانتخابات الرئاسية في لبنان لن تجرى في الأشهر القليلة المقبلة, ولكن من الممكن حصولها إذا التزم اللاعبون الإقليميون والدوليون بالتشاور مع دمشق, لإيصال أحد أصدقائها, خصوصاً أن الوضع في سورية سيتطور إيجاباً لمصلحة ترسيخ نظامه.

وأكد الأسد أن الرئيس العتيد للبنان لن يكون عسكرياً, في إشارة إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي, كما لن يكون من أسماء التوافقيين المتداولة, مثل جان عبيد ورياض سلامة وروبير غانم. في غضون ذلك, بدا أن بوادر أزمة بدأت تلوح بين النظام السوري والسلطة اللبنانية على خلفية إجراءات الأخيرة بشأن اللاجئين السوريين, وتمثلت بحديث للسفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي, تمنى فيه على الحكومة اللبنانية “استدراك أمر فرض تأشيرات دخول على السوريين الذي لم يُعرض على مجلس الوزراء, كي لا نصل إلى التصعيد”, بعد أن كان لوح في وقت سابق بورقة إقفال الحدود, مضيفاً “مخجل أن يفاوض اللبنانيون داعش والنصرة ولا يفاوضوا (نظام) سورية”, ودعا إلى “تكامل وتنسيق بين الدولتين لمصلحة اللبنانيين”. في المقابل, أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن “إجراءات معرفة سبب زيارة السوري لبنان كان يفترض تطبيقها سابقاً كما في بقية دول العالم”, موضحاً أن الهدف منها أمران هما “تنظيم الدخول ووقف اللجوء”.

واعتبر أنها “إجراءات عادية وليست كيدية أو سياسية تستدعي رداً انتقامياً من الجانب الآخر”, مستغرباً الضجة المثارة بشأن الإجراء الجديد من الولايات المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين, “لأن قرار وقف النزوح أُبلغ إلى كل دول العالم والمنظمات الدولية قبل أربعة أشهر… كي لا نجد أنفسنا مسؤولين عن شعب آخر في وقت نتخبط في أزماتنا, ويتفرج المجتمع الدولي على المذبحة السورية أو يشارك فيها”. على صعيد آخر, تتواصل الأجواء الإيجابية بين حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”, حيث لفت رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي إلى “وجود معادلات جديدة بين الطرفين”, مضيفاً: إن “التقارب بين أكبر تيارين في المجتمع المسيحي مهم جداً لتوحيد المسيحيين, ففي كل بيت تقريباً قواتي وعوني… والطريقة الوحيدة ابتكار شيء جديد لإنتاج حلول إضافية”, في حين كشف عضو التكتل ابراهيم كنعان عن “تطور إيجابي في اليومين المقبلين في ما يتعلق بورقة العمل المشتركة”. إلى ذلك, استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري جلساتها أمس, مستمعة إلى الشاهد الصحافي فيصل سلمان بصفته أحد الموجودين في مقهى “إتوال” وسط بيروت يوم ارتكاب الجريمة في 14 فبراير 2005. وقال الشاهد في إفادته إن التقسيمات الانتخابية التي أقرت وقتها نُظر إليها كاستهداف مباشر للحريري الذي حصل تعديل في موقفه بعد العام 2004, لناحية أنه لم تعد ثمة ضرورة حتمية لوجود الجيش السوري في لبنان.

السابق
هل خسِر المتشددون المتطرفون في إيران؟
التالي
أحمد ومصطفى بين الضحايا الـ 12