لبنان الرسمي يندد باعتداء شارلي ابيدو.. ماذا عن الشارع؟

شارلي ابيدو
حاول الارهابيون أن يجعلوا مجلة "شارلي إيبدو" تدفع ثمن الرسوم التي كانت تنشرها، ومع الإدانة العالمية لهذه الجريمة. يبقى السؤال: كيف سترد فرنسا؟ وأين؟ وماذا سيكون مصير المسلمين فيها؟ لكن الأهم في لبنان: كيف تفاعل اللبنانيون؟ ومن هم الذي فرحوا بهذه المجزرة؟

ضربة ارهابية مبرحة تلقتها فرنسا إثر هجوم نفذه ثلاثة مسلحين على مجلة “شارلي إيبدو” ذهب ضحيته إثنا عشر بينهم مؤسس المجلة ورئيس تحريرها وأبرز رسامي الكاريكاتور فيها. وفيما كشفت السلطات الفرنسية هوية 3 من منفذي العملية،

أشيع أيضاً أنهم هتفوا: “قتلنا شارلي ايبدو، انتقمنا للنبي محمد”. وأسفر الاعتداء عن تعرض العديد من المساجد في فرنسا لإطلاق نار.

 

وتباينت ردود فعل الشارع اللبناني منهم من استنكر ما هو ضد الإنسانية وضد حرية الرأي ومنهم من رأى أن للعملية بعد سياسي وووصفها بأنّها لعبة أمنية من ناحية، واعتبر أنه من غير المنطقي أن تكون المجلة مهددة وتفتقد إلى عدد حراس يوازي حجم الخطر، كما أن الحادث لم يدفع إلى استقالة رئيس الشرطة أو مدير الاستخبارات أو وزير الداخلية علماً أنها أجهزة كان يفترض أنها على علم بالخطر الذي يهدد المؤسسات الفرنسية وبينها من له ماضٍ مهنيّ مع الإرهاب. وشمت كثيرون اذ اعتبروا أن القتلى الفرنسيين لاقوا المصير الذي يستحقونه بعد السخرية من الرسول!!

كما وإستدعى الهجوم الإرهابي الذي تعرّضت له المجلة جملة ردود مستنكرة من القيادات السياسية اللبنانية ابرزها لرئيس الحكومة تمام سلام الذي أبرق إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند معزياً بالضحايا. وعبّر سلام في برقيته عن تعاطفه «مع عائلات الضحايا في هذا الظرف الأليم، وعن تضامن الشعب اللبناني معها.

وبدوره اعتبر الرئيس العماد ميشال سليمان، أن «الإعتداء الارهابي المسلح هو اعتداء على الديموقراطية، في دولة مثال الديموقراطية ودستورها»، مشدّداً في بيان على أهمية مكافحة الارهاب في مهده، لأن هذا الإرهاب يهدد الجميع ولا يميز بين دولة وأخرى.

واستنكر رئيس حزب «الكتائب» الرئيس أمين الجميل الهجوم ورأى فيه «عملا ارهابياً بامتياز يستهدف الديمقراطية والحريات». ودعا الى «نهوض المجتمع الدولي بمسؤولياته ازاء هذا النوع من الاعمال التي يجب ردعها ووضع حدّ لها».

أما الرئيس نجيب ميقاتي فأبرق الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والى رئيس الوزراء مانويل فالس، معزيا بضحايا الاعتداء. وقال: «هذا الاعتداء مرفوض ولا يعبر بأي شكل من الاشكال عن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف، كما أنه يسيء الى صورة الاسلام والمسلمين في اوروبا».

وأدان أيضاً رئيس الحكومة السابقة سعد الحريري الجريمة وقال انه اذا صح ما نسب إلى شهود عيان عن هوية المرتكبين، فإن أولئك الذين يتخذون من اسم النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وسيلة لطلب الثأر وارتكاب أبشع الأعمال، هم حفنة ضالة لا تستهدف الإساءة للعلاقات الاسلامية الفرنسية فحسب، بالقدر الذي تستهدف فيه الاسلام، دينا وقيما وتربية ودعوة دائمة للاعتدال والحوار والتكامل بين الأديان.

فيما أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن «هذا الهجوم الإرهابي هو أكبر دليل على أن الإرهاب يضرب أينما كان، وباتت كل دول العالم عرضة لمثل هذه الاعتداءات»، داعيا «المجتمع الدولي والدول الكبرى الى وجوب التكاتف للقضاء على ظواهر التطرف والإرهاب بكل أشكاله».

استنكر أيضاً رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب، في بيان وزعه مكتبه الاعلامي، الهجوم «الذي يظهر ضرورة أن نتحد جميعا في محاربة الإرهاب لأنه لن يستثني أحدا ممن يؤمنون بالحرية والديمقراطية والحوار مع الآخر».

رأى وزير الاعلام رمزي جريج في الهجوم، أنه «اعتداء يطاول الاعلام عموما ولا يقتصر على المجلة الفرنسية» مضيفاً: «ان الارهاب هو هو اينما كان، ولا يميز بين منطقة واخرى، ولا بين صحافي وآخر».

السابق
كهرباء لبنان: إنجاز تصليح 70 في المئة من الاعطال
التالي
جوازات سفر لبنانية جديدة للحدّ من التزوير وأزمة للمغتربين