كيف جالت «زينة» على المناطق؟

بيّضتها “زينة”… العاصفة التي حملت الخير والبياض الى اكثر من منطقة لبنانية، بالرغم من انّها حلّت ضيفة ثقيلة على عدد من المناطق وخصوصاً على مخيمات النازحين السوريين مع اثارة مخاوف ابناء النزوح على مصيرهم من كل عاصفة مقبلة. جولة ميدانية لـ”البلد” على المناطق، كشفت عن جمالية الابيض الذي غطى الطرقات والجبال، اضافة الى حجم الاضرار والتي ترافقت مع العاصفة الهوجاء.

موسم واعد في البقاع
بيضتها “زينة” وحملت معها الثلوج التي حطت في البقاع اخيرا، حاملة الطمأنينة والامل بموسم زراعة واعد خصوصا ان السهل كان بحاجة لهذه الثلوج حتى تتدفق المياه مجددا في مجاري نهري الليطاني والغزيل، وليعوض النقص الحاصل في المياه الجوفية نتيجة لشح العام الماضي.
صباح امس، استيقظ البقاع على مشهد اشتاق اليه اهالي المنطقة، الثلوج التي وصلت سماكتها الى 20 سنتم صباحا غطت كل ما في زحلة والبقاع، فعطلت حركة المؤسسات الاقتصادية من دون ان توقف الحركة العامة ، حيث ساهمت السيارات الرباعية الى جانب جرافات البلديات وتلك التابعة لوزارة الاشغال بفتح الطرقات العامة والداخلية، ما سمح بالوصول الى متاجر الطعام والمخابز التي بقيت وحدها مفتوحة دون سواها فيما اقفلت المتاجر الاخرى والمؤسسات وكذلك المدارس والجامعات ابوابها.

العاصفة “زينة” في الجنوب
حلت العاصفة “زينة” ضيفة “ثقيلة” على مدينة صيدا والجنوب حاملة معها رياحا شديدة، وتدنيا بدرجات الحرارة فلامست حبات البرد مناطقهما للمرة الاولى وكللت اعالي جزين بثوبها الابيض، بعدما اوقعت أضراراً مادية، واوقفت حركتي الملاحة والصيد البحري في مرفأي وميناءي صيدا وصور، قبل ان تتحول الى امطار وامواج عاتية. وضربت الامواج العاتية بقوة رصيف المرفأ بعدما بلغ ارتفاعها اكثر من اربعة امتار… وأدت الأنواء الى تقطع سلاسل احد الاوتاد الحديدية العائمة المخصصة لربط البواخر في عرض البحر، فقذفت به الامواج الى الشاطئ، قبل ان تعمل الجهات المختصة على رفعه واعادته الى الميناء.
ولم تسمح العاصفة لصيادي الاسماك بالابحار ولازمت مراكبهم مراسيها على رصيف مينائهم رغم محاولة بعضهم الابحار ليلا، فتم منعهم من قبل السلطات الأمنية المعنية حفاظا على سلامتهم.

وفي النبطية
بيضتها “زينة” حملت الأبيض الذي إنتظره اللبناني مع ألكسا وشلتها، رغم الصقيع إلا أن المواطن فرح بنعمة السماء، قرى النبطية فاضت بالمياه التي غمرت الطرقات في أحياء كثيرة، في حين لبس إقليم التفاح الثوب الأبيض من جرجوع الى جباع وعين بوسوار وصولا الى قرى قضاء جزين.
مازالت زينة العاصفة في أول أيامها، جولة على القرى تكشف خلوها من المارة إلا من خرج لتفقد الطبيعة، بعض أشعل موقع الحطب وآخر يلتقط الصور فتلك العاصفة لم تشهدها المنطقة منذ عاصفة 1992، بيد أن سؤالا واحدا يدور كيف تعبر العاصفة من بيوت الفقراء، الكل يفرح بالعاصفة، بخيرها وبملح التراب يتناسى أضرارها، لؤمها على الفقير الذي قد يعجز عن شراء التدفئة لاولاده.

عكار 
لدى وصولنا الى مخيم الريحانية غرب ببنين في عكار، كان المطر قد أخذ استراحة. تسارع الشباب الى خارج الخيم لإصلاح ما تضرر من خيمهم ومن النايلون المتطاير قبل عودة المطر من جديد، ولكن هطول المطر كان اسرع معهم، فأفسد عليهم مجدداً ما حاولوا اصلاحه. بالنسبة الى محمد الاشقر فالمشهد افضل من الحديث، “الحال كما ترون، وها هي الصورة أصدق تعبيراً من أي كلام”، فالكلام يصبح مملاً امام هول الكارثة، ونقص المازوت الذي لم يوزع على اللاجئين في العاصفة. أما اللاجئة فطوم وهي أم لسبعة أولاد وتعيش مع زوجها وأولادها في خيمة واحدة فقالت “خوفي كبير على الأولاد الصغار لقد غمرتنا المياه ولا أدوية وقد قطعوا عنا الكثير من المساعدات”. وفي مخيمات السهل أيضاً اكتسحت الأمطار الخيم فنام الاطفال والكبار على الماء بانتظار توقف العاصفة زينة التي قضت مضاجعهم.

السابق
بالصورة: ماذا حلّ بشفاه «إليسا»؟!
التالي
استنفار أمني في نيويورك عقب هجوم باريس