جعجع يلاقي عون فـي منتصف الطريق

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: مرّت الجلسة الـ17 لانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب أمس “على السّكت”، وكسابقاتها من دون نتيجة تذكر، سوى تأجيلها إلى 28 من الشهر الجاري. الفشل في انتخاب رئيس، تقابله نجاحات في سياقات أخرى، خارج عجلة الدولة الحقيقية. فالحوار بين حزب الله وتيار المستقبل على قدمٍ وساق، وإن كان “تخفيف الاحتقان المذهبي” لا يصنع دولة، فيما يسير التحضير للحوار بين التيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية على الخطى عينها، لتبقى الحكومة الهشّة وآليات عملها، العقدة الأبرز في اتفاقات “ربط النزاع” اللبناني، إلى حين.

وفي السياق، علمت “الأخبار” أن الخطوات الحوارية بين النائب ميشال عون ورئيس “القوات” سمير جعجع “تتقدم في صورة جدية وسريعة، خصوصاً بعد الكلام الذي أدلى به جعجع أمس، ولاقى به عون حول أهمية الاتفاق على الجمهورية قبل الرئيس، ولا سيما أنه أكد أن الحوار مع عون جدي، فيما كان عون قد صرح أن لا عودة إلى الوراء مع القوات”. وقال جعجع: “جديون بحوارنا مع التيار، والخلاف هو في طريقة النظرة للدولة والأولويات، فالتيار أولويته الإصلاح بالداخل، أما نحن فنريد تثبيت لبنان كوطن أولاً”.

ويستكمل موفدا عون وجعجع، النائب إبراهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي لقاءاتهما مع عون، في الجزء الثاني من المرحلة الأولى للحوار، لاستكمال البحث في الأوراق التي تبادلها الطرفان أول من أمس. وتتضمن الأوراق مجموعة من المواضيع الأساسية، منها “قانون الانتخاب، اللامركزية، المناصفة، حقوق المسيحيين، السيادة اللبنانية وسلاح حزب الله”. وستتوج المرحلة الأولى من النقاشات باللقاء الأول بين عون وجعجع.

من جهة ثانية، خرق النائب طلال أرسلان “الهدنة” السياسية المفروضة في البلاد عموماً، لمصلحة طرحٍ قديم ـــ جديد، عنوانه الحديث الجدّي عن “مؤتمر تأسيسي”. غير أن اللافت في خطوة أرسلان، هو فتح نقاشٍ من هذا النوع مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، خلال غداء أقامه الأخير على شرف أرسلان في بكركي. ويقول رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني لـ”الأخبار” إن “تجربة السنوات الماضية، منذ الـ 2005 ليست في موقع الرئاسة أو الحكومة، إنما في أسس الناظم الحقيقية، الذي يفتقد للتوازن، وبات واجباً الآن أن نطرح أزمة السياسي برمّته، فنحن لم نستطع تشكيل حكومة ولا انتخاب رئيس من دون مخاضات كبرى مرّ بها البلد، وقوانين الانتخاب تقسّم على قياس فلان وعلّان”. ويضيف أرسلان أن “الطائف بُني على تسوية بين سوريا والسعودية، وعلى قياس الرئيس رفيق الحريري والإدارة السورية للملفات الأخرى، الآن الحريري استشهد وسوريا انسحبت، ونحن عالقون والأحداث تتراكم ولا نستطيع انتخاب رئيس ولا تشكيل حكومة حقيقية، هذا المأزق دفعني إلى طرح الأمر جديّاً مع سيّدنا البطريرك”. ويقول أرسلان: “نحن أمام حلّين، إما أن نبقى مرهونين للاتفاقات الدولية وننتظر ونتفق على الانتظار، وإما أن نبدأ بحثاً جدياً لبدء مؤتمر تأسيسي يخرج بصيغة متوازنة يحفظ البلد في ظلّ الانهيارات المحيطة”. وفي الوقت الذي يشير فيه أرسلان إلى أنه “لم أطرح أي تصوّر أمام البطريرك”، أكّد أن “سيّدنا يعي تماماً أن هناك أزمة في النظام السياسي، وهو لم يغلق الباب أمام الطرح، لكنّه متمسّك بأن الأولوية هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

من جهة ثانية، تعقد الحكومة اليوم جلستها الأسبوعية في أجواء “إيجابية” بعد تدخّلات من الوزير سجعان القزي ورئيس الحكومة تمّام سلام، لوقف التراشق الكلامي بين الوزيرين وائل أبو فاعور وآلان حكيم، على أن تناقش ملفّ النفايات كبندٍ أول وأهم على جدول الأعمال. وعلمت “الأخبار” أن وزير البيئة محمد المشنوق، زار أمس مقرّ الكتائب في الصيفي وعقد اجتماعاً مع الرئيس أمين الجميّل ووزراء الحزب والنواب وخبراء فنيين، حيث عُرض مشروع ملفّ النفايات ونوقشت نقاط الضعف، ثمّ عُقد اجتماع آخر في وزارة البيئة بين النائب سامي الجميّل، يرافقه تقنيون من الكتائب، وتقنيين من الوزارة ومجلس الإنماء والإعمار، وجرى تحضير ورقة لعرضها اليوم على مجلس الوزراء.

في سياق آخر، أكّدت كتلة المستقبل النيابية في بيان بعد اجتماعها الأسبوعي تأييدها للحوار بين المستقبل وحزب الله ولأهدافه، و”رحبت بخطوات الحوار بين أطراف أخرى”.

السابق
مدينة ألمانية تبحث عن لاجئين وتمنحهم بيوتاً للسكن
التالي
الحوار إلى 16 والرئاسة إلى 28 والملف اللبناني بين باريس وطهران