تسويات الحكومة في مطلع السنة ورقتان للحوار العوني القواتي

الحكومة اللبنانية

كتبت “النهار” تقول : كان ينقص عملية التغييب المتمادية للاستحقاق الرئاسي المعطل منذ أكثر من سبعة أشهر ان يتزامن موعد الجلسة الـ17 لانتخاب رئيس الجمهورية امس مع اشتداد العاصفة القطبية التي تضرب لبنان منذ يومين، فاذا بالجلسة الانتخابية الاولى في السنة 2015 تطير كسابقاتها، ولكن من دون أي أثر او ضجيج لتُرجأ الى 28 كانون الثاني الجاري.

وفي المقابل، ارتفع منسوب الاهتمام السياسي بقناتي الحوار الثنائي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” من جهة، و”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” من جهة اخرى، في ظل تأكيد راعي الحوار الاول رئيس مجلس النواب نبيه بري تحقيق ايجابيات ملموسة في جولته الثانية، واعلان رئيس حزب “القوات” سمير جعجع معطيات ايجابية عن التحضيرات للحوار الثاني. ذلك ان جعجع الذي شدد على “الجدية في الحوار حتى النهاية” مع “التيار الوطني الحر” ذهب الى كشف حصول تبادل “أول ورقتي عمل بينهما ستتم مناقشتهما للخروج بتصور واضح وبعدها لكل حادث حديث”. وقال: “يكفي 30 عاماً من الخصام السياسي والحوار بيننا يتطلب جهدا والنية موجودة لدينا”.

وعلمت “النهار” في هذا السياق ان خلاصات ورقتي العمل تتضمن اجوبة من “التيار” عن هواجس “القوات” ومن “القوات” عن أسئلة “التيار” وان الورقتين تتضمنان نقاطا وصفت بأنها “سيادية ومسيحية” واخرى تتعلق بالدولة، منها مسائل الاستقرار في لبنان ومتطلباته والخلل في تطبيق الطائف على مستوى المؤسسات الدستورية والتمثيل المسيحي ومسائل أخرى تتعلق بتداعيات الازمة السورية على لبنان والسلاح غير الشرعي. وعلم ان المكلفين التحضير لملف الحوار النائب ابرهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي يبحثان في مضمون الورقتين مع كل من العماد ميشال عون وجعجع. ولمح كنعان لـ”النهار” الى امكان حصول “تطور ايجابي في اليومين المقبلين في ما يتعلق بورقة العمل المشتركة”، رافضا الافصاح عن طبيعة هذا التطور.

وبرز في هذا السياق كلام للرئيس ميشال سليمان وصف فيه للمرة الاولى العماد عون بأنه حالة غير وفاقية. وفي مقابلة له مع محطة “المستقبل” قال سليمان انه لم “يتكلم كلمة واحدة ضد عون خلال ست سنوات لكن وصلت الامور الى حد الشتم والاهانات والى مواضيع عائلية من طرفهم”. واعتبر ان عون “حالة غير وفاقية ولا يستطيع استيعاب الاطراف فكل من لا يوافق على آرائه يصبح سارقا ولصا وناهبا وجاسوسا والسياسي لا يجب ان يكون حقوداً”.

تسويات حكومية
في غضون ذلك، تنعقد اليوم جلسة مطلع السنة الجديدة لمجلس الوزراء بعدما نجحت المساعي في تعطيل اللغم الذي كان يتهدد الجلسة بمناخ عاصف جراء السجال الذي نشأ بين وزيري الصحة وائل ابو فاعور والاقتصاد آلان حكيم. ومن المتوقع ان تكون لرئيس الوزراء تمام سلام في مداخلته الافتتاحية للجلسة محطة حول تفعيل العمل الحكومي وتجاوز التداعيات التي برزت بين بعض الوزارات، والتشديد على دور اللجنة الوزارية التي شكلت عقب اطلاق الوزير ابو فاعور حملة سلامة الغذاء التي سجلت نجاحات واسعة في مكافحة الفساد وكشف الكثير من مكامنه. كما يتوقع ان يطرح من خارج جدول الاعمال موضوع التحقيقات التي بوشرت امس في فضيحة كشف ضبط مواد صناعية ومنزلية مشبعة بمواد مشعة خطيرة، وهي القضية التي اوضح وزير المال علي حسن خليل لـ”النهار” انه سيتابعها “بأعلى درجات الجدية بالتعاون مع كل الجهات الوزارية والادارية المعنية”. وكشف ان العمل بدأ على تكوين ملف متكامل “بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية حول المعطيات المتعلقة بامكان ادخال مواد مشكوك فيها في فترات سابقة”.
الى ذلك، شهد امس ملف النفايات تطورا نوعيا من خلال الاتصالات التي جرت بين وزير البيئة محمد المشنوق وحزب الكتائب.

وعلمت “النهار” أن ملف إدارة النفايات الصلبة سيكون بنداً أول في جلسة مجلس الوزراء اليوم ويُحتمل أن يستهلك البحث فيه الجلسة بأكملها بعدما كانت الجلسة السابقة توقفت عند اعتراض وزراء حزب الكتائب على مشروع قرار في شأنه.

وفي المعلومات، أن الحديث خلال أيام العطلة الأخيرة عن احتمال تعطيل عمل مجلس الوزراء بسبب هذا الملف، وخصوصاً تلميح الرئيس تمام سلام إلى إمكان تعديل الآلية الحالية لعمل الحكومة من أجل اتخاذ القرارات بالتصويت، فعل فعله في تليين ما بدا رفضاً متصلباً من الكتائب. وفي محاولة أخيرة للتوصل إلى تفاهم، زار وزير البيئة محمد المشنوق الرئيس أمين الجميّل في البيت المركزي للكتائب وعقد معه اجتماعاً قبل ظهر أمس استمر ساعة ونصف ساعة بمشاركة وزراء الحزب ونوابه، وعلى أثر الاجتماع انتقل وفد كتائبي إلى مقر وزارة البيئة في مبنى اللعازرية وعقد اجتماعاً طويلاً استمر أربع ساعات ونصف ساعة مع خبراء الوزارة ومهندسين من مجلس الإنماء والإعمار، في حضور الوزير المشنوق وإشرافه.

وخلص الاجتماع وفقاً لمصادر كتائبية إلى اتفاق على مشروع قرار من 10 بنود تجعل دفاتر الشروط المتعلقة بتلزيم أعمال كنس النفايات ونقلها وجمعها ومعالجتها وطمرها مفتوحة للمنافسة الحرة وتلائم المعايير البيئية، بما يخفف أعمال الطمر إلى الحدود الدنيا.

ومن المفترض أن يُطرح المشروع الذي تحقق الاتفاق عليه للبحث في جلسة اليوم من خلال رئاسة الوزراء بدل النص السابق الذي وُزع على الوزراء، وإلا فإن وزراء الكتائب سيظلون عند موقفهم السابق الرافض في هذا الملف.

العاصفة والنازحون
أما على صعيد العاصفة القطبية القاسية التي تضرب لبنان ومنطقة الشرق الاوسط منذ يومين، فقد بلغت ذروتها امس مع تساقط الثلوج على ارتفاعات منخفضة قياسية الى حدود الـ400 متر ملامسة السواحل. وبرزت مع الغطاء الابيض الواسع الذي غطى لبنان المأساة التي يواجهها خصوصاً اللاجئون السوريون في مخيماتهم وتجمعاتهم حيث سجلت وفيتان، فيما لحظ اجتماع الهيئة العليا للاغاثة زيادة المعونات الضرورية للاجئين.

وفي سياق متصل بأزمة اللاجئين، تصل اليوم الى بيروت مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في اوضاع اللاجئين بما فيها التدابير التي اتخذتها الحكومة أخيراً لضبط حركة الدخول من سوريا الى لبنان. وقالت ممثلة المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة نينيت كيللي لـ”النهار” في هذا الصدد إن ما أعلنته المديرية العامة للامن العام في 31 كانون الاول الماضي بدا بالنسبة الى المفوضية “اعترافا رسميا بالتدابير التي انطلقت في وقت سابق ووضعت اليوم ضمن عملية رسمية، لذا لم نفاجأ بما صدر”. واذ أبدت “تفهمها للاسباب التي حدت الحكومة الى وضع هذه القيود، “ناشدتها المضي قدماً” في تحديد الخطوات اللاحقة”.

السابق
العاصفة «تهجّر» النازحين من الخيام إلى.. الخيام
التالي
مدينة ألمانية تبحث عن لاجئين وتمنحهم بيوتاً للسكن