إلى آمنة سليمان وكل النساء الفلسطينيات

كرّمت دار الندوة في بيروت والهيئة النسائية الشعبية في صيدا المناضلة الفلسطينية آمنة جبريل التي تشغل موقع عضو المجلس الثوري في حركة فتح، بالإضافة إلى موقع رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان. لدورها النضالي الرائد دفاعاً عن المرأة الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني وقضاياه.

من المتوقع أن تكرّم الهيئة النسائية الشعبية، عضو المجلس الثوري في حركة فتح آمنة سليمان بعد ظهر اليوم الخميس في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا. وآمنة سليمان معروفة بإسم آمنة جبريل وهي مناضلة فلسطينية نشأت وترعرعت في مخيم شاتيلا – في بيروت. ويأتي هذا التكريم بعد تكريمها في دار الندوة – بيروت يوم الثلاثاء الماضي.

ويبدو أن تكريم سليمان يأتي في سياق تكثيف دور المرأة الفلسطينية اللاجئة إلى لبنان قسراً لتكون سليمان خير معبر وعنها وعن دورها في المجتمعات الفلسطينية المحلية عام 1982، دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم عين الحلوة، ولعبت المرأة الفلسطينية دوراً أساسياً في إعادة بنائه، إلى جانب مسؤوليتها عن العائلة والأولاد في لحظة غياب الرجال ما بين الأسر والاختباء والاستعداد لقتال المحتلين. وأيضاً شاركت المرأة في كل ميادين النضال ضد الاحتلال.

  دار الندوة في بيروت والهيئة النسائية الشعبية في صيدا تكرّم آمنة جبريل

حالفني الحظ بالتعرّف إلى آمنة سليمان في أوائل عام 1983، كانت مملوءة بالنشاط والحماسة، تجيد العمل في كل الميادين، دفاعاً عن الشعب الفلسطيني وعن المرأة الفلسطينية.

وأثناء حرب المخيمات لعبت سليمان ورفيقاتها دوراً أساسياً في صمود مخيم شاتيلا وكانت قائدته بعد مقتل علي أبو طوق. ما زلت أذكر تلك المرأة الفلسطينية التي كانت حاملاً وتحفر مع سليمان وغيرها الخنادق دفاعاً عن المخيم، ولا أنسى المرأة التي شاركت سليمان في تحضير الخبز لأهل المخيم المحاصرين.

 المرأة الفلسطينية لم تصب موقعاً في اتخاد القرار الفلسطيني يتناسب مع دورها النضالي

لكن المرأة الفلسطينية لم تصب موقعاً في اتخاذ القرار الفسطيني يتناسب مع دورها النضالي التاريخي. إذ بعد حرب المخيمات عيّنت سليمان عضواً في قيادة حركة فتح في لبنان، وتسلمت مسؤولية لجان اختصاصية، وقد روت لي في مقابلة صحفية، أن اثنين من قيادي الحركة رفضاً حضور اجتماع إحدى اللجان لأن سليمان المرأة تترأسها. وهذا خبر مثال عن التمييز ضدها.

عام 2005 رشحت جمعيات سويسرية 1000 امرأة للحصول على جائزة نوبل للسلام، بينهن 8 نساء فلسطينيات، وآمنة سليمان واحدة منهن وهي الوحيدة من مخيمات اللاجئين في لبنان. ترشيح سليمان هو ترشيح لكل النساء الفلسطينيات اللاجئات قسراً إلى لبنان. وكان محاولة لتغيير الصورة النمطية لحامل جائزة نوبل للسلام، من إنسان خارق، إلى مجموعته بشرية تسعى ويشكل جماعي لإحقاق العدالة الإنسانية.

في إحدى السهرات مع عدد من الأصدقاء، دار حديث حول تجاربنا الشخصية، سألتها عن أمر ما، إذا كانت قد ندمت على موقفها، ضحكت طويلاً وأجابتني: “إنك محتال، نعم ندمت”.

لكني متأكد أن الشيء الوحيد الذي لم تندم سليمان عليه في حياتها، هو خيارها السياسي. لآمنة سليمان وللمرأة الفلسطينية اللاجئة قسراً إلى لبنان كل المحبة والتقدير.

السابق
أموس أرجأت زيارتها
التالي
من أين ينبع كل هذا العنف؟