الأرمن يحتفلون بالميلاد

لمناسبة رأس السنة الميلادية، وفق تقويم الكنيسة اليونانية، احتفل الأرمن في لبنان وبقية الدول التي يتواجدون بها بهذه المناسبة، اليوم، بينما ترأس كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان، قداس الميلاد في كاتدرائية مار غريغوريوس المنور في أنطلياس، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب أغوب بقرادونيان وشخصيات رسمية وسياسية وفاعليات حزبية وممثلي الجمعيات الأرمنية وحشد من المؤمنين.

وتناول آرام الأول في عظته، أهمية ولادة المسيح، مذكرا بـ”التزام الله بأن يكون مع الإنسان وبأن يفتح درب الإيمان والأمل والمحبة أمامه وقد وصل إلى ذروته في بيت لحم، تماماً كما بشّر يوحنا في إنجيله بأن الله أحب الإنسان لدرجة أنه أراه الوحي إلى العالم”.
وأضاف: “كما في الماضي، أي في أحلك أيام تاريخنا، كذلك اليوم تذكر كنيستنا أبناء شعبها بالشهادة الحية ليسوع المسيح. لذا، لا تخف أيها الشعب الأرمني، إن الله معنا. إننا مدركون للأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة في أرمينيا، ومدركون للدماء التي تنزف لحماية الوطن في ناغورني كاراباخ، ومدركون للأوضاع المقلقة والمصيرية لأبناء شعبنا في سوريا. علينا مواجهة هذه الصعوبات بالإيمان والرجاء لأن الله معنا”.
وتطرق آرام الأول إلى الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، قائلاً: “إن سنة 2015 لها معنى آخر للشعب الأرمني. إذ أنها الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية التي دبرتها ونفذتها الدولة العثمانية التركية بحق الشعب الأرمني لمحو وجوده. يمكن لدولة تركيا الحالية أن تنكر جريمة الإبادة التي نفذها أجدادها، ولكنها تعجز عن تزييف التاريخ”.

وأشار كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس إلى أنه “ليس للشعب الأرمني أعداء، بل له قضية عادلة. إن الدولة التركية الحالية هي إستمرار للدولة العثمانية التركية ولذا يجب عليها الإعتراف والإقرار بالإبادة الجماعية التي نظمها ونفذها أجدادها. إن الإبادة الجماعية هي جريمة ضد الإنسانية حسب القانون الدولي”، مضيفاً: “لا تستطيع تركيا بسياستها الإنكارية المستمرة تجاهل الإبادة المرتكبة ضد الشعب الأرمني. منذ مئة عام ونحن نتذكر ونذكر ونطالب وسنتابع نضالنا بعزم وإيمان متجددين من أجل تحقيق العدالة”.

وعن الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط عموماً ولبنان بشكل خاص قال كيشيشيان: “ولدت المسيحية في فلسطين، وفي بيت لحم بالتحديد، وهذا دليل ساطع على أن جذور المسيحية مترسّخة في هذه المنطقة. ورغم الصعوبات الجمة والفظيعة التي تواجهها الطوائف المسيحية، نحن عازمون على البقاء في هذا الشرق”.

واضاف “في لبنان نحن نرحب بالحرص الدائم لدى المعنيين للحفاظ على الوحدة الداخلية، كما نؤكد إيماننا بأهمية دور الجيش اللبناني في الدفاع عن الوطن رغم تضحياته الأليمة والباهظة، ونرحب بالسياسة الحكيمة للمسؤولين اللبنانيين بالنأي بالنفس عن إضطرابات المنطقة. ولكن رغم ذلك كله نعتبر أن إنتخاب رئيس للجمهورية هو ضرورة أولية ملحة، ومهما كانت الصعوبات المتعلقة بإنتخاب الرئيس، فليس من المقبول أبداً أن يدخل لبنان في نفق الضياع والفوضى، حيث لا يجوز إلا أن يكون للبنان رئيس”.
وناشد في الختام المسؤولين والفرقاء والجهات المعنية “أن يسارعوا، بدافع مسؤولياتهم الوطنية، إلى إنتخاب رئيس جديد للوطن”، معرباً عن تمنياته الطيبة إلى كل أبناء الشعب الأرمني في كل أصقاع الأرض.

 

السابق
الثلوج قطعت طرقات الضنية إبتداء من 900 متر وما فوق
التالي
عشرات القتلى في تفجير سيارة مفخخة في صنعاء