حوار عين التينة اليوم من دون اختراقات المفاوضات لإطلاق العسكريين «لم تعُد باردة»

كتبت”النهار” تقول: هل يعطل البرد والصقيع والثلج المحطات السياسية التي يشهدها الاسبوع الطالع منذ اليوم، فتتجمد الملفات التي تمضي بدفع قوي لتحقيق نتائج قليلة قياساً بالطموحات التي احاطت بنتائجها المتوقعة؟

وفي قلب العاصفة التي تضرب لبنان والتي تشتد منذ مساء اليوم لتصل ثلوجها الاربعاء والخميس الى 800 متر، تحتدم الاوضاع الميدانية عبر الحدود الشرقية بين “حزب الله” ومسلحي “جبهة النصرة”، اما في الداخل فيزداد “الاشتباك” بين وزيري الصحة والاقتصاد ويمهد لجلسة حامية لمجلس الوزراء الخميس المقبل لا تخلو من تعقيدات “نفاياتية”.
في الاسبوع الطالع ثلاث محطات تبدأ اليوم مع الجلسة الثانية من حوار “حزب الله” و “تيار المستقبل” في عين التينة، وفي رعاية الرئيس نبيه بري الذي يمثله مستشاره السياسي الوزير علي حسن خليل. ولا تأمل مصادر متابعة في ان يحقق هذا الحوار اختراقاً كبيراً في الملفات العالقة، والتي لن يتطرق اليها الحوار أساساً. وتقول مصادر في التيار الازرق إن القرار في الملفات الكبيرة، وخصوصاً تورط الحزب في الحرب السورية، يخضع لطهران مباشرة، لذلك لا يمكن التطرق اليها وإحراز اي تقدم فيها.

والمحطة الثانية الاربعاء مع جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية تأتي بعد 227 يوما من الشغور في الموقع الاول، ولا يتوقع منها تحقيق أي اختراق، على رغم الكلام الكثير عن لقاء وشيك للزعيمين المسيحيين ميشال عون وسمير جعجع. هذا اللقاء المتوقع هذا الاسبوع أو الاسبوع الذي يليه ريثما يتم تذليل بعض النقاط في جدول الاعمال المقترح لتنظيم العلاقة المسيحية – المسيحية والحضور المسيحي في المؤسسات، لن يتناول الملف الرئاسي من باب اسماء المرشحين.

والمحطة الثالثة الخميس الى طاولة مجلس الوزراء، وسيبحث في ملفاتها اليوم في عين التينة، وفي اتصالات لاحقة، خصوصاً ان الرئيس تمام سلام ضاق ذرعاً بالواقع الذي يمر به المجلس الذي لم يتفق حتى الآن على توحيد رؤية مشتركة لملف سلامة الغذاء، اضافة الى لغم النفايات الذي ينتظره. وفي هذا الاطار يشهد اليوم فصل جديد من السجال بين وزير الاقتصاد الان حكيم الذي يعقد مؤتمراً صحافيا، ووزير الصحة وائل ابوفاعور الذي دعا الاعلاميين الى مرافقته في جولة لم يحدد وجهتها، وسيتحدث الى هؤلاء خلالها.

الامن والعسكريون
امنيا، ملفان يستحوذان على الاهتمام، الاول ملف العسكريين المخطوفين في ضوء ما كشفه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن تقدم في المفاوضات للإفراج عن العسكريين لدى “داعش” و “جبهة النصرة”، مؤكداً أنه لن يعلن عنه في انتظار التوصل الى تصور نهائي في هذا الشأن. وأوضح أن المفاوضات “لم تعد باردة”، آملاً في التوصل الى حل لهذه القضية.

وبينما يتابع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم اتصالاته بعيداً من الاضواء وخصوصا مع “النصرة”، يمضي نائب رئيس بلدية بلدة عرسال أحمد الفليطي في التفاوض المباشر مع “داعش”، وقت يتردد أن هناك قنوات أخرى تنشط على خط التفاوض مع الخاطفين.

وكشف عضو لجنة الحوار المسيحي – الاسلامي الراهب الانطوني انطوان ضو انه كان في صدد الصعود الى جرد عرسال للقاء العسكريين المخطوفين في مناسبة الاعياد المجيدة . وقال لـ”النهار” ان “الظروف الامنية والمشاكل التي حصلت أخيراً حالت دون ذلك”. وأوضح ان “هدف الزيارة ليس سياسيا، انما فتح حوار مسيحي – اسلامي وذلك تحت عنوان محاورة جميع الناس”. واكد ضو ان ” داعش رحب بهذه الزيارة التي كانت تنظمها مجموعة من الشيوخ بينهم الشيخ وسام المصري”.

اما الملف الثاني، فهو تحريك الجبهة الشرقية، بعد تمدد “داعش” وسعيه الى السيطرة على مواقع التنظيمات الاخرى في القلمون وجرود عرسال. ولفت تحرك “النصرة” في هجمات متكررة على مواقع لـ “حزب الله” أدت الى سقوط خمسة مقاتلين للحزب. وقد غرد “مراسل القلمون” عبر حساب للجبهة على موقع “تويتر” بالآتي: “عودة المجاهدين من نقطة المسروب سالمين محملين بالغنائم بعد قتل جنود حزب الله والجيش النصيري واحراقها بالكامل”.

وأفادت مصادر قريبة من “حزب الله” ان “النصرة سيطرت على نقطتين عسكريتين في الجرود الا انها لم تستطع تثبيت مواقعها فيهما حيث اجبرت على الانسحاب، في حين استقدم الحزب تعزيزات ويسعى الى التقدم البري”.

السابق
عون: أنا متفائل من احتمال تصويت «القوات» لصالحي
التالي
«الحوار ـــ 2» لتخفيف الاحتقان.. وعون لا يمانع ترشيح فرنجية