ميا خليفة وبشّار خليفة: سرقة الثورة السورية والبورنو «الديني»

ميا خليفة بشار خليفة بورنو ابرهيم القاشوش
ميا خليفة سرقت "لحظة دينية" لبنانية - عربية - إسلامية في أفلامها الإباحية بالحجاب الإسلامي، وبشّار خليفة سرق أبرز أناشيد الثورة السورية، لابرهيم القاشوش، "حنجرة الثورة السورية"، من دون أن يحفظ له أو لعائلته حقوق الملكية الفكرية والأدبية والتاريخية. هما سارقان، وهذا، ربّما، يكفي.

بدا آل خليفة اللبنانيين نجوم لبنان في الساعات الأخيرة. الأوّل هو بشّار، ابن الفنان مرسيل خليفة، الذي “سرق”، بحسب اتهامات ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، نشيد “حنجرة الثورة السورية” ابرهيم القاشوش، بعنوان “يلا ارحل يا بشّار”، وحوّله إلى أغنية، من دون حفظ حقوق الملكية الفكرية والفنية والتاريخية للقاشوش.

والقاشوش لمن لا يعلم كان صوت الثورة، والأكثر جرأة خلال بداياتها السلمية، وكان جزاؤه أن اعتقله جهاز أمني تابع لبشّار الأسد وقطع حنجرته ورماه في نهر سوريّ.

أما بشّار خليفة فيعيش في باريس منذ نعومة أظفاره، وقد أخذ النسيد “على البارد المستريح” وحوّله إلى أغنية، في طلبه للعلى، وسعيه إلى مجاراة والده والالتحاق بشهرته. وذلك عبر التلحين والغناء والظهور على فضائيات عربية وأجنبية، بفضل علاقات والده الواسعة والعالمية، من دون أن نلحظ إلى اليوم “لمعة” إن في صوته أو ألحانه أو كلماته أو أيّ شيء فيه.

ولعلّ “السرقة” هي ما جعلته يخرج إلى الضوء، في ظلّ حساسية كبيرة، لبنانية وسورية وعربية، ضدّ من “يسرقون” الثورة، فكيف بمن سرق أجمل فنونها الجديدة؟

الخليفة الثاني هو ميا، نجمة البورنو العالمية، اللبنانية الأصل، التي وشمت النشيد الوطني اللبناني على يدها، والتي تبيّن أن فيديواتها الأكثر مشاهدة على موقع “البورن هاب” الشهير. خصوصا تلك التي تلبس خلالها، في الأفلام الإباحية، حجابا يدلّ على أنّ بطلة الفيلم الإباحي مسلمة.

هنا أيضا كانت ميا خليفة سارقة. فهي أولا ليست مسلمة، وهي ثانيا تستغلّ الدين الإسلامي، في هذه اللحظة الحرجة، لزيادة عدد مشاهدي أفلامها الإباحية. ولا علاقة هنا بحكم القيمة على أفلام البورنو وعلى ممثّليه. لكنّ استغلال الدين في فيلم بورنو، مثل ادوار الراهبات أو المحجبات، يساوي ما تفعله “داعش” مثلا حين تستغلّ الجنس في خدمة الدين، من خلال جهاد النكاح أو سبي النساء الأيزيديات.

وقد انجرف ناشطون كثر في الدفاع عن ميا، لكنّ ما تفعله ميا لا يتوافق مع أيّ معيار أخلاقي. هي اللبنانية الآتية من بلاد تنهشها الخلافات الدينية، وتحديدا الإسلامية – الإسلامية. وردّها بأن “انتخبوا رئيسكم” هو ردّ مردود لأنّه ساذج وسطحي.

فالخلافات اللبنانية – اللبنانية ليس “رئاسية” بل تأسيسية، حول الحقوق والواجبات، والمواطنة، وعمقها ديني – مذهبي وليس انتخابي. وبالتالي فهي “سرقت” لحظة لبنانية لتزيد من شهرتها. وكان الناشطون خير ميسّر لما أرادت القيام به.

بعيدا عن الفنّ والإباحية… هما سارقان، وهذا، ربّما، يكفي.

السابق
ميا خليفة.. بين البورنو والكبتاغون
التالي
عرسال في مرآة العهد الشهابي