قتال «داعش» خدعة لتعزيز موقف أميركا

وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس، الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـــ «داعش» بأنه خدعة لتعزيز السياسات الأميركية في المنطقة.
وفي هذه الأثناء، تسير التطورات العراقية على وقع أحداث أمنية مريبة تعزز الانقسام الطائفي والمناطقي في البلاد، وتواكبها حركة سياسية قد تدفع بلاد الرافدين نحو التقسيم، حيث قتل ثلاثة رجال دين سنة في هجوم نفذه مسلحون مجهولون، أمس الأول، في قضاء الزبير غرب مدينة البصرة جنوب العراق، في ظل حديث متكرر عززته قرارات رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي الأخيرة، حول «تعزيز الأقاليم» بدءاً من محافظة البصرة.
وأعلن وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان فتح تحقيق في الهجوم، متهماً قوى «تخدم» مشروع تنظيم «داعش» بتنفيذه، في حين اتهم «الحزب الاسلامي» العراقي مجموعات من «الحشد الشعبي» بالوقوف خلف الهجوم.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في قضاء الزبير مهدي ريكان إن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية هاجموا بأسلحتهم رجال دين كانوا يستقلون سيارة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم»، وأشار إلى أن الهجوم «وقع عند مدخل الزبير عندما كان الضحايا، وهم خطباء وأئمة مساجد في القضاء، في طريق عودتهم من مدينة البصرة بعد حضور اجتماع في مقر الوقف السني» مخصص لبحث استعدادات الاحتفال بعيد المولد النبوي الذي يصادف اليوم.
وأكد مدير الوقف في البصرة الشيخ محمد بلاسم مقتل رجال الدين الثلاثة، وهم إمام مسجد الزبير يوسف محمد ياسين، وإمام مسجد البسام ابراهيم شاكر، وإمام مسجد زين العابدين احمد موسى، بينما قالت وزارة الداخلية في بيان إن الغبان «أمر وكالة المعلومات والتحقيقات الاتحادية بتشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على خلفيات وأسباب الحادث الاجرامي»، واعتبرت أن الهجوم أتى «في وقت يستعد المسلمون في العراق لإحياء ذكرى المولدي النبوي الشريف، وفي أجواء من التفاؤل والوحدة تكرست بشكل ملحوظ بعد تشكيل حكومة العبادي، ما يشير إلى سعي قوى تخدم مشروع داعش في العراق إلى شحن الأجواء مجدداً وإعادة تصعيد الخطاب الطائفي من خلال استفزاز المشاعر المذهبية».
وكان زعيم منظمة «بدر» هادي العامري قد دعا مطلع الأسبوع الحالي إلى تعزيز الوحدة الوطنية العراقية من خلال قتال العشائر العراقية إلى جانب مجموعات «الحشد الشعبي» سوية بوجه تنظيم «داعش»، خصوصاً بعد نجاح العملية العسكرية الأخيرة ضد التنظيم في قضاء الضلوعية.
من جهته اتهم «الحزب الاسلامي» الذي ينتمي إليه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، «فصائل شيعية» مسلحة لم يسمها، بالوقوف خلف الهجوم، في وقت تكررت المطالبات في مدينة البصرة مؤخراً لتحويلها إلى إقليم مستقل، وعزز ذلك، التوجه الذي عبر عنه العبادي من المدينة، مطلع الأسبوع الحالي، خلال اجتماع ما يُسمّى بـ»الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات غير المنتظمة في أقاليم»، حيث أعلن عن المضي قدماً في نقل الصلاحيات المركزية إلى المحافظات مشدّداً على أن مسألة إنشاء الأقاليم «حق دستوري»، وهو ما قد تعززه الأحداث الأمنية الأخيرة في المحافظة الحدودية مع الكويت، والتي تمثل نقطة ثقل اقتصادي بالنسبة للعراق لكونها تضم أهم حقول استخراج النفط وأبرز الموارد المالية للعراق.
إلى ذلك وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان جهود الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش» بأنها خدعة لتعزيز السياسات الأميركية في المنطقة، وشدد على أن «الولايات المتحدة لا تعمل على القضاء على داعش، حتى أنها غير مهتمة بإضعاف داعش، بل إنها مهتمة فقط بإدارة الصراع معه»، نافياً أن تكون طهران قد شنت هجمات جوية على مواقع عراقية.
ولفت عبد اللهيان إلى أن الولايات المتحدة لا تقوم بأي «تحرك جاد» على الأرض، حيث ينبغي أن تفعل وهي «لا تتخذ أي إجراءات جادة»، مشدداً على أن «الولايات المتحدة لا تفعل شيئاً»، بل إن الأميركيين «يدعمون داعش في يوم، وفي اليوم التالي يحاربون الإرهاب».
من جهة ثانية، انتقد عبد اللهيان السلطات في البحرين قائلا إن استمرارها في احتجاز رئيس جمعية «الوفاق» البحرينية المعارضة الشيخ علي سلمان سيكون له «عواقب خطيرة» على الحكومة، فيما طالب نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي الحكومة البحرينية بالإفراج عن سلمان، في حين كشفت مصادر مقربة من وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري عزمه التوسط لدى السلطات البحرينية لإطلاق سراح القيادي المعارض.

السابق
العثور على قطعتين كبيرتين من اجزاء الطائرة الماليزية في اعماق بحر جاوا
التالي
بحبك أنت وعايش، بحبك أنت وميّت