أطلقت جبهة النصرة مبادرة حسن نية في اليوم الأول من 2015 ، إذ سمحت لحمزة حمص، أن يلتقي ابنه وائل حمص العسكري المختطف لأول مرة منذ اختطافه ورفاقه مطلع آب الفائت في جرود عرسال، واستمرت الزيارة لأكثر من ساعة دون علم قيادة الجيش اللبناني.
وفي التفاصيل، حمل الوالد رسائل تطمين إلى الأهالي من أبنائهم الموجودين لدى جبهة النصرة. وقال حمص ان اللقاء جاء كمبادرة حسن نية من قبل أمير جبهة النصرة ابو مالك التلة، وأبلغت النصرة حمص استعدادها لنقل أولاد المخطوفين إلى الجرود للقاء العسكريين كبادرة حسن نية.
كما نقل حمص مطالب النصرة بالإفراج عن خمسة عشر اسماً موجودين في سجن رومية وتمنت ان “يكون هناك وسيط”. كما قال حمص انه تمنى على “النصرة” ان يكون الوسيط موجوداً في اسرع وقت لحل الازمة، وقال: “هم يتمنون ان يحل الملف في اسرع وقت ممكن، وهم لا يعتبرون العسكريين اسرى بل محتجزين لديهم”.
ولكن سرعان ما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين في جرود عرسال في اليوم الأول من 2015، واستخدم الجيش المدفعية الثقيلة والراجمات واستقدم تعزيزات الى جرود رأس بعلبك. وترددت معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين إئر الإشتباك.
وهذا ما يمكن أن يكون له تبعاته على المبادرة الحسنة للنصرة وقد يعرقل مسار المقايضة لإطلاق سراح المخطوفين، بعد أن انطوى عام 2014 من غير حل لقضية المخطوفين، لتقبل السنة الجديدة مع مزيد من العرقلات في الملف، وخاصة مع تقلبات تنظيمي داعش والنصرة وتضييع الملف تارة، ورفع سقف المطالب الى حدّ المطابة “منطقة عازلة” تحمي اللاجئين السوريين في هذه المنطقة أي ما يعادل دويلة، وتارةً أخرى إطلاق زيارة المبادرة الحسنة لترخي بثقلها مزيد من التعقيد.
هذا وأكدت “ماري خوري” شقيقة العسكري المخطوف “جورج خوري” في حديث خاص لموقع “جنوبية” أن “المفاوضات بعيدة عن ما يحصل على الحدود. وقالت: “من الطبيعي أن يمنع الجيش أي محاولة تقدم للمسلحين”.
وتعقيباً على زيارة حمص، أكدت أنها “تمت بشكل سري دون علم أحد.. ولم يتم تحديد موعد لزيارة أخرى حتى الآن”. وأضافت: “أعتقد أن مبادرة الزيارات تشير أن المبادرة جدية، ويجب التعامل معها بإيجابية”.
