دول ألعرب 2015: بطاطا

بشار الاسد

حكام دول العرب أطعموا شعوبهم بطاطا على مدى 70 سنة……
واﻵن جاء دور الحكام ليأكلوا بطاطا إلى اﻷبد.
نحن ﻻ نذم البطاطا. وهناك حكمة عربية تقول: البطاطا لحم الفقراء. ونحن فقراء من آكلي البطاطا والحمد لله. إنما نذم الذين يجبروننا على أكل البطاطا باعتبارها لحمنا اليومي من حوالى 70 عاماً. وهناك مأكوﻻت كثيرة ﻻ تعرفها شعوب دول العرب. ﻷنها تعيش تقريباً على البطاطا. لذلك ساد المثل الشائع: الوضع بطاطا. بمعنى عادي. بدون تغيير. وممل ورتيب. وهذا ما نرفضه. ﻷن “الوضع البطاطا” يدل على الجمود والتخلف والهريان والفساد ومصادرة الرأي والظلم واﻹستبداد. وإحصاء اﻷمس كان كارثياً: 76 ألف شهيد سوري خلال العام المنصرم 2014. أﻻ يعني أن وضع سوريا بطاطا. لو حاربنا الكيان الصهيوني 76 عاماً هل كان سقط هذا الكم الهائل من الشهداء. هذا هو السؤآل الصعب ويدلنا أن “الوضع بطاطا”. ونحن شعوب بطاطا ﻷننا قبلنا برؤساء بطاطا. ويجبروننا على أكل البطاطا منذ 7 عقود. واقتصادنا بطاطا. وسياساتنا بطاطا وعقولنا بطاطا. ومعنوياتنا بطاطا وإنتاجنا بطاطا. ونحن في حروبنا حولنا دولنا إلى ملعب لخرط الناس كالبطاطا. وإذا تحركنا يقال إنه شعب بطاطا ﻷنه كان يعيش في النعيم. والنعيم هو نعيم البطاطا.
نحن اﻵن شعوب إرهابية ﻷننا نريد التخلص من كل هذا الوضع البطاطا والرؤساء البطاطا الذين أوصلونا إلى هنا. طيب في الحرب الصهيونية 1982 على لبنان التي استثمرها اﻷسد اﻷب وقتل 45 ألف سوري من حماه وجوارها فقط. هل كانوا من الدواعش؟ هل كانت داعش موجودة. شاركوا في لبنان بقتل 300 ألف شهيد. هل كانت داعش موجودة؟! شاركوا في قتل الثورة الفلسطينية واقتلعوها من لبنان دون مقابل حتى سياسي. مع مآخذنا الكثيرة والكبيرة على إداء المقاومة واﻷحزاب في تلك المرحلة. هل كانت الثورة إرهابية داعشية؟ قتلوا اﻷحزاب العلمانية اللبنانية. واستبدلوهها بأحزاب طائفية ومذهبية. والخطورة أن كل ما تقدم جرى بالتقاطع وأحيانا بالتنسيق مع الشيطان اﻷكبر وصوﻻ إلى مقتل الرئيس رفيق الحريري 2005. أﻻ ترون معنا أن كل هذا القتل والموت وسفح الدم أكبر بكثير من ثمن حرب مفتوحة مع العدو اﻹسرائيلي؟ أﻻ ترون أن هذا اﻷتون الداخلي المذهبي المفتوح هو الذي استنبت داعش وأخواتها من التسنن والتشيع المذهبي. أﻻ ترون أن هذا الموت المجاني يستنزف طاقاتنا ويمذهب عقولنا ويمزق قوتنا ويهزم دواخلنا ويهزمنا قبل أن تبدأ حربنا ضد “إسرائيل”؟!
كل هذه اﻷسئلة الستراتيجية التي تعني وجودنا ترونها “بطاطا”. أتعتبرون كل هذه اﻷسئلة من أجل الدفاع عن داعش. وتعتبرونها دفاعا عن “اﻹرهاب”. ولم تحددوا بعد ما هو اﻹرهاب الذي تقاتلونه مع الشيطان اﻷكبر والسعودية وقطر واﻷردن وروسيا و”إسرائيل” وإيران.؟!!! ما هو هذا “اﻹرهاب”. إن لم تجيبوا على هذه اﻷسئلة اعلموا يا سادة يا كرام أن مستقبلنا هو “بطاطا”. هذا إذا كنتم تعتقدون أن مستقبلنا واحد. ولن نسألكم عن وضع الشيعة وبيئة التمذهب الحاضنة إذا ما استمر “رؤساؤنا” يأكلون البطاطا عقداً مقبلاً فهذا له انعكاسات تتعدى “الوضع البطاطا”.

السابق
لقاءات عون- جعجع: هل بات تنفيس الاحتقان اولوية؟
التالي
شقيقة زعيم كوريا الشمالية تتزوّج