ان كنت في لبنان: هذه الأمور لن تتغير عليك في الـ 2015

ساعات تفصلنا عن بداية العام الجديد، ومئات الأمنيات الشخصية نرتجيها عندما تحين الساعة 12 مساءً ونسعى إلى تحقيقها، لكن تبقى الأحلام المرتبطة دوماً بالوطن والتي تمثِّل علامة فارقة تميِّز لبنان عن غيره من الدول المحيطة به والبعيدة منه. نعرض إليكم 20 أمنية يأمل اللبناني أن تتغير في لبنان، وفي الوقت نفسه لا يتخلى عنه لأنها تمثِّل طبعه وشخصه ونمط حياته.

زحمة السير

أزمة السير في لبنان أساسها ازدياد عدد السيارات وغياب قانون فعلي يردع المخالفين، هذه المشكلة التي لم تحل منذ عقود باتت تتفاقم أكثر، وأصبح الحدُّ منها مهمة مستحيلة. في كل منزل أكثر من سيارتين، ويأتي موسم الأعياد وفصل الشتاء اللذين يعيقان الحركة على الطرقات، إضافة إلى الأجراءات الأمنية التي ترافق تنقل كل شخصية غربية وافدة إلى لبنان، أو كل لقاء يجمع بين سياسيين لبنانيين أو أمنيين. ما يجعل من اللبناني يمضي ساعات طوال على الطرقات بانتظار “الفرج”.

الطرقات

لا إنارة، لا تخطيط، لا إشارات تنبيه، لا جدران دعم، لا تزفيت، هذه هي حال الطرقات في لبنان دولية كانت أم فرعية، فهي في وضع يرثى له وتعاني إهمالاً، جراء غياب التخطيط والتنفيذ، ما يساهم في زيادة خطر حوادث السير وإزهاق مئات الأرواح.

الكهرباء والمولدات

هي قصة “إبريق الزيت” بين تقنين وعطل طرأ في أحد المعامل أدى الى انقطاع التيار الكهربائي، لم يتمكن أحد حتى اليوم من إيجاد حل نهائي لهذه المشكلة في لبنان، ما يضع اللبنانيين بين مطرقة الكهرباء وسندان أصحاب المولدات الكهربائية الذين يستغلون حاجة الناس إلى رفع أسعارهم والتحكم بساعات ضخ الكهرباء للمنازل والمحال.

الفساد

لبنان بين الدول الأكثر فسادًا في العالم، بعدما احتلَّ المركز 136 وفقًا للمؤشر التابع لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2014. ويبدو أنه من المستحيل القضاء نهائياً على الفساد المستشري في القطاعات الحياتية كلها من اقتصادية ومالية وصناعية وزراعية وصحية وسياسية وطبية وتعليمية. وعلى الرغم من أنَّ الشعب اللبناني مقتنع ظاهريًا بضرورة محاربة الفساد ويؤكد على ضرورة محاربته، إلاَّ أنَّه فعلياً ليس منزعجاً منه.

المياه والخزانات

أزمة المياه لم تكن جديدة على لبنان هذا العام، بل منذ 15 عاماً يتصدَّر ملف المياه والجفاف الذي يعاني منه لبنان، واجهة الاهتمامات المعيشية والإقتصادية إذ إن لبنان من الدول الغنية بالمياه بين بلدان الشرق الأوسط، إلا أنَّ الإهدار وسوء الإدارة وغياب السياسات الإنمائية والتوعوية دفعت اللبناني إلى شراء المياه بشكل أسبوعي.

الإنترنت

الإنترنت في لبنان هو الأبطأ والأعلى تكلفة في الشرق الأوسط بل وعلى مستوى العالم كذلك. وقد وضعت شركة “أوكلا” التي تختبر سرعات الإنترنت، لبنان في المركز الأخير على مؤشرها العالمي، بحيث احتلَّ ترتيباً أدنى من دول مثل زيمبابوي والعراق وأوزبكستان وبوركينا فاسو. وعلى رغم الجهود التي يقوم بها الوزراء المتعاقبون على وزارة الإتصالات إلاَّ أنَّ كثيراً من اللبنانيين ينتقدون أداء الحكومة وشركات الاتصالات الخاصة ويلقون اللوم على الفساد وسوء الإدارة والخلافات السياسية.

المظاهر

بين الغلاء وحب الحياة، لا يحرم اللبناني نفسه من رغد العيش وحب الظهور متجاوزاً قدرته المادية، ليشكل الـ show off ثقافة رائجة تصف شخصيته وطبعه، فيحاول القفز فوق طاقته كي ينال استحسان الآخرين وثنائهم. فالمجتمع يعيش ازداوجية واضحة بين ما يملك حقاً وبين ما يفاخر بامتلاكه أمام الآخرين، ويرجع ذلك إلى عدم اعتيادهم على فكرة الإدخار.

مواقف السيارات

همٌّ إضافي زاد على هموم اللبنانيين وهو إيجاد موقف لركن السيارة في شوارع لبنان المكتظة، خصوصاً داخل العاصمة بيروت، إذ يمضي اللبناني يومه باحثاً عن مكان ليركن فيه سيارته، فينتهي به الأمر واضعاً إياها حيثما كان، وبأي ثمن كان، لكي يتوجه إلى مركز عمله أو ليمضي بعض الوقت مع أصدقائه.

التفاعل افتراضياً وعدم التحرك فعلياً

يزداد نشاط اللبناني على مواقع التواصل الإجتماعي، فهناك يثور ويحارب وينتفض على الفساد وينتقد الإخلال بالأمن ويرفض العبثية، إلاَّ أنَّ كل ذلك لا يقوم به على أرض الواقع، فتبقى انتفاضته افتراضية وهمية، ومجرد “حبر على ورق”، أي كلام من دون تنفيذ.

الحديث عبر “الواتساب” خلال القيادة

“الكلمات تقتل”، هي مختصر ما يقوم به اللبنانيون الذين اعتادوا على استخدام تطبيق “الواتساب” أثناء القيادة للتواصل مع أهلهم أو أصدقائهم وحتى في أوقات الازدحام المروري. الواتساب شاغل الدنيا في لبنان، وبات يشكل تهديدًا رئيسياً للمارة وسائقي السيارات على الطرقات.

مجلس النواب

مجلس النواب اللبناني المدِّد لنفسه في العام 2014، والذي سبقه في العام 2013، يبدو أنَّه سيصبح من الفولكلور والتراث اللبناني، والذي لن نشهد على تغيُّره في الوقت القريب. وهذا الحدث الجلل أفقد لبنان الديموقراطية التي تميزه عن بقية الدول العربية المجاورة له.

الاستزلام للزعيم

حب الزعيم والبيك والأمير والشيخ مرض عضال يرافق اللبناني، فإن أردت استفزاز أحد فأول ما يمكنك القيام به هو انتقاد زعيمه، وسيغضب فوراً كما لو أنك أهنت أحد أفراد أسرته. فحب الزعيم من صلب حياة اللبناني ويسري في عروقه.

الشتائم

ظروف الحرب المتلاحقة التي لحقت بلبنان منذ عام 1975 مروراً بالخلافات السياسية والاشتباكات الأمنية والصراعات، أدت إلى الابتعاد عن القيم الأساسية الأخلاقية كلغة التخاطب والتوجُّه إلى الآخر، فباتت لغة الشتائم والعنف من القاموس اليومي الذي يحكم حياة اللبناني.

قانون التدخين

في الجريدة الرسمية وعلى الورق دخل قانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة في لبنان بما فيها المقاهي والمطاعم والملاهي حيز التنفيذ بموجب قانون جديد يفرض غرامات كبيرة على المخالفين. ولكن منذ صدوره ولغاية اليوم لم يلتزم أي مواطن بتطبيق هذا القانون، إذ تبقى “السيجارة” و”النرجيلة” المتنفسين الوحيدين بالنسبة للبناني للهرب من همومه.

السرعة على الطرقات

لا يمرّ يوم إلا ونسمع فيه عن وقوع حوادث هنا وهناك، أدَّت إلى حالات وفاة، وأخرى خلَّفت أشخاصاً بإعاقات دائمة، والسبب السرعة الزائدة. ويعود ذلك إلى غياب قانون فعلي لمحاسبة المخالفين والحد من السرعة، خصوصاً أنَّ كثيرين يعتبرون السرعة متنفساً لغضبهم اليومي، وارتفاع الأدرينالين يساعدهم على الشعور بحال أفضل.

السهر

إن تدهور الوضع الأمني أم كان هادئاً لا يغير اللبناني نمط حياته، فيجد السهر الملجأ الوحيد لتفجير طاقاته من غضب، وحزن، وفرح. من بيروت، مروراً بجونية وصولاً إلى جبيل لا يشبه لبنان بقية الدول، ولا يشبه حب الحياة لدى اللبنانيين أي حب قد يوازيه في العالم، فطبيعة اللبناني تكمن في أنه عاشق للحياة.

بين الهجرة والاشتياق

هي ازدواجية أخرى تضاف إلى شخصية اللبنانين فإذا بقي داخل لبنان رثى حظه، وحاول العمل بشتى الطرق للحصول على تأشيرة للسفر خارجاً والعيش في دول أخرى بحثاً عن الأمن والأمان والحياة المعيشية الجيدة. ولكنه إذا هاجر يشتاق إلى لبنان ويحبَّ العودة، ولا يتذكر الأسباب التي دفعته إلى تركه بل يتحكم الحنين بمشاعره.

“النق”

“النق اليومي” نمط يطبع حياة اللبناني المتخاذل عن الحراك لتحصيل حقوقه، فلا يجد متنفساً له سوى “النق”. علماً أنَّ المواطن العادي يعرف مسبقاً أن ما من شيء سيتغير في هذا البلد ولكن هذا “النق” يعطي اللبناني دوماً شعوراً بالرضا الذاتي لأنه نوع من التعويض، بحيث غدا بروتوكولاً يومياً.

الديون

يفوق الإنفاق في المجتمع اللبناني المدخول، ويعود السبب إلى غلاء المعيشة الناتج من غياب رقابة الدولة وتخاذلها عن تصحيح الرواتب والأجور ما يؤدي إلى تفاوتٍ بين المدخول والاستهلاك، إضافة إلى غلاء الخدمات وكثرة الاحتكارات، مع ما يتبعه من تقسيم اجتماعي، فالعائلة تعيش ضمن الحد الأدنى للأجور الذي هو بحدود المليون ليرة لبنانية. والسبب الأساس للجوء اللبناني إلى الدين، هو النمط المعيشي الجيد الذي يبحث عنه، وهذا يعود إلى تركيبة المجتمع التي تشجع على الاستهلاك من دون الأخذ بعين الاعتبار الاستحقاقات المالية التي لا يجد غالباً سبيلاً لتسديدها.

الرصاص خلال خطابات الزعماء

ظاهرة إطلاق الرصاص أو المفرقعات النارية التي تنطلق مع كل مناسبة في لبنان باتت تشكّل مصدر إزعاج عام ووسيلة لترويع الناس وتخويفهم. بيد أنَّ مشكلة السلاح في لبنان قديمة وليست طارئة على مجتمعنا. فلا يزال الأبرياء يُقتلون برصاص أسلحة مرخص أو غير مرخص لها في الأفراح والأتراح، وعند النجاح في الشهادة الرسمية، أو خلال مناسبة وطنية أو لدى إلقاء أي “زعيم” لخطاب ما، ولا تزال القوى الأمنية عاجزة عن ردع هؤلاء، والدولة متخاذلة ومتخلية عن دورها في بسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية.

السابق
من يروض الثورات؟
التالي
حادث سير عند أول جسر الكولا