كل الأسرى الى عهدة «داعش»

كتبت “الأخبار” تقول: يتسلى مقاتلو “داعش” في الجرود. يطالبون بإعلان الجرود منطقة عازلة. ما عجزوا عن أخذه بقوة السلاح يريدون الحصول عليه بالابتزاز. ورقة قوتهم الجنود الرهائن، وتسرّب مقاتلي المجموعات الأخرى إليهم، ومعلومات تشير إلى قرب هيمنتهم التامة على ملف المخطوفين برمّته
خرقت مبادرة الشيخ وسام المصري الجمود في ملف المفاوضات لإطلاق سراح العسكريين الأسرى. لم يحمل أحد أئمة مساجد طرابلس ما يهدّئ روع الأهالي حيال أبنائهم المخطوفين، لكنه على الأقل قدّم جديداً على صعيد المطالب المطروحة. أمس، ترك الشيخ المصري مراسم اليوم الثالث من عزاء دفن والده ليتوجّه إلى جرود القلمون بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن العام.

هناك التقى الأمير العام لتنظيم “الدولة الإسلامية” أبو الوليد المقدسي، الرجل الذي أوكلت إليه قيادة التنظيم في الرقة الإمرة على هذه الناحية. وبحسب الشيخ المصري الذي تحدث إلى “الأخبار” عن “تجاوب الدولة الإسلامية التي تعهّدت، كعربون حُسن نية، بوقف القتل”، فإن “ملف المقايضة أُزيح جانباً، واستُبدل بطلبات إنسانية، كتحسين وضع اللاجئين السوريين وإطلاق سراح المعتقلات المسلمات في السجون اللبنانية”.

وفي السياق نفسه، تؤكد مصادر سورية: “لا يشترط أمير الدولة إطلاق سراح سجناء لتحرير أسرى الجيش اللبناني”. ماذا يُريدون إذاً؟ يردّ المصري بالقول إنهم يطلبون “تسريع المحاكمات لقرابة سجين”. وبالتالي، فإن الحل الوسطي في هذه المسألة يطال السجناء الذين لا أحكام جنائية بحقّهم. غرابة الطرح للوهلة الأولى، وهو طرح تنادي به الجمعيات الحقوقية، لا تلبث أن تتبدل عند إدراج بند جديد في طلبات التنظيم المتشدد. يُريدون منطقة عازلة. وبحسب ما ينقل المصري عن المسلّحين، “المنطقة أصلاً معزولة، لكن الإضافة أن تكون بإشراف الأمم المتّحدة، يُمنع دخول المسلّحين من الطرفين. والهدف تأمين الأمن والأمان للنازحين السوريين”.

وفي مقابل ذلك، يقول الشيخ المصري إنّ التنظيم سيُطلق سراح ثلاثة أسرى. أما إذا قامت الدولة اللبنانية بإطلاق سراح الموقوفتين سجى الدليمي وعُلا عقيلي، فبحسب المصادر، سيعني على الفور تحرير أحد العسكريين الأسرى لدى “الدولة”. وحول الخطوة المقبلة، قال المصري: “لن أصعد مجدداً إلى الجرد حتى أُبلّغ من الدولة اللبنانية بإيصال رسالة أو ما شابه”.

تبدو مطالب “داعش” التي حملها المصري أمس من الجرود أشبه بالتسالي التي لا يقدر أحد على تنفيذها. فإضافة إلى المنطقة العازلة “بضمانة الأمم المتحدة”، طالب مقاتلو “داعش” بأن ترسل لهم الحكومة اللبنانية مستشفى ميدانياً “معاصراً” وكافة مستلزماته.
في موازاة ذلك، تتحدث معلومات سورية عن توجه لانتقال ملف العسكريين الأسرى لدى “جبهة النصرة” إلى “داعش”، كاشفة عن وحدة حال غير مسبوقة بين عناصر التنظيمين في القلمون. وتتحدث المعلومات عن أن أعداد الموالين لـ”الدولة الإسلامية” يبلغ المئات، فيما لم يعد عدد مقاتلي “النصرة” يتجاوز العشرات. وبالتالي، تخلص المصادر إلى القول إن زمام المبادرة سينتقل عمّا قريب إلى “الدولة”. أما في ما يتعلق بتكليف نائب رئيس بلدية عرسال، أحمد الفليطي، فتنفي مصادر مقرّبة من “الدولة” أن يكون أحدٌ من طرفها قد جالسه.

الحوار باق في عين التينة
سياسياً، عبّر رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء أمس أمام زواره عن ارتياحه الى الأصداء التي خلفتها الجولة الاولى من الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، وتحدث عن أصداء ديبلوماسية من خلال تلقّيه رسالة من وزارة الخارجية المصرية أيّدت الحوار وشجّعت بري على مبادرته، الى مواقف مماثلة عبّر عنها سفراء الولايات المتحدة وإيران والسعودية.

كذلك عبّر عن ارتياحه الى الاصداء التي خلفها الحوار في الشارع اللبناني الذي تلقّفه بالتأييد، ولاحظ أن زيارة نواب بيروت لدار الإفتاء وإعلانهم منها تأييدهم الحوار خير معبّر عن الحماسة الشعبية للحوار. بيد أنه لفت أيضاً الى أنه يأمل من هذا الحوار أن يكون حافزاً لحوار ماروني ــ ماروني مماثل يواكب حوار تيار المستقبل ــ حزب الله بغية الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية. وقال بري: “روّج البعض أن هذا الحوار هو إيراني ــ سعودي غير مباشر. أنا لا أمثّل أياً من الطرفين، لكنها تهمة لا أنكرها. المهم استمرار الحوار”. وشدد على أن الهدف من الحوار الثنائي “تهيئة تربة خصبة للتفاهمات الاقليمية بحيث إذا تمت نكون هنا في لبنان جاهزين لتلقفها وترجمتها. لا يمكن إنكار الحوار الايراني ــ الأميركي، ولم يكن توقيعه بالحروف الاولى إلا تأكيداً على أنه سيوقّع بالحروف النهائية في خاتمة المطاف. وهذا ينعكس على تفاهم سعودي ــ إيراني”.

وأكد ان الجلسة الثانية للحوار حسم موعدها مطلع السنة الجديدة في عين التينة، وأن الطرفين يريدان الاجتماع في هذا المكان، وسيحضر الوزير علي حسن خليل الجولات اللاحقة بناءً على طلب تيار المستقبل وحزب الله، إلا أن بري لم يشأ الإفصاح عن البند الذي ستتناوله الجولة الثانية.

تسلّل معادٍ في الجنوب
جنوباً، تمركزت قوة من جنود العدو الإسرائيلي في خيمتين نصبوهما منذ الصباح على الضفة الشرقية لنهر الوزاني قبالة المتنزهات، رافعين فوقها العلم الصهيوني وعلم الكتيبة التي ينتمون إليها. نصب الخيمتين أعقب تسلل 40 جندياً معادياً بعيد السابعة صباحاً، راجلين ومدعمين بدبابات وآليات هامر المصفحة نحو المنطقة المتحفظ عليها لبنانياً من دون اختراق الخط الأزرق الواقع وسط مجرى النهر. جزء من القوة، مرتدياً زياً مدنياً، استعان بكلاب بوليسية لمسح المنطقة قبالة متنزه حصن الوزاني عند آخر نقطة حدودية بين لبنان وفلسطين والجولان السوري المحتل. في الجانب اللبناني، تأهب الجيش اللبناني، فيما سيّرت قوات اليونيفيل دوريات. أما عصراً، قبالة مزرعة بسطرة في خراج كفرشوبا، فتسللت قوة قوامها 11 جندياً خرقت الخط الأزرق لحوالى مئة متر، ومشطت المنطقة لنصف ساعة قبل أن تغادر.
وكان لافتاً التحليق المكثف لطائرات العدو طوال نهار أمس على علوّ متوسط، خارقة جدار الصوت مرات عدة فوق منطقة صور.

السابق
كتاب فرنسي: عرفات قُتل ودحلان نفَّذ؟
التالي
القاء قنبلة فجراً في ساحة القيادة العامة في عين الحلوة