فقط 7 % من اللبنانيين سيسهرون خارج البيوت!

في لبنان ستة ملايين نسمة، وبحسب تقديرات نقابيين فإن عدد المطاعم في لبنان لا تتجاوز 2000، والمطعم الواحد يمكنه استقبال 200 شخص كأحد أقصى، وإذا اعتبرنا أن كل المطاعم محجوزة بالكامل، فإن عدد الساهرين لا يتجاوز 400 ألف في أي حال من الأحوال، أي أن نسبة 7 بالمئة فقط من سكان لبنان يمضون ليلة رأس السنة في أماكن السهر...

لا يختلف إثنان ان الإنسان بطبيعته يحب السهر والفرح والإبتعاد عن الهموم اليومية، ويكره العنف والقتل والموت والحرب، طبعاً بإستثناء قلّة، وهذا ما ينطبق على اللبنانيين، وما يعرف عنهم.

لبنان هو بلد السهر والحياة والتحدي، وخصوصاً في الأعياد حيث تعمّ الإحتفالات والسهر المطاعم والفنادق والشوارع اللبنانية، على الرغم من الاوضاع الأمنية الغير مستقرة التي يعيشها اللبنانيين باستمرار.

هذه هي صورة لبنان الجميل التي تتناقلها الوسائل الإعلامية والفضائيات اللبنانية إلى العالم، لكن هناك جزء كبير من اللبنانيين ينظرون من بعيد على السهر في المناسبات ومنها رأس السنة ، كأي غريب يعرف لبنان فقط من خلال الفضائيات اللبنانية. 

اليوم الواحد والثلاثون من كانون الأول ليلة الإحتفال برأس السنة الميلادية، وهي المناسبة التي يسهر ويحتفل بها لبنان والعالم لإستقبال العام الجديد، فكيف يقضي اللبنانيون هذه الليلة؟

ورغم إغراق شوارع لبنان بإعلانات الحفلات التي ستقام ليلة رأس السنة، إلاّ أننا إذا قمنا بعملية حسابية بسيطة يمكننا استنتاج أن نسبة اللبنانيين الذين يحتفلون ويسهرون ليلة رأس السنة ضئيلة جداً.

يعيش في لبنان حوالي ستة ملايين نسمة، منهم أربعة ملايين لبناني، والمليونا نسمة الباقين ينقسمون بين لاجئين فلسطينيين وسوريين وأجانب، وبحسب تقديرات نقابيين فإن عدد المطاعم في لبنان لا تتجاوز 2000، والمطعم الواحد يمكنه استقبال مئتي شخص كأحد أقصى، وإذا اعتبرنا أن كل المطاعم محجوزة بالكامل، فإن عدد الساهرين لا يتجاوز 400 ألف في أي حال من الأحوال، أي أن نسبة 7 بالمئة فقط من سكان لبنان يمضون ليلة رأس السنة في أماكن السهر، ويحتفلون لإستقبال العام الجديد.

ومن أصل ال 2000 مطعم هناك 20 إلى 30 مطعم من الدرجة الأولى، مخصصة لفنانين الصف الأول والأغنياء، مع العلم ان هذه السنة أغلب فناني الصف الأول يحيون ليلة رأس السنة خارج لبنان، اما باقي المطاعم فيسهر داخلها من ينتمون إلى الطبقة المتوسطة التي أصلاً تنخفض نسبتها تدريجياً.

أمّا عن باقي المقيمين في لبنان الذين يلازمون منازلهم في هذه الليلة، وتتجاوز نسبتهم 90 بالمئة، فتختلف طريقة استقبالهم للعام الجديدة من فئة إلى اخرى.

فعند أصحاب الدخل المحدود، تجتمع افراد العائلة على مائدة العشاء إضافةً إلى تحضير النرجيلة والمشروبات الروحية والمكسرات وأكياس التشيبس… كل حسب قدرته، ولا تكتمل السهرة إلاّ في التنقل بين القنوات اللبنانية التي تتنافس ليلة رأس السنة لعرض السهرة الأجمل، ليرسوا على القناة صاحبة العرض الأكثر جذباً، ولا يمكن تجاهل إنتظار اللبنانيين للمنجمين الذين يتوزعون على الشاشات اللبنانية ليلة رأس السنة لإطلاق توقعاتهم.

أمّا إذا كان التيار الكهربائي منقطعاً، مع العلم انّ الكثير من اللبنانيين لا يملكون مولدات كهرباء، فتمضي السهرة بحقد وغضب على المسؤولين والدولة اللبنانية، لأنها حرمتهم حتى من الإحتفال أمام شاشات التلفزة.

وهناك قسم لا بأس فيه لا يعنيه هذا اليوم، وكثيرٌ لا يملكون حتى ترف تحضير أشهى الماكولات ومتابعة التلفاز، وبعض الناس تختار الإحتفال من خلال «كزدورة» على الكورنيش او في مناطق السهر للإطلاع على اجواء رأس السنة!

ولا يمكن أن ننسى المليون لاجئ سوري الذين سيستقبلون العام الجديد في خيمهم الهشة والباردة، أما عن اللاجئين الفلسطينيين فيكفي أن ننظر إلى أوضاع مخيماتهم  لنكتشف حقيقة وضعهم وكيف يحتفلون!

وأيضاً في لبنان بلد الحياة والسهر! أكثر من مئة ألف عاملة أجنبية ستمضين ليلتهن في المطابخ لخدمة أصحاب المنزل.

السابق
خمسون عاماً على انطلاقة «فتح»: لبنانيون في صلب الحركة.. والقضية
التالي
هيفا وهبي تسترد حقّ والدتها عبر القضاء المصري