خمسون عاماً على انطلاقة «فتح»: لبنانيون في صلب الحركة.. والقضية

بكّر «العقيد» موسى فواز الانخراط في حركة «فتح» الفلسطينية التي تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها في الاول من كانون الثاني. وكان واحداً من أوائل اللبنانيين الذين التحقوا بالكفاح المسلح الى جانب المجموعات الفدائية الفلسطينية التي كان يقودها الرئيس الراحل ياسر عرفات داخل فلسطين المحتلة، ولاسيما في الضفة الغربية في العام 1968.

موسى فواز ابن بلدة العباسية الذي تعرّف الى حركة «فتح» في العام 1966 عبر «ابو منير» المقيم في مخيم عين الحلوة، والذي كان يجتمع به مع لبنانيين آخرين دوريا في صور.
دخل موسى فواز، الذي تربى على الإيمان بالقضية الفلسطينية، منذ انضم يافعاً إلى «حركة القوميين العرب»، إلى الضفة الغربية بهوية مزورة تحمل اسم الفلسطيني فتحي جعفر. وشارك في معركة «المحاجر» المجاورة لبلدة قباطيا في منطقة جنين في مواجهة قوات الاحتلال الاسرائيلي. وقد أصيب حينها أصابة بالغة، ما تزال رصاصتها عالقة في رئته إلى الآن، اعتقل على اثرها لدى قوات الاحتلال بعدما فرغت ذخيرته وخارت قواه.فتح
حوكم موسى فواز على انه فتحي جعفر ابن قرية قباطيا. ولم يتعرف الاسرائيليون الى هويته اللبنانية، الا بعد اربع سنوات من الاعتقال الذي دام 18 عاماً تنقل خلالها بين عدة سجون ومنها عسقلان الذي كان نزيله أطول مدة تعلم فيها العبرية وقرأ عشرات الكتب، وفي مقدمها الكتب الروسية المترجمة.
انقطعت اخبار موسى فواز عن عائلته في العباسية واعتبر في عداد الشهداء، حتى أن احد أشقائه سمى ابنه موسى تيمناً بشقيقه «الذي استشهد في فلسطين»، إلى أن جاءهم نبأ بقائه على قيد الحياة بواسطة رفاقه واللجنة الدولية للصليب الاحمر بعدما عرّف عن اسمه الحقيقي.
يروي موسى فواز كيف كانت تزوره عائلة فتحي جعفر في السجن على انه ابنها وتأتيه بكل ما يلزم من حاجات وحنان. ويفخر «العقيد»، الذي تقاعد قبل سنوات، في استمرار انتمائه الى «فتح» التي التقى برئيسها ياسر عرفات فدائيا في القدس الشرقية عام 1968، وبعد خروجه من السجن في صفقة التبادل التي نفذت بين «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة» وإسرائيل في العام 1985. كما شارك فواز في مؤتمر فتح الاخير (2009) في رام الله، حيث التقى هناك الرئيس محمود عباس.
يتابع فواز عمله التنظيمي الى اليوم في حركة فتح ضمن منطقة «عمار بن ياسر» التي انشئت كوحدة عسكرية في اعقاب الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 وتحولت الى صيغة واطار تنظيمي بعد تحرير العام 2000. وهي واحدة من المناطق التنظيمية الست التابعة لفتح في لبنان، ويعمل ضمنها الفتحاويون اللبنانيون في كل المناطق (نحو اربعماية) وغالبيتهم في الجنوب ثم الشمال والبقاع.
وبحسب عضو المجلس الثوري الفلسطيني جمال قشمر، الذي انتخب في مؤتمر رام الله، وهو اللبناني الوحيد الذي يصل الى هذا الموقع التنظيمي في الحركة، فان الانتماء إلى «فتح» جاء «على اساس قناعات مستلهمة من جوهر القضية الفلسطينية والصراع مع اسرائيل في الدرجة الاولى».
ويقول قشمر إن «الكادر الفتحاوي اللبناني خرج منه الكثير إلى أطر تنظيمية لبنانية على مستوى الوطن، وتحديداً الى حزب الله بعد الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 لقناعاتهم باستمرار النضال المسلح ضد إسرائيل»، ومنهم الشهيد علي ديب «ابو حسن سلامي».
يلفت قشمر الى حرص القيادة الفتحاوية على احترام تضحيات هذه المجموعة من اللبنانيين الذين صمدوا بالرغم من كل المضايقات والاعتقال احيانا كثيرة. ويذكر أن أوائل شهداء حركة فتح هم من اللبنانيين وفي مقدمهم خليل الجمل الذي استشهد على ارض فلسطين في العام 1968 ومحمد عباس الاخضر ابن الزرارية الذي استشهد في عملية فدائية عند بركة ريشا على الحدود اللبنانية الفلسطينية عام 1969.

السابق
لجعجع «الفيتو» ولعون «التسمية»؟
التالي
فقط 7 % من اللبنانيين سيسهرون خارج البيوت!