المصري نقل مطالب «داعش» ومصادر رسمية ترد : غير قابلة للتطبيق

كتبت “الديار” تقول: ملف المخطوفين العسكريين شهد تطورا بارزا عبر اعلان الشيخ وسام المصري بانه زار جرود عرسال والتقى ابو براء نائب مسؤول “داعش” في القلمون ابو وليد القدسي، وحمل من ابو براء مطالب الى الدولة اللبنانية، واللافت ان ما زاد في قلق الاهالي وتوجسهم ان الورقة التي حملها المصري غير موقعة من اي مسؤول من “داعش”، ولا تحمل ختم التنظيم مما يفقدها مصداقيتها وبذلك تحول المصري الى ساعي بريد لهذا التنظيم اما المطالب التي حملها فتضمنت:

1- انشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح من وادي حميد الى جرد الطفيل فعرسال.

2- تأمين اللاجئين السوريين ومنع اعتداءات حزب الله عليهم.

3- تأمين معدات “مشفى” طبي معاصر مع مستودع ادوية متكامل لعلاج المرضى والجرحى المنكوبين بسبب اعتداءات حزب الله.

4- الافراج عن كل المسلمات والمعتقلات بسبب الملف السوري.
وبينما كان وسام المصري يعلن شروطه “تبلغ” عبر “الواتساب” رسالة من “داعش” تتعهد بعدم قتل اي عسكري لديه ما دامت المفاوضات مستمرة بشرط عدم اغلاق معبر وادي حميد واطلاق سهى الدليمي وعلا عقيلي والاطفال، وقال ان عدم تنفيذ هذين الشرطين سيعرض العسكريين للقتل. كما تحدث المصري عن الغضب الكبير لكيفية تعامل الاطراف اللبنانية كافة مع حزب الله. كما نقل المصري عن “داعش” ان معركته ليست مع الجيش اللبناني ولا مع الحكومة اللبنانية. انما مع حزب الله الذي يتدخل في شؤونهم ويقتل اطفالهم ونساءهم كما يدعون.
المصري لـ “الديار”: الاجتماع كان مع نائب مسؤول “داعش”

اما الشيخ وسام المصري فقال لـ “الديار” ان الاجتماع كان مع ابو براء وهو نائب مسؤول داعش في القلمون ابو وليد القدسي، وقال “اذا كان الرد ايجابيا من الدولة، فمن المحتمل ان يقوم داعش باطلاق سراح احد العسكريين المرضى وتسليم جثة علي البزال كبادرة حسن نية من قبله.

مصادر رسمية: ما اقترحه “داعش” شروط تعجيزية وتشويه للواقع

وبحسب المعلومات من مصادر استخباراتية ان المصري انتقل فعلا الى جرود عرسال، والتقى مسؤولين في تنظيم “داعش” بينما لم يتمكن من لقاء مسؤولين في “جبهة النصرة”.
وتؤكد مصادر رسمية قريبة من ملف المفاوضات، ان ما تضمنته ورقة تنظيم “داعش” الارهابي، هي شروط تعجيزية وغير قابلة للتطبيق وهي مجرد محاولة لتشويه الحقائق من حيث ما مارسه وما يمارسه هذا التنظيم الارهابي من اعتداءات ضد لبنان بدءاً بالجيش اللبناني. واضافت ان محاولة ادخال حزب الله في عملية الابتزاز المستمرة لخطف العسكريين هي محاولة لتضييع البوصلة وتحوير حقيقة المعركة التي يخوضها الجيش اللبناني ضد التنظيمات الارهابية.

واضافت ان المطالبة باقامة منطقة عازلة ومنزوعة السلاح، هو اعتداء صارخ على كل السيادة اللبنانية على طريقة اتفاقية “كمب ديفيد” بين مصر واسرائيل في عهد انور السادات والتي افضت الى اقامة منطقة معزولة السلاح على الجانب المصري من سيناء، وبينما الاحتلال الاسرائيلي له الحق بحشد كل ما يريد من سلاح، وقالت ان هذ المطلب في الحد الادنى لا يحصل الا بين دول وليس مع تنظيم ارهابي.

مصادر عسكرية

وفي هذا السياق اكدت مصادر عسكرية ان طلب اقامة منطقة منزوعة السلاح في مساحة كبرى من الاراضي اللبنانية، هو دعوة فاضحة لاخراج الجيش من هذه المناطق. وقالت ان حق الجيش بالانتشار وفرض الامن في اي بقعة من لبنان هو حق غير قابل للنقاش. واضافت ان ما طرحه “داعش” هو مبادرة ملغومة وهو مجرد “بالون” لمحاولة الادعاء ان “داعش” بادر لاطلاق العسكريين وعلى الحكومة ان تعلن موقفها من ذلك، موضحا ان الصراع هناك ليس بين الارهاب وحزب الله بل بين الارهاب والجيش.

قزي لـ”الديار”: ورقة “داعش” للابتزاز

وفي اتصال مع الوزير سجعان قزي قال لـ”الديار” رداً على ما تضمنته ورقة “داعش” ساخراً: “قلو يا عنتر مين عنترك الو عنتر ما حدا وقف بوجهي”. وقال قزي: ان الورقة نوع من الابتزاز. وهذا يظهر صوابية الموقف بعدم تكليف الذين ارادوا تكليفهم رسمياً”، اضاف: “ان قضية العسكريين هي قضية معرضة لان تحمل المفاجآت يومياً، لكن الملاحظ ان اهالي العسكريين المخطوفين بدأوا يشعرون انهم كانوا ضحية استغلال وصاروا اليوم منحازين الى خط الدولة والحكومة واكتشفوا ان “داعش” و”النصرة” وبعض الوسطاء نقلوا لهم وعوداً ليس لها اساس من الصحة.

اهالي المخطوفين

اما الأهالي، فقد طالبوا بحسم “داعش” لاسم الوسيط الذي يريده، وهل يريد الشيخ وسام المصري ام احمد الفليطي، وتشجيع كل من يعمل على الحل شرط نيله تكليفاً رسمياً ونهائىاً من الخاطفين، “لاننا ضعنا وبتنا في حيرة من امرنا”.

استنفار أمني للجيش والقوى الأمنية ليلة رأس السنة

على صعيد آخر، ينفذ الجيش اللبناني والقوى الامنية ليلة رأس السنة “ليلاً أمنياً” في كل المناطق اللبنانية ورفعت نسبة الجهوزية الى 90% وتم تجميد المأذونيات بالاضافة الى نقاط تمركز وتكثيف دوريات امام المواقع السياحية والمطاعم والمراكز الدينية. كما اتخذت وحدات الجيش تدابير على الحدود الجنوبية في منطقة شبعا المقابلة للاراضي السورية وتحديداً على الجبال والتلال المتاخمة للجولان السوري المحتل.

كمين عسال الورد ونجاة أبو مالك التلي

وفي معلومات لـ”الديار” ان الكمين الذي نصبه حزب الله والجيش السوري لموكب قيادي من النصرة ادى الى مقتل القائد الميداني للنصرة في القلمون ابو حيدر، فيما نجا امير النصرة في المنطقة ابو مالك التلي بعد ان كان في عداد الوفد، علماً أن الكمين الذي نصب لابو مالك التلي ليس الاول، واصيب بجروح طفيفة خلال كمين سابق لحزب الله والجيش السوري، علماً أن القوى الارهابية قامت بسلسلة محاولات فاشلة للتسلل باتجاه مناطق الجيش السوري وحزب الله في القلمون وسلسلة لبنان الشرقية، وقد رافق عمليات التسلل تهديد لهذه القوى باجتياح قرى بقاعية، وبالتالي جاء “الكمين” ليؤكد ان هذه القوى ليست لها قدرة على فعل اي شيء في الجرود، وكل عملها في لبنان لم يخرج عن الاطار التقليدي لعمل “النصرة” عبر السيارات المخففة والاحزمة الناسفة. وفي هذا الاطار، علم ان القوى الامنية عممت اوصاف “سيارتين” خلال الايام الماضية وذكر انهما مفخختان دون تحديد مكان انطلاقهما ووجهتهما.
وليلا رصد الجيش تحركات لمسلحين في جرود عرسال فقام بقصفها بالمدفعية الثقيلة وافيد عن وقوع اصابات.

صراع عباس – دحلان يهدد امن عين الحلوة

عين الحلوة الى اين؟ هذا السؤال طرح في الاوساط الرسمية والامنية والشعبية اللبنانية والفلسطينية في صيدا، بعد تصاعد الخلافات داخل حركة فتح في عين الحلوة والتي تشكل الثقل الاساسي في المخيم، و”المرجعية” لكل الفصائل الفلسطينية وللدولة اللبنانية ايضا، وقد انعكست خلافات الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي الفتحاوي محمد دحلان على اوضاع المخيم، وسادت اجواء التوتر داخل اجنحة فتح في المخيم، وهذا التوتر تضاف اليه تعقيدات الملف الامني للمخيم، والذي تعمل الفصائل الفلسطينية على محاصرته، منذ المعلومات التي تحدثت عن لجوء لبنانيين مطلوبين للقضاءاليه، على خلفية تورطهم في استهداف الجيش اللبناني في طرابلس.

فقد طغى على مشهد مخيم عين الحلوة تحرك المسؤول السابق لجهاز الكفاح المسلح محمود عبد الحميد عيسى الملقب باللينو، الذي ينوي اقامة احتفال في الذكرى الخمسين لانطلاقة “فتح” في المخيم، تحت شعار التصحيح داخل الحركة، بالتزامن مع الاحتفال المركزي الذي تقيمه عادة الحركة. هذه الاجواء دفعت بالعديد من القيادات الفلسطينية واللبنانية الى التحرك لمعالجة الاحتقان، سيما ان اللينو الذي يعتبر احد ابرز الموالين للقيادي المطرود من حركة “فتح” محمد دحلان الذي يتهمه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالتآمر على القضية الفلسطينية.

اجواء القلق سادت مدينة صيدا

واجرى امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، سلسلة اتصالات شملت السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور وامين سر حركة “فتح” ومنظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات والقيادي السابق في حركة “فتح” محمود عبد الحميد عيسى الملقب باللينو. واكد الحرص على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة حركة فتح، منبها مما يخطط له المتربصون بالشعب الفلسطيني وبمخيم عين الحلوة، مشدداً على ضرورة التصدي لكل محاولات التوتير.

وكان “اللينو” تحدث عن حركة تصحيحية داخل الجسم الفتحاوي واستعادة القرار الفتحاوي، علما ان حركة “فتح” كانت اصدرت قبل اشهر، قرارا بطرده من صفوفها.
وعلم ان المهرجان الذي دعا اليه “اللينو” سيتزامن مع موعد الاحتفال الذي دعت اليه حركة فتح لاضاءة شعلة انطلاقة الحركة، كما علم ان حركة فتح لن تسمح لـ “للينو” باقامة الاحتفال.

في موازاة ذلك، يستغل الارهابيون هذه الاجواء للتمدد داخل المخيم خصوصاً بعد المعلومات عن وصول خبير متفجرات سابق في الجيش السوري خلال الايام الماضية الى مخيم عين الحلوة، ويدعى يحيى محمود حيث بدأ بتدريب الخلايا التابعة لكتائب عبدالله عزام عن طريق التفخيخ والاحزمة الناسفة وزرع العبوات، كما ان العديد من العناصر الارهابية دخلوا المخيم خلال الاسبوع الماضي بالاضافة الى وجود الرموز الارهابية في المخيم من شادي المولوي الى الشيخ احمد الاسير الى هيثم الشعبي وغيرهم الذين يتواجدون في حي الطوارئ وتمددوا باتجاه الاحياء الاخرى في المخيم.

لكن التطور الابرز في هذا الملف اعلان حركة حماس وقوفها الى جانب محمد دحلان مما سيؤدي الى توازنات جديدة في مخيم عين الحلوة والمخيمات في لبنان خصوصاً ان اضعاف فتح في لبنان سيصب في خانة القوى التكفيرية.

وبالتالي فان اي انفجار مسلح داخل فتح سيؤدي الى اضعافها وتعبئة القوى المتشددة للفراغ خصوصاً ان القوة الامنية الفلسطينية المشتركة تعاني من اوضاع صعبة ومن شح مالي وغير قادرة على مواجهة التكفيريين.

هذه الاجواء داخل مخيم عين الحلوة تقلق القوى الامنية اللبنانية في حال ضعف المرجعية الفلسطينية المتمثلة بفتح وتزايد قوة الاسلاميين وربما استغلت القوى الارهابية هذه “الفرصة” للسيطرة على المخيم ولديها القدرة على ذلك نتيجة ضعف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، مقابل صعود القوى الاسلامية التي ستحول المخيم الى قاعدة لها. وهذا ما يترك تداعياته على صيدا وطريق بيروت – الجنوب وربما فرض ذلك تعاملاً مختلفاً من الدولة اللبنانية مع المخيم.

وليلاً، وقع اشكال في حي طيطبا داخل مخيم عين الحلوة بين افراد لجنة الحي وعبد سلطان التابع لحركة فتح، على خلفية تعليق صور، وتطور الى اطلاق نار في الهواء.وتجددت الاشتباكات ليلا. وعلى الفور حضرت عناصر القوة الامنية وعملت على تطويق الاشكال.

بري: الحوار الماروني – الماروني سيحصل الى جانب حوار المستقبل – حزب الله

اما بشأن الحوار بين حزب الله والمستقبل، فقد بقيت عين التينة عشية العام الجديد في اجواء تفاؤلية بالنسبة للحوار وجدد الرئيس بري ارتياحه للمواقف الاقليمية والدولية من هذا الحوار، مشيراً الى تلقيه مزيداً من الرسائل المؤيدة له، واعتبر ان الحوار الماروني – الماروني سيحصل الى جانب هذا الحوار ويخلق مزيداً من الاجواء الايجابية في البلاد. وقال: “الذي يقول ان هذا الحوار هو حوار غير مباشر بين ايران والسعودية فهذه التهمة لا انكرها، ولا استطيع ان انكر ان الاتفاق الاميركي – الايراني حول الملف النووي الذي وقع بالاحرف الاولى سيوقع بالاحرف الآخيرة”، وما نقوم به هو تهيئة المناخات اللبنانية لما سيحصل في المنطقة.
وبالنسبة للجلسة الثانية من الحوار وسيحضرها علي حسن خليل اشار الى انه اذا انتخب رئيس للجمهورية تكتمل المؤسسات ويصبح العمل عندها عن طريق المؤسسات.
الجلسة المقبلة تركز على تخفيف التشنج المذهبي
وفيما ينتظر ان يعاود حوار حزب الله – المستقبل جلساته اعتباراً من الخامس من الشهر المقبل على ان تعقد جلسة اسبوعياً، قالت اوساط قريبة من اجواء الحوار ان هناك رغبة مشتركة بالوصول الى تفاهمات حول بعض القضايا المطروحة على جدول الاعمال. اضافة ان ما ظهر من جلسة الحوار الاولى وما تبعها من مقاربة لملف الحوار من قبل الطرفين، يشير الى ان الاجواء ايجابية وهناك حرص على الدفع نحو توافقات على بعض القضايا بدءاً من تخفيف التشنج المذهبي والطائفي، الى تنشيط عمل الحكومة والتجاوب مع الرئيس نبيه بري لعقد جلسات تشريعية لمجلس النواب تبت في بعض الملفات الحيوية.
واوضحت الاوساط ان جلسة الحوار المقبلة ستركز على تخفيف الاحتقان المذهبي حيث سيتم اعتماد ثلاثة اطر لذلك وهي اولا اعتماد العقلانية والاعتدال في المواقف السياسية من قبل الطرفين وثانيا سعي كل من المتحاورين لابتعاد خطباء المساجد عن اي اثارة مذهبية وطائفية وثالثا اعتماد نوع من المراقبة الذاتية على وسائل الاعلام المحسوبة على الطرفين لكي تساهم في تخفيف هذا الاحتقان.

اجتماعات تمهيدية بين كنعان ورياشي تحضيرا للقاء عون ـ جعجع

وبالنسبة لحوار عون – جعجع المرتقب علمت “الديار” من مصادر مطلعة ان جلسة او جلستين تمهيديتين ستعقدان في مطلع العام بين النائب ابراهيم كنعان ومستشار جعجع ملحم رياشي وان اكثر من 7 اجتماعات مماثلة عقدت في هذا الاطار. وقالت المصادر ان خطوات قبل الحوار ستحصل بين عون وجعجع ستعطي مؤشرات ايجابية، ولدى السؤال حول هذه الخطوات اكتفت المصادر بالقول انها رمزية لكنها تحمل مؤشرات ايجابية واضحة.

السابق
السفيرة الأميركية في مجلس الامن: صوتنا ضد القرار الفلسطيني
التالي
كتاب فرنسي: عرفات قُتل ودحلان نفَّذ؟