علم النفس يوصي بحماية الأطفال من وسائل التواصل الاجتماعي

لقد تبين ان الأطفال هم الأكثر تعرضاً للوقوع في كوارث الإستخدام السيء لهذه التقنيات، وذلك لافتقاد الرقابة على استعمالهم لها، فإذا كان هذا العالم الافتراضي يؤثر سلبا على الراشدين فكيف به على الأطفال؟ لذا توجب علينا العمل على حماية اطفالنا منه هذا.

لم يعد عالمنا  الحالي كما كان من قبل، فكل يوم نشهد تطوراً جديداَ، وخاصةً على صعيد وسائل الإتصال و التواصل الذي أصبح له عالمه الخاص العصي على السيطرة. فكان لهذا العالم الجديد العديد من الإيجابيات ومثيلها من السلبيات التي لا  يعطى لها اهمية، فالتركيزعلى حسنات هذا التطور سلب عقول الناس جراء اختراعاته و ابداعاته التي لا تنتهي. فلم يُسأل عن مخاطر هذا التطور؟

الا أن سيئات هذا التطور ما لبثت تنكشف للناس، ما استدعى استنفار المجتمع افرادا و مؤسسات للحد من مخاطر الإستخدام الخاطئ للتقنيات المتطورة في عالم التواصل الاجتماعي،  وللتوجيه  نحو الطريقة الأفضل لهذا الإستخدام.

ولقد تبين ان الأطفال هم الأكثر تعرضاً للوقوع في كوارث الإستخدام السيء لهذه التقنيات، وذلك  لافتقاد الرقابة على استعمالهم لها، فإذا كان هذا العالم الافتراضي يؤثر سلبا على الراشدين فكيف به على الأطفال ؟ لذا توجب علينا العمل على حماية اطفالنا منه هذا.

لذا بدأ يعطى لهذا الموضوع إهتمام خاص من قبل الجميع في المجتمع وخاصةً مع ظهور ويوماً بعد يوم، حالات عديدة من الأطفال الذين يتعرضون لحوادث خطيرة من خلال استعمالهم لمواقع التواصل الإجتماعي على اختلافها ،  فقد يتعرض الطفل لكل انواع الإستغلال او قد يصل الى الانحراف وكما يسبب هذا الاستخدام أمراضاً نفسية وجسدية للطفل وغيرها من الامور التي يجب حلها .

لذا جرت العديد من النشاطات و المشاريع من قبل العديد من المؤسسات في المجتمع من اجل حماية الأطفال من التعرض لأي نوع من الإستغلال او لأي مكروه و اي امر قد يؤثر سلباً على  مستقبلهم وذلك اثناء استخدامهم الانترنت، وكما ان الإعلام  اعطى لهذا الموضوع الكثير من الأهمية ولفت انظار الأهالي والمجتمع نحوه.

ومن ناحية اخرى ، كانت لآراء الإختصاصيين من علماء نفس واجتماع وتربية وغيرهم دوراً مفيداً في حل المشاكل التي قد يتعرض لها اطفالنا من جراء استعمالهم لتقنيات الإتصال الحديثة.

وفي هذا الصدد اكدت  الدكتورة علم النفس في الجامعة اللبنانية سحر حجازي ان هذه “تقنيات هي جزء من المجال النفسي الإجتماعي الذي يعيشه الطفل وان لها  مخاطر عدة على الأطفال لذا من الأفضل تجنب استخدامها في المراحل الأولى من الطفولة ولكن بما ان للتكنولوجيا حسناتها ايضاً ، فعند الضرورة يمكن لطفل استخدام هذه التقنيات بطريقة مدروسة . وذكرت ايضاً العديد من الطرق لحماية الأطفال منها ان يكون استخدامهم للإنترنت بمراقبة الأهل و ان لا يكون للأطفال بريدهم الإلكتروني الخاص وكما يجب شراء جهاز لحماية البيانات الشخصية.

و ايضاً  في اتصالٍ هاتفي  مع الدكتورة في علم النفس في الجامعة اللبنانية رولا نصر،  قالت انه لا يجب على الطفل استخدام الإنترنت الا اذا كان من اجل الدرس او للعب و هذا الإستخدام يجب ان يتم بمراقبة الأهل ،  وذكرت ان العديد من الأطفال يتعرضون للإستغلال الجنسي او لخطر تعاطي المخدرات والإنحراف وذلك بسبب الانترنت  لذا لحماية الاطفال يجب ضبط هذا الإستخدام وتوعية الاهل و الاطفال على مخاطر الاستعمال الخاطئ.

واما بالنسبة للمؤسسات التي ابدت اهتماما بهذا الموضوع فكان اهمها جمعية “تكافل” لرعاية الطفولة التي اطلقت بالتعاون مع المجلس الأعلى للطفولة في وزارة الشؤون الإجتماعية حملة  “غيابكم ضدكم “، و ذلك عبر مؤتمر صحفي أقامته  في شهر ايار الفائت و قد حضر المؤتمر العديد من ممثليي الجمعيات الأهلية  و المدنية و ممثلين عن وسائل الإعلام ، ألقى كلمة المؤتمر رئيس مجلس امناء الجمعية  الحاج عصام برغوت  الذي  شدد على اهمية  عدم تجاهل التطور الحاصل في هذه الوسائل، وإذ لفت الى ان الأطفال اليوم  يملكون المهارات  الكافية لإستخدام الإنترنت وكل ما يتصل به ولكن دون اي وعي او انضباط ، أشار إلى ان هذه الحملة اطلقت لتوعية الأهل و المجتمع على خطورة هذا الوضع الذي يعيشه اطفالنا.

و عمدت الحملة توزيع منشورات في المدارس وعلى الأهالي تشرح كيفية الاستخدام الآمن  لهذه الوسائل من قبل الأطفال، وبشكل  يحصنهم إجتماعياً ونفسياً واخلاقياً وصحياً.

وفي هذا الاطار أقامت الجمعية محاضرة حول سلامة الأطفال على الإنترنت وذلك في بلدية صور وبحضور ممثلين عن جمعيات واندية رياضية وثقافية و بالإضافة الى حضور بعض الأهالي مع اطفالهم .

ولقد كان للإعلام دور كبير في الإعلان عن هذه الحملة حيث ان 25 وسيلة اعلامية قامت إما بنشر إعلان هذه الحملة و اما بالتكلم عنها ضمن اتفاق جرى بين الجمعية وبين الإعلام لضمان نشر رسالة الحملة لمكافحة الشرائح المجتمعية.

تسعى الجمعية  لحماية مستقبل اطفالنا، ولقد تعهدت تكافل في اتصال اجريناه معها بأنها ستكمل العمل في هذه الحملة  وانها على تواصل مع المدارس و الأهالي. ولفتت الى تنظيمها محاضرات حول الموضوع لمن يشرفون على الأطفال.

والى انها وبالتنسيق مع وزارة الشؤون الإجتماعية تسعى للمزيد من التقدم .

وبذلك تكون الجمعية قد قامت بخطوة ايجابية وناجحة ، لتأمين سلامة اطفالنا حاضراً و مستقبلاً.

السابق
عن داعش: أسئلة برسم الأيام القادمة
التالي
هؤلاء هم أبرز المسؤولين المستقيلين في تاريخ لبنان