سنة على غياب رمز الإعتدال محمد شطح

في مثل هذا اليوم، عند الساعة التاسعة صباحاً، إمتدت يد الغدر والإجرام والإرهاب، واغتالت رمز الإعتدال السني في لبنان الوزير وأهم مستشاري تيار المستقبل الشهيد محمد شطح.

في السابع والعشرين من تشرين الأول من العام الماضي، إنضم الشهيد محمد شطح إلى قافلة شهداء ثورة الأرز، في انفجار سيارة مفخخة في منطقة عين المريسة، عند التاسعة صباحاً، قبل لحظات من وصوله إلى اجتماع بيت الوسط الذي كانت ستعقده قوى “14 آذار” ذاك اليوم، والذي أدّى إلى استشهاده ومرافقه طارق بدر وعدد من الشهداء والجرحى.

الشهيد شطح الذي لم يكن يعلم ان مصيره، سيكون كمصير رفاقه من شهداء 14 آذار، الذين استشهدوا لأنهم رفضوا الخضوع إلى النظام السوري، كتب على حسابه الخاص على موقع تويتر في ذاك اليوم: «حزب الله يهول ويضغط ليصل الى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاماً: تخلي الدولة عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسية الخارجية».

وقبل أيام من اغتياله كان الوزير شطح يحضر لإرسال رسالة الى الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، تحت عنوان « صميم وحدة دولتنا في خطر حقيقي»، والتي شرح فيها الممارسات الخطيرة التي يقوم بها حزب الله في لبنان، بمساعدة الحرس الثوري الإيراني والنظام السوري، طالباً من إيران مساعدة لبنان لإنقاذ لبنان.

الشهيد محمد شطح من مواليد مدينة طرابلس، شمال لبنان عام 1951، ومتزوّج وله ولدان، وهو خريج بكالوريوس اقتصاد من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1974، وحاصل على الدكتوراه من جامعة تكساس عام 1983.

شغل منصب نائب حاكم مصرف لبنان من عام 1993 حتى عام 1997، ومنصب سفير لبنان لدى الولايات المتحدة من عام 1997 حتى عام 1998. عمل في “صندوق النقد الدولي” في الولايات المتحدة، من عام 1983 حتى 2005، حيث تبوّأ مناصب مختلفة، منها مستشار لمجلس إدارة الصندوق عن منطقة الشرق الأوسط ونائب المدير التنفيذي. بين آب 2005 وتموز 2008، شغل شطح منصب مستشار رفيع لرئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، ثم عيّنه السنيورة وزيرا للمالية في حكومته في تموز 2008. وتولى منذ آب 2009 منصب مستشار الرئيس سعد الحريري.

وفي الذكرى السنوية لإغتياله اعتبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ان  الذين اتخذوا قرارا بتصفية الوزير السابق الشهيد محمد شطح، يدركون اليوم انهم أصابوا هدفا لا يعوض،لافتا الى ان شطب اسم محمد شطح من الدائرة السياسية لقيادة تيار المستقبل هو ضربة موجعة أصابته شخصيا وتسببت بفراغ كبير في المجال الحيوي لعمل التيار الوطني والسياسي.

وقال:  «العديد منا لم يكن يتوقع ان يكون محمد شطح هدفا لعملية تفجير اجرامية، او ان تفكر جهة ما باغتيال شخصية عرفت بالرصانة السياسية وبالكفاءة المميزة في انتاج الأفكار الحوارية».

السابق
بلدية الشويفات اعلنت ازالة البسطات والاكشاك
التالي
هزيمة «داعش» لن تغير من الأمر شيئاً!